بِأيّ ذَنْب أُنجِبَت؟
... بَعد سنين أسَفَا
ستروي عنعنة الحياة قصّتنا
بين قضاة ما ارتدَوا
بُردة مَن بالكتاب حَلَفَ
أن يُنصِت لِلإثنين
و يُنصِفَ
مَن أزرى به الدّهر بِالمشفَى،
و بين أضواء و دخّان
قمَعوا القصّة
في كلمة أو كلمتين
أَنجَب نبيذهم بَعدها أَلْفَا،
و ما عَثَرُوا بين أعقابها
على مَن أَذرفَ
بِمَلْث الصّيف دموعا ساخنة
و بِسَدَف الشّتاء
حاوَرَت خُطاه الثّملة الرّصيفَ
و خائبا مرتعشا عانق الشّراشف،
و مَن تأبّط خيوط اللّعبة
و نَسج الأطوار
و تَقمّص الأدوار
و ارتَشَف فَأَسرَفَ
في إنعاظٍ أَضْعَفَ
غَريرا صدَّق أحرُفَا ـ
نِصفها شيطان
يَؤُزُّ بصوته الأسقُفَ
و نِصفها ملاك
يُحسن بسهام حُسنه القَصفَ ـ
نَسَفته نَسْفَا
و رمَت رماده في بحر
يقول هل مِن مزيد
لِمَن يهوى الكَلَفَ،
و العُرف في دِين الكَلَف
أنّ مَن يَهوى
لا يُهلَك إجحافَا،
بَيْد أنّ مَن أَلِف الرِّدّة
يستسيغ إضرام الأفئدة تلَهُّفَا
و بَعد سبْيها يحرقها
لِيرميها اتِّباعا كِسَفَا
و هي لدى الحناجر مصعوقة
تشكو بَثَّها ارتجافَا
و ارتجافها يتساءل:
أيُوجَد تحت عيون السّماء
إنسان اقتَرَفَ
حُبًّا به هلك
و آخَر به سفك
طَائرا بغُصنه ما اغتَرفَ
عُشّا يكون له سلاما
و لا عِشقا يكون له كَنَفَا،
طائرا غرّد مختبئا يحتضر:
إن أبَت الدُّنيا
أن تكون ريشا وارِفَا
فلَربّما تكون لَوْحَا
فيه تخلد قصص ما سَلَفَ
مِن أصوات كُلّها ردَّدَت
نفْس القافية إلحافَا:
" و قصّتنا...
بِأيّ ذَنْب أُنجِبَت؟ "،
و لا مَن حاكَم حَظًّا
أَقسَم ألَّا يُحالِف الخَلَفَ...
و لا مَن أَمْسَك ظُرُوفَا
حُبْلى بِالجهر و ما يخفَى
بَعْد سنين أَسَفَا... .
منجد النور الكرعاني
... بَعد سنين أسَفَا
ستروي عنعنة الحياة قصّتنا
بين قضاة ما ارتدَوا
بُردة مَن بالكتاب حَلَفَ
أن يُنصِت لِلإثنين
و يُنصِفَ
مَن أزرى به الدّهر بِالمشفَى،
و بين أضواء و دخّان
قمَعوا القصّة
في كلمة أو كلمتين
أَنجَب نبيذهم بَعدها أَلْفَا،
و ما عَثَرُوا بين أعقابها
على مَن أَذرفَ
بِمَلْث الصّيف دموعا ساخنة
و بِسَدَف الشّتاء
حاوَرَت خُطاه الثّملة الرّصيفَ
و خائبا مرتعشا عانق الشّراشف،
و مَن تأبّط خيوط اللّعبة
و نَسج الأطوار
و تَقمّص الأدوار
و ارتَشَف فَأَسرَفَ
في إنعاظٍ أَضْعَفَ
غَريرا صدَّق أحرُفَا ـ
نِصفها شيطان
يَؤُزُّ بصوته الأسقُفَ
و نِصفها ملاك
يُحسن بسهام حُسنه القَصفَ ـ
نَسَفته نَسْفَا
و رمَت رماده في بحر
يقول هل مِن مزيد
لِمَن يهوى الكَلَفَ،
و العُرف في دِين الكَلَف
أنّ مَن يَهوى
لا يُهلَك إجحافَا،
بَيْد أنّ مَن أَلِف الرِّدّة
يستسيغ إضرام الأفئدة تلَهُّفَا
و بَعد سبْيها يحرقها
لِيرميها اتِّباعا كِسَفَا
و هي لدى الحناجر مصعوقة
تشكو بَثَّها ارتجافَا
و ارتجافها يتساءل:
أيُوجَد تحت عيون السّماء
إنسان اقتَرَفَ
حُبًّا به هلك
و آخَر به سفك
طَائرا بغُصنه ما اغتَرفَ
عُشّا يكون له سلاما
و لا عِشقا يكون له كَنَفَا،
طائرا غرّد مختبئا يحتضر:
إن أبَت الدُّنيا
أن تكون ريشا وارِفَا
فلَربّما تكون لَوْحَا
فيه تخلد قصص ما سَلَفَ
مِن أصوات كُلّها ردَّدَت
نفْس القافية إلحافَا:
" و قصّتنا...
بِأيّ ذَنْب أُنجِبَت؟ "،
و لا مَن حاكَم حَظًّا
أَقسَم ألَّا يُحالِف الخَلَفَ...
و لا مَن أَمْسَك ظُرُوفَا
حُبْلى بِالجهر و ما يخفَى
بَعْد سنين أَسَفَا... .
منجد النور الكرعاني