الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وينادي يا مسلمون صونوا مقدساتكم ودافعوا عنها بقلم:الشيخ حسن أحمد جابر

تاريخ النشر : 2019-08-21
بسم الله الرحمن الرحيم في ذكرى إحراق المسجد الأقصى يصرخ وينادي يا مسلمون صونوا مقدساتكم ودافعوا عنها بقلم فضيلة الشيخ / حسن أحمد جابر
   مفتي محافظة رفح عضو مجلس الإفتاء الأعلى بفلسطين


يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".صدق الله العظيم.

في الذكرى الخمسون لإحراق الأقصى الذي احترقت له قلوب العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فإن هذه الفعلة التي يأباها كل دين سماوي ويرفضها كل منطق سليم لأنها لا تعتبر اعتداء على حرمة مسجد وبيت من بيوت الله فقط ولكنها اعتداء صارخ على عقيدة المسلمين أينما كانوا وحيثما حلوا باعتبار أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ،فأولى القبلتين لأن المسلمين منذ أن بدأ فجر الإسلام وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم  بأمر من الله ينشر دعوته ويرسي قواعد الإسلام ظل المسلمون يتوجهون للمسجد الأقصى في صلواتهم مدة ستة عشر شهراً فأخذ المشركون ومن ولاهم يشوهون دعوة الإسلام ويجرحون عقيدة المسلمين فقالوا انظروا إلى محمد يخالف ديننا ويتبع  قبلتنا فتحركت قيادة السماء بوحي من الله عز وجل مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم  حيث قال الله عز وجل "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" صدق الله العظيم.

فهذه منزلة المسجد الأقصى وهذه مكانته حيث توجه المسلمون إليه في أول دعوتهم وعند إرساء قواعد عقيدتهم قبل أن تحول القبلة إلى بيت الله الحرام ومعنى ثاني المسجدين أن المسجد الأقصى يمتد تاريخ بنائه مع زمن بناء المسجد الحرام الذي هو أول مسجد أسس لعبادة الله في الأرض يقول الله عز وجل "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين" صدق الله العظيم  فبعد أن بنت الملائكة المسجد الحرام بمكة أمر الله الملائكة أن تبني بعد ذلك المسجد الأقصى فقد جاء في الحديث عن أبي ذرٍ الغفاري قال "قلت يا رسول الله أي مسجد وضع للناس في الأرض أول ،قال النبي صلى الله عليه وسلم  المسجد الحرام ثم قلت أي، قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ،قال أربعين سنة " فهذا دليل قاطع على فضل المسجد الأقصى ومنزلته عند الله عز وجل حيث كان بناءه بعد المسجد الحرام فلمنزلته عند الله وقداسته كان ثاني مسجد على وجه الأرض والمراد بثالث الحرمين الشريفين أن حرمة المسجد الأقصى وقداسته تأتي في المرتبة الثالثة بعد بيت الله الحرام والحرم النبوي بالمدينة المنورة لما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" وأيضاً لما روي عن ميمونة بنت سعد رضى الله عنها قالت يا نبي الله افتنا في بيت المقدس قال الرسول صلى الله عليه وسلم  "أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه" كيف لا والمسجد الأقصى هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومعراجه إلى السماء وهو مجمع الأنبياء والرسل حين اجتمعوا إلى رسول الله في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج فصلى بهم إماما حيث فضله الله على سائر الأنبياء والرسل وفضل أمته على سائر الأمم وهو باب الأرض إلى السماء الذي صعد منه النبي إلى السماوات العلا ورجع بأعظم ركن من أركان الإسلام الخمسة ألا وهي الصلاة التي لا ينكرها أي دين سماوي ، ولأن القدس ومن حولها قد بارك الله فيها فهي أرض الرباط إلى يوم القيامة لما جاء في الحديث الذي رواه أحمد "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من الإلواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله أين هم قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس" ففي هذه الذكرى المشئومة يقف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتساءلون هل كان المقصود من هذا الفعل الإجرامي حرق المسجد الأقصى فقط أم أن الجريمة كانت لها أهداف أخطر وأبعد من ذلك الفعل ؟ في اعتقادي أن الجريمة كانت لمعرفة رد المسلمين وماذا هم يفعلون عندما يتم التعدي على جوهر عقيدتهم فلو أن ردة  الفعل كانت تتناسب مع الحدث من قبل المسلمين والعرب جميعاً لما مر الأقصى وأهله بكل هذه الانتهاكات وتهويد للأراضي مروراً باقتحام الأقصى وقتل المصلين وحفر الأنفاق حول الأقصى بقصد تدميره وإزالته وبناء مكانه الهيكل المزعوم ومروراً بالمستوطنات وبسط السيادة على بيت المقدس وتضيق الخناق على أهله وتخريب الصخرة المشرفة وإطلاق الرصاص الكثيف عليها لإذهاب بهائها وجمالها الإسلامي ،فليس حريق الأقصى مقتصراً على الحريق الذي ذهب ضحيته منبر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبين وحامي حمى الإسلام ولكن المسجد الأقصى لا يزال يحرق في كل يوم مرات ومرات فها هو الحاخام عبادة يوسف زعيم حركة شاس الدينية يتفوه بكلمات تنم عن الحقد والعنصرية التي نشأ فيها وذلك بتعديه على الذات الإلهية حيث يصف رب العزة بالجهل لخلقه العرب والمسلمين ووصفهِ العرب والمسلمين بالأفاعي والأشرار والتهجم على نبي الله إسماعيل عليه السلام وشن الحرب على كل من خلق الله ونيتهم بناء كنيس في المسجد الأقصى ومطالبتهم بخفض صوت الآذان الذي يصدر عن مآذن الأقصى ومن حوله وهذا يتعارض مع كافة الديانات السماوية  فإن هذه التصريحات الحاقدة والأفعال المشينة تتعارض مع كافة الديانات السماوية والقوانين الدولية  فكل هذه الأمور تتطلب من العرب والمسلمون وقفة قوية وشجاعة يشهد لهم رب العزة فيها بأنهم قد حافظوا على دينهم ومقدساتهم فيتوجب عليهم جميعاً أن يوفروا كل أنواع  الدعم المادي والمعنوي لأهل بيت المقدس والمرابطون في أكناف بيت المقدس الذين يتصدون للاحتلال بصدورهم العارية مجردين من كل سلاح إلا سلاح الإيمان بالله والدفاع عن دينهم وعقيدتهم  ومن يتخلف عن الدفاع عن القدس وشعبنا الفلسطيني الصامد على أرض الرباط يكون مخالفاً أوامر دينه وجوهر عقيدته  .

وفي هذه الذكرى المشئومة لحرق المسجد الأقصى يقف المسجد الأقصى ويصرخ بصوت عال يا مسلمون حافظوا على عقيدتكم وأثبتوا مكانكم وحرروا مقدساتكم وأزيلوا أثار الظلم والعدوان عن أرض العروبة والإسلام .

والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يجب أن يكون ردهم أنه لا أمن ولا سلام إلا بعودة الأقصى إلى أحضان المسلمين محققين وعد الله الذي وعد عباده المؤمنين "إن لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم بقوم الأشهاد" ومحققين ما يشغل ضمير قائد مسيرتنا ورمز نضالنا الرئيس  ياسر عرفات في أننا بعونه تعالى سنصلي في القدس الشريف "وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم" صدق الله العظيم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف