الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأحزاب السياسية الفلسطينية ما بين النجاح و الهزيمة السياسية بقلم: سائد حامد ابوعيطة

تاريخ النشر : 2019-08-21
الأحزاب السياسية الفلسطينية ما بين النجاح و الهزيمة السياسية بقلم: سائد حامد ابوعيطة
بقلم سائد حامد ابوعيطة

الأحزاب السياسية الفلسطينية ما بين النجاح و الهزيمة السياسية
و نبدأ بتساؤل يضع نفسه مَحل نِقاش عميق . هل نجحت الاحزاب الفلسطينية في الانخراط في العمل السياسي ؟
و للإجابة لا بد من تحليل طبيعة هذه الاحزاب و مدى التوافق فيما بينها لمعرفة مدي فاعليتها و نجاحها .

و نختصر القول فيما يلى :

بالرجوع الى الدستور الفلسطيني فإن الاحزاب السياسية هي ركيزة العمل السياسي وفقا للنظام السياسي الفلسطيني الاساسي الذي هو نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية و الحزبية و ينتخب فيه رئيس السلطة مباشرة من الشعب و تكون الحكومة مسؤولة أمام الرئيس و المجلس التشريعي الفلسطيني و هذا المجلس بدوره يمثل الشعب و ليس الفصائل و الاحزاب .

و مع تعدد الاحزاب السياسية الفلسطينية ، و كثرة الوانها من الاحمر ، للأخضر ثم الاسود ، و الابيض ، فهي تلتقي فيما بينها بألوان علم فلسطين فقط ، بين يساريه تؤمن بالفكر الثوري و تؤمن بالشعوب ، و يمينيه تؤمن بالفكر الديني على اعتبار أنه قاعدة أساسية في العمل السياسي و الكفاح المسلح ، و وسطية تؤمن بالسلمية و المقاومة الشعبية و التفاوض مع الاحتلال كخيار استراتيجي في المعركة السياسية يمكن أن يصل الى الدولة الفلسطينية ، و احزاب اخرى محايده و تقف فقط موقف المدافع عن الشعب الفلسطيني و لا تملك أي برنامج عمل سياسي
يمكنها من الدخول في معركة سياسيه ، إضافة الى احزاب لا تؤمن بمنظمة التحرير الفلسطينية ، أو تعارض سياستها إن صح التعبير .

الفوارق كبيرة بين هذه الاحزاب ، و بين برامجها الحزبية المختلفة و اختلاف أيديولوجياتها ، أيضاً الخلاف قائم بين معظم الاحزاب الفلسطينية من جهة ، و بين السلطة الفلسطينية و منظمة التحرير من جهة اخرى .

فعدم الترابط بين عمل الاحزاب أو التوفيق بينها تحت إطار سياسي موحد ، يرجع الى أن عملها لا يقتصر على الجانب السياسي فقط ، و يعود ذلك الى طبيعة البيئة الفلسطينية المحتلة ، و هو استثناء تختص به الاحزاب الفلسطينية ، عن الاحزاب
الأخرى في العالم ، قد يجعل منها تحديا كبيرا يواجه الفلسطينيين انفسهم .

أمام هذه التعقيدات ، فإننا نقع ما بين الهزيمة السياسية ، او الفشل السياسي على المستويين الداخلي ، و الخارجي .

فالانقسام يمثل تحديا داخليا كبيراً منذ 13 عام ، و كل المحاولات و الجهود المبذولة للوصول الى نقطة اتفاق بين طرفي الانقسام باتت في طي النسيان .
و كل ما هو تحت إطار المعركة السياسية مع المحتل و العالم ، دخل في دائرة الهزيمة السياسية ، سواء الهزيمة بمعركة المفاوضات أو الهزيمة بمعركة المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني و ( مصير اللاجئين وحق العودة ، القدس، حل الدولتين ، حدود 1967 ، قرارات الامم المتحدة .. الخ )
جميعها اصبحت مصطلحات للتداول اكثر من ان تكون حقائق .

و ثلاث حروب على قطاع غزه أنهكت التقدم السياسي ، و جعلت القضية الفلسطينية قضيه ذات بعد إنساني و اقتصادي ، و ليس سياسي .

إن الاحزاب الفلسطينية تشكل اكبر التحديات الداخلية التي تواجه العمل السياسي الفلسطيني ، و الاختلاف و التنوع في ايديولوجياتها و عقيدتها ، أحدثت فجوة عميقة في العمل السياسي الفلسطيني ، و عدم تنظيم عملها أدى الى تصدع كبير في
أركان العمل السياسي الفلسطيني ككل .

و يمكن أن نُشير الى بداية الازمه السياسية الفلسطينية و الفجوة العميقة ، بمحاور ثلاث وهي الأهم باعتبارها أركان العمل السياسي الآن :

( منظمة التحرير الفلسطينية ، السلطة الفلسطينية ، حركة حماس كحزب تحرري يرفع راية الكفاح المسلح أو المقاومة كمثال حزبي يخوض معركة سياسية و عسكرية و يقف في مقدمة الاحزاب الفلسطينية )

لقد استطاعت حركة حماس دخول بوابة العمل السياسي الفلسطيني ، عبر الانتخابات الفلسطينية التي تمت عام 2006 م ، و نجاحها مكنها من الحصول على مقاعد الأغلبية تقريبا في المجلس التشريعي الفلسطيني ، و بالتالي مكنها من تشكيل
حكومة فلسطينية تقود الشعب الفلسطيني .

الا أن الصِدامات و الخلافات على تطبيق البرامج السياسية ، بين منظمة التحرير الفلسطيني ، و بين حركة حماس سبب أزمة سياسية مازالت قائمه منذ 2006 وحتي اليوم .

و في الوقت الذي شكلت فيه حركة حماس حكومة فلسطينية دون انضمامها لمنظمة التحرير الفلسطينية ، تبنت الحركة وفقاً لبرنامجها الانتخابي مشروع المقاومة المسلحة كخيار للشعب الفلسطيني ، و كان لابد من حدوث التعارض في البرامج
السياسية ، بما أن منظمة التحرير تبنت برنامج المفاوضات و برنامج الكفاح السلمي للشعب الفلسطيني .

هذا التضارب سبب فجوه عميقة بين منظمة التحرير الفلسطينية و السلطة الفلسطينية من جهة ، و بين حركة حماس و عدد من الاحزاب الفلسطينية من جهة اخرى .

فأن منظمة التحرير الفلسطينية تلتزم باتفاقيات سياسية دولية ، و منها اوسلو التي أدت الى ولادة السلطة الوطنية الفلسطينية .

و بتبني حركة حماس برنامج كفاح مسلح يبدوا مستحيلاً للتطبيق من خلال مؤسسات السلطة الفلسطينية و الحكومة ، التي بدورها تلتزم بكافة الاتفاقيات السياسية الموقعة مع الاحتلال أظهر ذلك تناقض واضح في العمل السياسي الفلسطيني .

و هنا اتسعت رقعة الفجوة ، حتي وصلت الى صدام مسلح على الارض في قطاع غزه ، أشبه بحرب أهليه انسحبت بسببه السلطة الفلسطينية من قطاع غزه بإغلاق كافة مؤسساتها ، تاركة فراغ سياسي كبير في القطاع ، و إرث وطني متهالك ، و بسبب
الفراغ تولت حركة حماس الأمر ، باعتبارها صاحبة الحق في تشكيل الحكومة الفلسطينية .

ثم تطور الخلافات الفلسطينية بين معسكرين فلسطينيين هما
" فتح و حماس " و ذلك بنقل القيادة السياسية الفلسطينية لمنظمة التحرير و قيادة السلطة الفلسطينية الى الضفة الغربية ، و بقاء غزه تحت قيادة حماس ، و التي بدورها باشرت بتولي مهام حكم قطاع غزه ، مفصولاً عن الضفة الغربية سياسياً ، وجغرافياً ، و ديموغرافياً ، و ثقافياً . حتي خرج مفهوم جديد هو الانقسام الفلسطيني الذي بدأ من 2007 م و حتى الآن ، وهو فصل تام بين مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزه و نظيرتها في الضفة
الغربية ، و فصل بين كل ما يمس الحياة السياسية ، و الاجتماعية ، و الاقتصادية، و حتى الثقافية .

و رغم بدأ المحاورات ، و الاتفاقيات ، و التدخلات لتقريب وجهات النظر ، بين طرفي الانقسام الا إنها جميعها لم تسفر عن شيء حتي الآن ، منذ اتفاق مكة حتى اتفاق القاهرة 2017 م ، جميعها فشلت و لم يتم تنفيذها بخلاف ما حدث بعد 2009 م
، بما عُرف اتفاق الوفاق الوطني الفلسطيني ، و ما حدث في 2014 م بإعلان تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني تحت رعاية المخابرات المصرية ضمن تفاهمات بين حماس و
فتح ، لتقريب و جهات النظر ، و انبثق عنها حكومة رامي حمد الله بعد 7 سنوات من الانقسام الفلسطيني التام ، و فشلت أمام تحديات داخليه بعد الزيارات المتقطعة لقطاع غزه ، لممارسة المهام المنوطة إليها .

و ما زال الشعب الفلسطيني يقع ضحيت الحوارات ، و الاتفاقيات ، و النقاشات ، و التفاهمات ، و القاءات ، دون الوصول الى نتيجة تذكر ، و كل طرف يلقي اللوم على الآخر محملاً إياه أسباب فشل المصالحة . حتى توالت الازمات ، و الفجوات بين كل الفصائل ، و الاحزاب السياسية سواء الداخلة في كنف منظمة التحرير الفلسطينية ، أو الخارجة عنها .

و تعارضت البرامج السياسية لكل حزب ، حتي وصل الأمر لمعارضه الاحزاب بعضها البعض ، سواء بالرفض ، أو النقد ، أو التحفظ ، على السياسات و طبيعة العمل السياسي .

و في حقيقة الأمر ، لا بد من النظر الى الاسباب الرئيسية وراء كل ما سبق ، بتحليل للبرامج السياسية للأحزاب السياسية ، ومدى توافقها مع طبيعة العمل السياسي الفلسطيني من جهة ، و تحليل التعقيدات السياسية الفلسطينية ، و التحديات الخارجية التي تواجهه منظمة التحرير الفلسطينية و السلطة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني على حداً سواء من جهة اخرى .

وهو موضوع يطول الشرح و التفصيل فيه .

أما إذا اردنا مخرجاً سياسياً .... للذهاب بهذا النظام السياسي لبر الامان لعدم تكرار التجربة التي مازالت مستمرة حتي الآن بين أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني " حماس و فتح " .

يمكن التوضيح من وجهة نظري على ما يلى :

أولاً

لابد من أن يكون الدستور و القانون هم الأقوى من الأحزاب السياسية ، و القيادات السياسية ، و سلطة الرئيس ، و صانعي القرار السياسي ، و المتنفذين و يصبح الدستور و القانون هو السلطة العليا القادرة على ضبط النظام السياسي الفلسطيني ، مع ضمان وضع آليات التنفيذ ، و التطبيق للقانون و الدستور ، بما
يخص طبيعة العمل السياسي ، و العمل المسلح ، و تنظيم عمل الاحزاب .

إن الدستور و القانون الفلسطيني مازال يحتاج آليات واضحة لعملية التطبيق ، حتى يتمكن من السيطرة الفعلية على القيادات الحزبية ، و الفصائل الفلسطينية التي لا يحكمها ولا يحميها القانون في نفس الوقت ، و الدستور الفلسطيني يجب ان يضع
قواعد و ضوابط تفصيلية تحدد العمل السياسي في فلسطين .

و أيضاً الدستور و القانون الفلسطيني مازال يحتاج القوة التي تمكنه من السيطرة الفعلية على الحكومات الفلسطينية لضبطها ، و ضمان نجاح عملها و منع التدخلات ، و الاستثناءات في عملها ، و كذلك الأمر بالنسبة للقيادات الفلسطينية كافه ، و جميع الاطراف المتحكمة بالمصير السياسي الفلسطيني ، فالجميع يتمسك بالقانون شكلياً دون تطبيقه .

ثانيا

لابد من تفعيل قانون الاحزاب السياسية المقدم من مجلس الوزراء
للعام 2008 م ، و إجراء التعديلات عليه ، بما يتناسب مع الواقع السياسي الجديد ، و ما حدث من اختلاف في البرامج السياسية المطروحة للأحزاب .

و ضبط لعمل الأحزاب السياسية في فلسطين ، و تحديد وظائفها العامة بما يتناسب مع الصالح الفلسطيني العام .

و كذلك تفصيلاً شاملاً و كاملاً ، يضبط عمل الأحزاب من ناحية شروط إنشائها و توافقها مع الدستور الفلسطيني ، و توافقها مع عمل الحكومة و الرئاسة ، و يضمن بقائها وحقها في العمل السياسي الفلسطيني دون المساس بقواعدها العامة .
و ضمان عدم التعدي الحزبي على عمل الحكومة أو وظائفها ، أو التدخل في الحياة المدنية ، و ما يكفله الدستور الفلسطيني للشعب من حريات مدنية ، سياسية ، و اقتصادية ، و اجتماعية ، و دينية ، و ثقافية .

و لابد من تحديد مهام عمل هذه الاحزاب ، وفقا للقانون بما يضمن عدم تفردها السياسي بالحكم في حال و صولها سلم السلطة .
و اشتراط انضمامها للكل الفلسطيني ، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية كأساس للعمل السياسي الفلسطيني .

ثالثاً

ضبط الأجنحة العسكرية للأحزاب السياسية الفلسطينية ، بأنشاء مرجعيه عليا تضم كافة الأجنحة المسلحة للفصائل ، بما يضمن تنظيمها ، و تحديد مهامها دون المساس بأهدافها الرئيسية ، و حقها المشروع بالدفاع عن الشعب الفلسطيني في حالات الاعتداء المسلح .

و ما يضمن توافق هذه الأجنحة المسلحة مع البرامج السياسية للحكومة ، و منظمة التحرير الفلسطيني ، دون تدخل لهذه الأجنحة العسكرية في القرار السياسي المتفق عليه من اعضاء منظمة التحرير الفلسطينية ، و المجلس الوطني ، و من الحكومة  والرئاسة ، على حد سواء .

وكل ذلك يتم تحقيقه بتفعيل قانون الأحزاب السياسية و إدخال التعديلات عليه بما يتناسب مع الواقع الجديد .
كل ما تم ذكره لا يتحمل مسؤوليته اي جهة رسمية أو غير رسمية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف