يوميات العازف المذبوح
إبراهيم أبو عواد / شاعر من الأردن
العَازِفُ المَصْلُوبُ عَلى الكَمَانِ
والصَّبايا الجالِسَاتُ أمامَ ضَريحِ البيانو
البَاكِياتُ عَلى الأندلسِ
مُوتُوا يَا إِخْوَتي كَي أَخْتَبِرَ مَوْهِبَتي في قَصَائِدِ الرِّثاءِ
مُوتُوا لأعْرِفَ قَوَانِينَ البُورصةِ في المُتَاجَرَةِ بِدِمَائِكُم
اكْتَشَفْنا الوَطَنَ في الزَّنازين
واكْتَشَفَنَا الوَطَنُ عَلى حِبَالِ المَشَانِقِ
تَأكُلُ الضَّفادعُ لَحْمَ القَصائدِ
وَبَنَاتُ حَارَتِنَا تَرَكْنَ قَلْبي لِبَنَاتِ آوَى
خُذُوا الجمَاجِمَ عَلى الرُّفوفِ تَذكَارًا للحُبِّ وَالحُرُوبِ
بَيْنَ وَجْهي وَقِنَاعي هُدْنةٌ
لأنَّ ظِلالَ الأمواتِ تَمْشي عَلى مِرْآتي
وُلِدْتُ وفي فَمِي مِلْعَقَةٌ مِن ذِكْرَياتٍ وإعداماتٍ
كُلُّنَا عُشَّاقٌ وبِلادُنا ضَائعةٌ
تَفَضَّلْ أيُّها السَّرابُ
ادْخُلْ إِلى ضَريحِ الكَهْرَمانِ
وَاحْرِق الأخضرَ واليَابِسَ
في بَيْتي تَنْتَظِرُني الفَرَاشَاتُ الكِلْسِيَّةُ
رِمَالُ البَحْرِ تُوَاسِيني
وَالبِحَارُ تنامُ في سَريري
لَكِنِّي أشْعُرُ بالوَحْدَةِ
وَحَدَائِقُ الجنونِ تَخْتَبِئُ في أوْرِدتي الضَّوْئيةِ
صَدِّقْني أيُّها البيانو المكسورُ
سَأعِيشُ ذِكرياتي في مَقبرةٍ قَديمةٍ بِلا سُورٍ
وأقضي وَقْتَ الفَرَاغِ في مُمَارَسَةِ الفَرَاغِ
أنا السَّفينةُ السَّائرةُ إلى جَبَلِ الجليدِ
هَرَبَتْ فِئْرَانُ السَّفينةِ
وبَقِيتُ وَحْدي في الليلةِ الباردةِ
أُحِبُّ الفَرَاشَاتِ لَكِنَّهَا لَن تُنْقِذَني مِنَ الغَرَقِ
وَلَن تَسْمَعَ أُمِّي صُراخي
حِينَ تَسْتَقِرُّ أشلائي في قَاعِ الصَّهيلِ
والرِّيحُ تَبْحَثُ عَن أعلامٍ لا تُنَكَّسُ
يَا نَهْرًا خَرَجَ وَلَم يَعُدْ
إِنَّ أعمدةَ الكَهْرباءِ تُسَاعِدُني في تَأرِيخِ الْحُبِّ الضَّائعِ
أخافُ مِن حِيطانِ بَيْتي
أخافُ العَوْدَةَ إلى حِضْنِ أُمِّي
لا أبناءَ لِي يَحْمِلُونَ اسْمِي
وَحْدَهَا الشَّوارعُ التي أُقْتَلُ فِيها سَتَحْمِلُ اسْمِي
سَيَنْمُو النَّعناعُ في هَيْكَلي العَظْمِيِّ
وَيُولَدُ التُّفاحُ في فُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ
فَهَل بَدَأت الحرْبُ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي؟
تَخُوضُ ذِكْرياتي حَرْبًا أهْلِيَّةً في قَلْبي
وَلا أحَدَ يَشْعُرُ بأحزاني سِوى أشِعَّةِ القَمَرِ فَوْقَ المُسْتَنْقَعَاتِ
يَا رَضِيعًا يَجُرُّ تَابُوتَ أُمِّهِ في دُروبِ الجليدِ
أكتبُ أحلامي بِقَلَمِ الرَّصاصِ عَلى الرَّصاصِ
أنا الرَّمْلُ الوَاقِفُ في طَابُورِ الانقراضِ
أنتظِرُ دَوْري لأسْتَلِمَ حِصَّتي مِن هَزيمةِ التِّلالِ في حُروبِ الظِّلالِ
والفُقَراءُ يَقِفُونَ في طَابُورِ الخُبْزِ
وأحزانُ الطفولةِ تَقِفُ عَلى رَصِيفِ المِينَاءِ
أيُّها النَّسْرُ الأعْوَرُ في أعالي البُكاءِ
دُلَّنِي عَلى جُثتي كَي تُنَظِّفَ الغِرْبَانُ أزِقَّةَ المِيناءِ مِن بَقَايا لَحْمي
نَحْنُ أرقامٌ لا يَعْتَرِفُ بِنَا جَدْوَلُ الضَّرْبِ .
إبراهيم أبو عواد / شاعر من الأردن
العَازِفُ المَصْلُوبُ عَلى الكَمَانِ
والصَّبايا الجالِسَاتُ أمامَ ضَريحِ البيانو
البَاكِياتُ عَلى الأندلسِ
مُوتُوا يَا إِخْوَتي كَي أَخْتَبِرَ مَوْهِبَتي في قَصَائِدِ الرِّثاءِ
مُوتُوا لأعْرِفَ قَوَانِينَ البُورصةِ في المُتَاجَرَةِ بِدِمَائِكُم
اكْتَشَفْنا الوَطَنَ في الزَّنازين
واكْتَشَفَنَا الوَطَنُ عَلى حِبَالِ المَشَانِقِ
تَأكُلُ الضَّفادعُ لَحْمَ القَصائدِ
وَبَنَاتُ حَارَتِنَا تَرَكْنَ قَلْبي لِبَنَاتِ آوَى
خُذُوا الجمَاجِمَ عَلى الرُّفوفِ تَذكَارًا للحُبِّ وَالحُرُوبِ
بَيْنَ وَجْهي وَقِنَاعي هُدْنةٌ
لأنَّ ظِلالَ الأمواتِ تَمْشي عَلى مِرْآتي
وُلِدْتُ وفي فَمِي مِلْعَقَةٌ مِن ذِكْرَياتٍ وإعداماتٍ
كُلُّنَا عُشَّاقٌ وبِلادُنا ضَائعةٌ
تَفَضَّلْ أيُّها السَّرابُ
ادْخُلْ إِلى ضَريحِ الكَهْرَمانِ
وَاحْرِق الأخضرَ واليَابِسَ
في بَيْتي تَنْتَظِرُني الفَرَاشَاتُ الكِلْسِيَّةُ
رِمَالُ البَحْرِ تُوَاسِيني
وَالبِحَارُ تنامُ في سَريري
لَكِنِّي أشْعُرُ بالوَحْدَةِ
وَحَدَائِقُ الجنونِ تَخْتَبِئُ في أوْرِدتي الضَّوْئيةِ
صَدِّقْني أيُّها البيانو المكسورُ
سَأعِيشُ ذِكرياتي في مَقبرةٍ قَديمةٍ بِلا سُورٍ
وأقضي وَقْتَ الفَرَاغِ في مُمَارَسَةِ الفَرَاغِ
أنا السَّفينةُ السَّائرةُ إلى جَبَلِ الجليدِ
هَرَبَتْ فِئْرَانُ السَّفينةِ
وبَقِيتُ وَحْدي في الليلةِ الباردةِ
أُحِبُّ الفَرَاشَاتِ لَكِنَّهَا لَن تُنْقِذَني مِنَ الغَرَقِ
وَلَن تَسْمَعَ أُمِّي صُراخي
حِينَ تَسْتَقِرُّ أشلائي في قَاعِ الصَّهيلِ
والرِّيحُ تَبْحَثُ عَن أعلامٍ لا تُنَكَّسُ
يَا نَهْرًا خَرَجَ وَلَم يَعُدْ
إِنَّ أعمدةَ الكَهْرباءِ تُسَاعِدُني في تَأرِيخِ الْحُبِّ الضَّائعِ
أخافُ مِن حِيطانِ بَيْتي
أخافُ العَوْدَةَ إلى حِضْنِ أُمِّي
لا أبناءَ لِي يَحْمِلُونَ اسْمِي
وَحْدَهَا الشَّوارعُ التي أُقْتَلُ فِيها سَتَحْمِلُ اسْمِي
سَيَنْمُو النَّعناعُ في هَيْكَلي العَظْمِيِّ
وَيُولَدُ التُّفاحُ في فُوَّهَاتِ الْمَدَافِعِ
فَهَل بَدَأت الحرْبُ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي؟
تَخُوضُ ذِكْرياتي حَرْبًا أهْلِيَّةً في قَلْبي
وَلا أحَدَ يَشْعُرُ بأحزاني سِوى أشِعَّةِ القَمَرِ فَوْقَ المُسْتَنْقَعَاتِ
يَا رَضِيعًا يَجُرُّ تَابُوتَ أُمِّهِ في دُروبِ الجليدِ
أكتبُ أحلامي بِقَلَمِ الرَّصاصِ عَلى الرَّصاصِ
أنا الرَّمْلُ الوَاقِفُ في طَابُورِ الانقراضِ
أنتظِرُ دَوْري لأسْتَلِمَ حِصَّتي مِن هَزيمةِ التِّلالِ في حُروبِ الظِّلالِ
والفُقَراءُ يَقِفُونَ في طَابُورِ الخُبْزِ
وأحزانُ الطفولةِ تَقِفُ عَلى رَصِيفِ المِينَاءِ
أيُّها النَّسْرُ الأعْوَرُ في أعالي البُكاءِ
دُلَّنِي عَلى جُثتي كَي تُنَظِّفَ الغِرْبَانُ أزِقَّةَ المِيناءِ مِن بَقَايا لَحْمي
نَحْنُ أرقامٌ لا يَعْتَرِفُ بِنَا جَدْوَلُ الضَّرْبِ .