الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهوية والمنفى في عدد جديد من المجلة الثقافية التي تصدرها الجامعة الأردنية

تاريخ النشر : 2019-08-19
الهوية والمنفى في عدد جديد من المجلة الثقافية التي تصدرها الجامعة الأردنية.
د. محمد عبدالله القواسمة
يتناول العدد الجديد (94) من المجلة الثقافية التي تصدر عن الجامعة الأردنية موضوعًا مهمًا من الموضوعات التي تثار هذه الأيام، وهو موضوع " الهوية والمنفى"؛ إذ يفتتح العدد رئيس التحرير الأستاذ الدكتور محمد شاهين بمداخلة يشير فيها إلى أبسط صور المنفى، كما تجلت في شعر المتنبي وعبد الرحمن الداخل وأحمد شوقي وخير الدين الزركلي. ولم ينس أن يذكر رحلات السندباد السبع التي كان خلالها السندباد دائم الحنين إلى وطنه الذي لم تستطع الفوائد المادية تعويضه عن معاناته في فراقه.
ويورد العدد المحاضرة التي ألقاها هشام مطر في جامعة كولومبيا بعنوان " الضيوف " ويبين فيها تقاطع ظروف المنفى والهوية بين جوزيف كونراد الذي يعد أيقونة في أدبيات المنفى وبين إدوارد سعيد الذي تأثر بكونراد تأثرًا كبيرًا من خلال فنه الروائي.
كما يحتوي ملف العدد فضلاَ عن محاضرة هشام مطر كتابات مهمة لإبراهيم السعافين ومحمود جرن وعلي محافظة وفخري صالح فضلًا عن مقالة " المثقفون منفيين : مغتربون وهامشيون" التي نشرها إدوارد سعيد في مجلة الآداب عام 1994، ولم ترد في كتابه "تأملات في المنفى".
في مقالة " الهوية والمنفى" يعرف إبراهيم السعافين بعملين اهتما بالهوية والمنفى اهتمامًا لافتًا، هما: "خارج المكان" لإدوارد سعيد، ورواية "النبيذة" لانعام كجه جي. ويتناول محمود جرن موضوع المنفى في الأدب الإيطالي، فقد اهتم الأدباء الإيطاليون بالمنفى لأسباب تعود إلى تعلقهم بالتراث اليوناني واللاتيني، وبخاصة هوميروس وفيرجيل، وإلى الأوضاع التاريخية لتي عايشتها إيطاليا في القرون التي تلت عصر النهضة من أزمات سياسية وحروب بين دويلاتها. ويقدم جرن نموذجًا لهذا الأدب الشاعر والكاتب فوسكولو الذي ولد في جزيرة زاكينتوش اليونانية عام 1778م، واضطر لفراق وطنه والتنقل من مكان إلى آخر للظروف السياسية والتاريخية التي سادت تلك الفترة من حياته بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ويتحدث المؤرخ علي محافظة في مقاله عن " الهوية الوطنية والانتماء القومي "ويعاين فيه سعي الاستعمار منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى إلى ربط مصالح الجماعات الدينية والإثنية بمصالحه، وإلى تشجيع استخدام اللغة الدارجة في بعض الأقطار العربية. وقد نجح بخلق خصوصيات لكل منها، وظهرت النزعات القطرية بينها الفرعونية والفينيقية. مع أن هذه الدعوات الإقليمية هزمت في الخمسينيات والستينيات لوجود الوعي السياسي والمد القومي، لكنها لم تضعف الدولة القطرية بل إنها تعززت بما جرى من أحداث سياسية بعد هزيمة 1967، وظهرت دراسات أكاديمية قطرية، مثل: "شخصية مصر" لجمال حمدان، و"طبيعة المجتمع العراقي" لعلي الوردي، و"الشخصية التونسية" للبشير بن سلامة. وقد نقد المفكر القومي ساطع الحصري تلك النزعات القطرية التي ظهرت في القرن الماضي. ويأخذ الدكتور محافظة في مقاله على بعض الباحثين العرب الذين يلجؤون إلى النظريات الغربية لفهم مجتمعاتهم، ويدعو إلى الإفادة من المنهج العلمي الغربي دون الوقوع في أسر النظريات الغربية التي وضعت أصلًا لدراسة المجتمعات غير العربية، كما يطالب، كما طالب الزعيم السياسي المغربي علال الفاسي، يتكتل العرب حول كلمة العروبة التي تحمل في محتواها رسالة الإسلام.
ويلاحظ الناقد فخري صالح في مقاله" جدل الهوية والمنفى قي الأدب لفلسطيني أن كتابات الأدباء الفلسطينيين تصور التراجيديا الفلسطينية تصويراَ لافتًا، كما أن الأشكال والأنواع لأدبية قد استخدمت لسرد سيرة النكبة، ويرى أن وصول القضية الفلسطينية إلى حالة من الجمود السياسي جعل من الأدب الذي يتحدث عن الوطن الفلسطيني " الأرض المجازية التي تحيا فيها فلسطين "
ويعود الدكتور محمد شاهين ليتحدث طويلًا عن المنفى والهوية عند إدوارد سعيد في مقاله " الهوية والمنفى: رحلة خارج المكان والزمان" ويرى أن هذه القضية مرتكز رئيسي في ثقافة ما بعد الاستعمار وأدبياته، وأن إدوارد سعيد مع إقامته الطويلة في أمريكا فإنه لم يشعر يومًا بأنه أمريكي، أي إن المنفى عنده لم يكن بديلًا عن فلسطين، ويرى أنه يمثل بصدق مفهوم مثقف المنفى، لأنه اختار أن يتحدث عن المنفى الجمعي بدلًا من المنفى الشخصي، ووقف إلى جانب مفهوم الرفض والمقاومة للاحتلال.
وفي مقالي" المنفى والوطن في تجربة الروائي غالب هلسا" تحدثت عن تجربة المنفى التي عايشها غالب هلسا في الواقع، وجسدها في رواياته السبع، وكانت نهايته في منفاه عام 1989م، والعودة إلى وطنه في كفن بعد غياب ثلاث وثلاثين سنة.
وتورد المجلة حوارًا مهمًا أجراه الدكتور فواز طوفان مع نزار قباني في سبعينيات القرن الماضي، ومقتبسًا من كتاب يوميات الحزن العادي لمحمود درويش. كما تورد مقالًا لنبيل مطر عن " رحلات حي بن يقظان" ويؤكد فيه مطر أن ابن طفيل نجح في بناء قصة مهمة ألهمت كثيرًا من الكتاب والعلماء والفلاسفة وغيرهم على مر العصور للبحث عما هو رباني في شخصية متخيلة.
وفي باب الفنون نقرأ مقالًا عن الفنان مهنا الدرة لجريس سماوي بمناسبة إقامة المتحف الوطني للفنون الجميلة في عمان معرضًا فنيًا لأعماله. ويتبين لنا أن الدرة استطاع بممارسته الرسم التجريدي والتكعيبي وبأسلوبه الخاص ومغامراته الفنية أن يكون من رواد الفن الحديث في الأردن وخارجه.
وفي باب مراجعات الكتب يقرأ المؤرخ علي محافظة كتاب "عملية 1915 " للكاتب التركي أوزان بودر، وتبين لنا أن الكتاب عبارة عن يوميات عن أحداث سنة 1915 خاصة تلك التي جرت بين قادة الحركة الصهيونية والجبهة العسكرية التركية في سويسرا حول فتح أبواب فلسطين للمهاجرين اليهود من اوروبا الشرقية، وكذلك الأحداث التي جرت في القاهرة عندما سعى الصهيوني جابوتنسكي إلى إقناع البريطانيين بإنشاء كتيبة للمشاركة في الحرب إلى جانب الحلفاء. ويأخذ الدكتور علي على الكتاب أنه مزيج من الوقائع الحقيقية وأحلام المؤلف وتبريره لسياسات السلطان عبد الحميد الثاني وحزب الاتحاد والترقي الحاكم في ذلك الوقت.
ويقدم إبراهيم خليل قراءة لرواية "وداعًا يا زكرين" لرشاد أبي شاور ويرى أنها تستعيد وقائع تاريخية لما حدث لقرية زكربن التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وجاءت لتجمع بين السيرة والتاريخ والسرد الروائي، ويأخذ عليها كثرة التفاصيل، وتحول السرد إلى ما يشبه البحث في العادات والتقاليد.
وتراجع دينا السلمان رواية "العودة" لهشام مطر، وتجد فيها عنصري الأدب والتاريخ، وترى أن مؤلفها قدم حياة تحاكي الفن، وهو يتناول عذابات المنفى وفقدان الوطن إثر فقدان والده جاب الله وقتله في أحداث سجن أبي سليم في ليبيا عام 1996.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف