الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خطايا الأصدقاء بقلم: فايز عمر بديع

تاريخ النشر : 2019-08-19
خطايا الأصدقاء بقلم: فايز عمر بديع
بقلم: فايز عمر بديع
في مطلع الثمانينات، اتفقت أنا وزملائي على استضافة مراجعة ما قبل الامتحانات عندي في البيت، وإذا بصديق لي واسمه علي الطاروطي يعتذر، وحينما سألته عن السبب أخبرني، بأنه سوف يشاهد في السهرة فيلم "الخطايا" من انتاج عام 1962 بطولة عبدالحليم حافظ، نادية لطفي وحسن يوسف، إلى جانب الكبيرين مديحة يسري وعماد حمدي، تأليف محمد عثمان.. مع مخرج الروائع حسن الإمام.

فرحنا جميعاً بهذا الأمر، وأصررت على حضوره كي نشاهد جميعاً والده، لاسيما وأنه توفي.
وبدأت في نشر الخبر للأصدقاء والأقارب والجيران، بأن والد صديقي واسمه "الطاروطي" سيظهر في فيلم "الخطايا" مساء اليوم... وتحديداً مع أغنية "لست أدري" تأليف إيليا أبوماضي.

جاء الزملاء للبيت قبل المغرب، وبدأنا نلتهم الكتب، قبل أن يبدأ الفيلم، وبعد ان انتهينا أسرعت إلى المطبخ لعمل "ساندويتشات" الجبن الرومي واللانشون "المرتديلا" مع "تحبيشة" مخلل ومعها الشاي بالحليب.

جلسنا جميعاً وأعيننا متعلقة بالتلفاز، وكل دقيقة من الساعتين اللتين مرتا على الفيلم وأنا أتنقل بنظري ما بين التليفزيون، وصديقي علي وإحساس فقدانه لوالده يهز مشاعري.

قرأت في عيني صديقي وكأنه يقول: أبي إني أبكي بكاءً جنونياً لا يُتصوّر، ولو كتبت عن مدى شوقي لك إلى نهاية الدهر لما انتهيت، ولو كتبت لانتهى الحبر وامتلأت الصحف ولم أنته، فأية كلمة تعبر عن شوقي لك.

ذكراك تتجدد باستمرار.. يا لها من ذكرى.. تقطّع قلبي وتفطر شوقاً لك يا ما ضحكنا سوياً، يا ما ضممتني إلى صدرك الحنون، يا ما تمنيت لو عادت الذكريات، فقد صبرت دون جدوى، وتكلم قلبي قبل لساني، وانجرح قلبي جرحاً لن يُداوى بفراقك أيها الغالي. عجز اللسان عن الكلام، وعجز القلم أن يكتب عن شوقي لك، اشتقت لك شوق الأم لابنها، شوق المغترب لبلاده، شوق العطشان للماء.. فهل من كلام يعبر عن شوقي لك؟

وما إن بدأت أغنية "لست أدري"، فإذا بصديقي يقفز عالياً ويقول: بابا.. اقشعر بدني، من صوته المختلط بين الفرح والحزن على مشاهدته والده.. وإذا بنا نشاهد رجلاً يحمل رضيعاً وضعه على باب المسجد، دون أن يتفوه بكلمة، هذا المشهد استغرق أقل من دقيقة واحدة.
أحسست وقتها أنني تسرعت في عمل الساندويتشات...!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف