
مجاملة..
عطا الله شاهين
سألتْ ذات صباحٍ امرأةٌ عجوز خادماً كان يعمل لديها عن جمَالِ وجهها، وأرادتْ أن تعرفَ الحقيقة، لأنها ترى ذاتها أمام المرآة امرأة أخرى، وقالت له: ماذا ترى في وجهي؟ صمتَ الخادمُ، الذي تلعثم من سيدته، وقال لها وجهكِ على ما يرام يا... فاقطعته وقالتْ أأنت متأكد، فأنت تخجل النظر إلي، فكيف قلت على ما يرام، وأنت تبتعد عنّي مسافة، فدنت صوبه، وقالت: في عينيكَ كلام آخر، فأنت لا تقول الحقيقة، أنت تجاملني ليس إلا، فلا أريد مجاملة منك، فردّ عليها بلى، جاملتكِ خوفا من أن تطردينني من العمل، فضحكت بهستيرية، وقالت كيف لي أن أستغني عن رجُلٍ مثلك يجعلني أحبُّ الحياة، فابتسمتْ، وقالت له: قول لي الحقيقة وليس مجاملة، ماذا ترى في وجهي، ماذا ترى في عيني، هل ترى أية تجاعيد؟ فردّ عليها بلى، لكن روح الشباب تنبض فيكِ، وأدار ظهره لها، وقال لها أعذريني لدي أعمال أخرى يجب الانتهاء منها، فقالت له دعكَ من الأعمال الآن، لقد اشتقت إلى.. وصمتتْ وعمّ الغرفة صمت مجنون، وحين ذهبَ إلى عمله قال لها: أعذريني إنها مجاملة مني، ولا بدّ لكِ أن تعترفي بأن العُمرَ يمضي...
عطا الله شاهين
سألتْ ذات صباحٍ امرأةٌ عجوز خادماً كان يعمل لديها عن جمَالِ وجهها، وأرادتْ أن تعرفَ الحقيقة، لأنها ترى ذاتها أمام المرآة امرأة أخرى، وقالت له: ماذا ترى في وجهي؟ صمتَ الخادمُ، الذي تلعثم من سيدته، وقال لها وجهكِ على ما يرام يا... فاقطعته وقالتْ أأنت متأكد، فأنت تخجل النظر إلي، فكيف قلت على ما يرام، وأنت تبتعد عنّي مسافة، فدنت صوبه، وقالت: في عينيكَ كلام آخر، فأنت لا تقول الحقيقة، أنت تجاملني ليس إلا، فلا أريد مجاملة منك، فردّ عليها بلى، جاملتكِ خوفا من أن تطردينني من العمل، فضحكت بهستيرية، وقالت كيف لي أن أستغني عن رجُلٍ مثلك يجعلني أحبُّ الحياة، فابتسمتْ، وقالت له: قول لي الحقيقة وليس مجاملة، ماذا ترى في وجهي، ماذا ترى في عيني، هل ترى أية تجاعيد؟ فردّ عليها بلى، لكن روح الشباب تنبض فيكِ، وأدار ظهره لها، وقال لها أعذريني لدي أعمال أخرى يجب الانتهاء منها، فقالت له دعكَ من الأعمال الآن، لقد اشتقت إلى.. وصمتتْ وعمّ الغرفة صمت مجنون، وحين ذهبَ إلى عمله قال لها: أعذريني إنها مجاملة مني، ولا بدّ لكِ أن تعترفي بأن العُمرَ يمضي...