الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

للآن ندور بحلقة مفرغة والكاهن يطلب بقرة لكي يبقى الوطن ولا تسقط الدولة

تاريخ النشر : 2019-08-18
بقلم أ.د.صادق وحيد جاسم

في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم : إن الصنم يطلب منكم بقرة حتى يلبي طلبكم !!!
وطبعا الصنم لا يتكلم ، ومن يريد البقرة ويستفيد منها هو الكاهن !!
ولو قال الكاهن للناس أريد بقرة لي لما أعطاه إياها أحد ، لذلك تكون الحيلة بإيجاد صنم يعبده الناس ويقدسونه ويموتون في سبيله ويعظمونه ...
ثم يتصدر الكاهن الحديث بإسم الصنم .. ويدعو الناس لتقديس الصنم وتعظيمه ..
حتى إذا طلب من عابدي الصنم شيئا بإسم الصنم ، دفعوه للكاهن وهم فرحون بل ينتظرون من الكاهن أن يخبرهم بأن الصنم قد تقبل عطاءهم !!!
قبل الحرب العالمية الثانية .. وفي خطاب لهتلر قال أنه سيصنع للألمان إلها يعبدونه في الأرض بدل الله !! ، إنه الوطن الألماني .. في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون !!!
طبعا الوطن وثن معبود كالـــصنم .. لا ينطق . ومن يتحدث بإسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون الكهان بالنسبة للصنم ...
وعندما يطلبون من الناس التضحية للوطن فهم إنما يطلبون من الناس التضحية من أجلهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس ...
والناس العابدة للوطن فرحة ..
تموت في سبيل الوطن فيلقي عليها السادة إسم (شهيد الوطن) .. ، بينما السادة لا يموتون في سبيل الوطن ولا يجعلون أبناءهم يموتون في سبيل الوطن ..
لأنهم هم الوطن ..
ومن أجلهم يموت عابدو الوطن ..
تسمع دائما كلمات ضخمة مثل (خزانة الدولة - ممتلكات الدولة - أراضي الدولة - ھیبة الدولة – رئیس الدولة)
ویموت الجمیع كي لا تسقط الدولة .. الدولة .. الدولة .. الدولة .
ولا یوجد أحد یسأل نفسه : ما ھي الدولة ؟!!! .. ما ھذا (المسمى الاعتباري) المقدس الذي تنسبون إلیه كل شيء ؟
ومن حقه أیضا أن یسلب منكم كل شيء : دینكم .. أرواحكم .. كرامتكم .. لقمة عیشكم !!
ما هو ھذا الوثن المقدس الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو؟وتتقشف لینعم هو ؟؟وتموت لیعیش هو ؟؟وتُھان من أجل أن یحفظ ھیبته ؟
في الحقیقة :
الدولة ھي"وثن وھمي" ، لا تعني عندھم في الحقيقة إلا "سلطتهم" ومراكز قوتهم !! ..
وحتى یتقبل الناس فكرة الخضوع والإذعان لھم فھم یدّعون دائما : أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم وأسرهم ، بل من أجل الدولة ومصلحة الوطن ".
یأخذون أموالك ویسرقون حقوقك ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للدولة ومصلحة الوطن ،
یھینونك شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن ،
یستغلون الجنود في حفظ كراسیھم وسلطتھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن !!
إذ لو قالوھا صراحة : (نحن نقتلكم ونھینكم ونسلب أموالكم لأجل سلطتنا) لما تقبلھا أحد !
ثم إذا أرادوا أن یضيفوا مزیدا من التقدیس والتعظیم على ھذا الوثن سموه بإسمه الوطن المقدس ..
* على سبيل المثال فى مصر يجعلون الشعب يردد وراءھم :-
"نموت نموت وتحیا مصر ،
نحن فداء لمصر ،
عاشت مصر حرة ... ".
إذا كان مطلوباً من الشعب أن یموت لتحیا مصر ؟
فلنا أن نتساءل : ما هى مصر حتى يموت الشعب ويسجن ويهان من أجلها ؟!!
إذن فمصر لیست الشعب ... ھل ھي الأرض ؟!!
إذا كانت الأرض .. فمن وضع حدودها ؟؟
وهي حدود تتغير على مر التاريخ والثابت الوحيد هو الإسم فقط ؟؟ ،
بل معظم حدود الأوطان الحالية وضعها المستعمرون (الإنجليز والفرنسيون) ولم يصنعها جدي وجدك !!!
ثم هب أننا إتفقنا على حدود الأرض ...
فھل الأرض ھي التي تمتلك الناس أم الناس ھم الذین یملكونھا ؟؟
إنكم يا سادة لا يملك معظمكم شقته التي يقطن فيها ، ومن ملك أرضاً أو شقة فإنه يدفع عليها ضرائب لدولته وكأنه يستأجرها من رئيس الدولة وحزبه وحكومته !!!
بل جميعنا يدفع في أرض الوطن ثمن قبره الذي سيدفن فيه !!!
فأين هي أرضكم التي تموتون في الدفاع عنها ؟؟ إنها "أراضي الدولة"
أراض يوزعها كاهن الدولة (رئيس الدولة) على أعوانه وأتباعه ليملك ولاءهم له ويعطيها لرجال الأعمال الفاسدین والمستثمرین الأجانب ليتكسب هو وحاشيته من منافعها كما تكسب كاهن قريش من البقرة ؟
إذاً فالدولة أو الوطن ھي لیست الأرض !!!
فما المتبقى من معنى الدولة اوالوطن ليموت الناس دفاعا عنه ؟!!!
المتبقي يا سادة من مفهوم الدولة أو الوطن ھم ببساطة : أصحاب السلطة ومراكز القوة !.
وأنت مطلوب منك أن تجوع ، وتتقبل الإھانة ، وتموت من أجل بقاء سلطتهم ونظامھم ..
من أجل أن تحقق مصالحھم في استمرار حكمھم.... (من فضلك ما قولك في استحمار الشعوب وإذلالها وتدجينها ؟؟)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف