الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منع فتح الأبواب في السودان ضرورة قسوة لأنها مشابة لأبواب اليمن التى فتحت

تاريخ النشر : 2019-08-18
منع فتح الأبواب في السودان ضرورة قسوة لأنها مشابة لأبواب اليمن التى فتحت
منع فتح الأبواب في السودان ضرورة قسوة لأنها مشابة لأبواب اليمن التى فتحت ...

مروان صباح / سبعة عقود من التاريخ السوداني ، تبدل السودان وتحول وانقلب وبقيت واحدة من معادلاته ثابتة راسخة ، الإرادة الشعبية التى أرادت تحرير البلاد من الفساد والاستبداد ، لهذا تأتي الشراكة بين مجلس العسكري والقوى التغير والحرية ليأكدوا للعالم العربي بأن هذه التركيبة الحديثة ستأتي بالتغير الجذري على الدولة والشعب بالكامل وهي ايضاً عملية وقائية ولكي تكون مضبوطة ومضمونة من أي تدخلات خارج المنظومة العربية والأمن القومي العربي لا بد أن توفر المملكة السعودية والإمارات العربية ودولة الكويت دعم أساسي وبنيوي على شكل أولى الذي يساعد الحكومة السودانية القادمة من إعادة بناء الدولة على أسس صحيحة .

يحتاج السودان إلى مسألتين أساسيتين ، الأولى إنشاء مصانع التسليح للجيش السوداني واعتقد هذه المهمة من الممكن للجيش المصري تنفيذها إذا ما توفر الدعم الخليجي وبالتالي يوفر على خزينة السودان في الحاضر والمستقبل أموال هائلة ويضع الجيش في حدث التصنيع والتطور وايضاً يعزز العلاقة المصرية السودانية في المستقبل من أي اختراق يهدد أمن العربي الأفريقي ، ثانياً بناء سلة غذائية قومية عربية أفريقية تغطي الوطن العربي وأفريقيا وبالتالي يمهد للعربي أن يعزز وجوده في أفريقيا عبر بوابة السودان الواسعة ، لأن كما التصنيع السلاح يوفر أموال ايضاً مشروع الزراعي القومي يعالج أولاً الفقر الريفي والمناطق المترامية كما يضع حد للبطالة الذي يحقق ارتقاء اجتماعي واسع في السودان والذي ينظم من خلاله تجمع منظم للزراعة من الفلاحين الكل في مكانه ثم تنتهي هذه التجمعات في دائرة هرمية مركزية تقودها نخبة من الباحثين والاختصاصين في مجال الزراعة والتسويق العالمي وبالتالي يوفر حماية للمزارعين من أي سمسرة وايضاً يضع حد للمستثمرين الكبار من التفرد في قطاع الزراعي الذي يحرم صغار المزارعين من الاستمرار لأن المزارع البسيط دون دعم الحكومات لا يستطيع مواكبة تطور الآليات المختصة بالزراعة والمواد المساهمة في تحسين الإنتاجات الزراعية وهذا قد شهده العالم العربي في إنتاجه للقمح ، ففي الستينيات إلى أوائل السبعينيات كان العربي منافس قوي بزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن والشعير لكن تفكيك المنظومة الداعمة للزراعة وترك المزارع يخوض منافسته وحيداً أمام السوق الحر جعل المحاصيل الاستراتيجية في خبر كان تراجعت إلى حد الصفر وبات الاستيراد عنوان المراحل الجديدة وبالتالي أصبحت لقمة العيش مرهونة للخارج وتضخمت مع الوقت تدريجياً البطالة حتى أصابت نصف المجتمع بل اصابت المجتمع بالخمول والكسل إلى أن وصل حال الحكومات يشبه بالمرابي والتاجر الفاشل الذي رهن الدولة إلى البنك الدولي وترك المزارع يصارع السمسار والتاجر .

ما أهمية السودان للمستنهض العربي ، بالطبع في المقام الأول أرض شاسعة وتحضن نهرين وشعب يختزن طيبة العرب وايضاً يعتبر بوابة الأوسع للعرب إلى العمق الأفريقي وبالتالي أهمية استقرار السودان يجنب الوطن العربي من إمتداد كم هائل من الإثنيات والديانات واللغات المتنازعة تاريخياً مع بعضها البعض ولديها طموح بالقيام بعمليات مشابهة لعملية الحوثي باليمن كما ايضاً هناك رغبة قوية للدول الكبرى والتى تحتفظ في إدراجها مشروع العودة إلى زمن الاستيلاءات والإمدادات في العالم الإسلامي والعربي وهذا باب طويل ومهلك وايضاً تفريخي إذا تمكن من الإفلات ، بالطبع هنا نؤكد على أولوية الزراعة وضرورة إزاحة الأسباب التى أدت إلى تراجعها حتى وصلت إلى درجة العدم ، لقد لبت سابقاً الحكومات التى تعاقبت على الحكم والتى ايضاً تطلعت للحصول على قروض ضمن شروط البنك الدولي ، من رفع الجمرك عن المنتوجات والمواد الأجنبية دون أن توفر الدعم للوطنية وهذا أوقع المزارع في حقول المنافسة وحيداً ، لكن التاجر الوطني لم يتأثر بذلك الشروط لأنه انتقل من منتج وطني إلى آخر اجنبي وهنا العملية لم تقتصر على الإنتاج الزراعي بقدر أن الهلاك الزراعي اثر بطبيعة الحال على الإنتاجات المرتبطة بالزراعة مثل النسيج والغزل وهذا مهد للقطن الأمريكي التسلل على سبيل المثال ومع الوقت تحول الاتكاء على الخارج إلى احتلال صناعي فبادر المُصدر الخارجي إلى إنشاء مصانع للغزل والنسيج في دول يرتفع فيها الأعداد البشرية مثل مصر ، بل نحن نتكلم عن مجموعة مصانع كبيرة قد كانت مصر فقدتها بقرار تهديمي وصل تعدادها إلى الف وستمائة مصنع تم إغلاقهم بالجملة ناهيك عن مصانع ذات قدرات صغيرة وهذا ينطبق على سلعة السكر ، المادة الأكثر استهلاكاً بين العرب بل لم تقف الحكاية على إعدام الإنتاج والذي خلف بطالة عالية وتراكمية وبالتالي اخرج العربي من المنافسة العالمية ، بل ايضاً تمكن المزود للسلع الأجنبية أن يفرض جودة رديئة في جميع الأحوال الذي هدد ويهدد الصحة العامة للمواطن .

ايضاً كنت ومازلت أطالب المملكة السعودية والإمارات العربية والخليج العربي عامةً وايضاً الجمهورية المصرية والأردن من الانتباه إلى مسألة الأمن الغذائي العربي بإعتباره مسألة حياة أو موت ، لأن بتوقف الإنتاج الغذائي افقد العربي أمنه الغذائي وبالتالي يمهد ذلك لإفقاده قراره السياسي المستقل وجغرافيته لاحقاً ، وهذا بدأ بالتحديد عندما انفتاح الاقتصاد العربي على السوق العالمي دون أن يضع المنفتح تقديرات خاصة وتنظيمية للعلاقة الثنائية وبالتالي الانفتاح الاقتصادي افقد المواطن العربي تدريجياً دعم حكوماته ، أي فقد شريان الحياة ، ليصبح الاقتصاد العربي مشلح أمام الاقتصاد العالمي بل أصبح رهينة خياراته ، وهذا يفسر الأسباب الحقيقية التى أدت إلى ارتفاع البطالة والفقر وتفشي الفساد وعلى رأسها الرشوة ، أخيراً بالمعرفة يتوجب للعارف الحسم حول واحد من خيارين كلاهما حمال مجازفات ومخاطر ، يا أن يذهب لاستنهاض الأمة العربية أو الانتظار في طابور الهلاك الكامل . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف