الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتخابات الكنيست: نقاش عبثي يجب أن يتوقف!!بقلم: إبراهيم عبدالله صرصور

تاريخ النشر : 2019-08-18
انتخابات الكنيست: نقاش عبثي يجب أن يتوقف!!بقلم: إبراهيم عبدالله صرصور
انتخابات الكنيست: نقاش عبثي يجب ان يتوقف!!

بقلم إبراهيم عبدالله صرصور *****  

منذ العام 1996 (على الأقل) لم تتغير مفردات الخطاب حول مسألة انتخابات الكنيست سواء عند من يؤيدون الذهاب في هذا الطريق (وانا منهم) او عند المطالبين بعدم المشاركة، وانا احترم اجتهادهم.. 

نحوٌ من ثلاثين عاما من النقاش تقريبا، كانت يجب ان تكون أكثر من كافية لفهم حقيقة واحدة بسيطة تُحوِّل النقاش مع "عبثي" لا جدوى منه، الى رافعة تعزز العمل الوحدوي ولكن بطريقة أكثر مسؤولية وتجردا.. 

يجب ان نتوقف عن النقاش حول الموضوع بعد ان لم تنفع نقاشات ثلاثة عقود، ونستبدلها بشعار بسيط: نلتقي حول ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فلا انتقاد من الان فصاعدا من هذا تجاه ذاك، او من ذاك تجاه هذا.. نتفق على احترام الاجتهادات المختلفة دونما تبخيس او تسفيه.. احترام متبادل، ولكل مجتهد نصيب.. نقطة اول السطر.. 

(1)

الواقع يقول ان مسارات النضال المتاحة لنا كمجتمع عربي فلسطيني هنا في اسرائيل محدودة بشكل عام: لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اللجنة القطرية لرؤساء البلديات والمجالس العرب (الحكم المحلي)، الكنيست، منظمات المجتمع الاهلي، الاحزاب (المشتركة) والحركات.. اما ادوات هذا الفعل العربي الفلسطيني في الداخل فيمكن تلخيصه في: الاعلامي، القانوني، السياسي، الشعبي، الدولي.. الخ.. أما التحديات التي تواجهنا فثلاث: تحدي وجودي في مواجهة أيديولوجيات وسياسات وتشريعات التهجير "الترانسفير" والإقصاء،  وتحدي الهوية الدينية والوطنية والقومية في مواجهة سياسات الأسرلة والمسخ وفرض المناهج الدراسية المشوهة، وتحدي الحقوق الفردية والجماعية، والسياسية والمدنية.. 

المطلوب في هذه الحالة وبناء على الوصف الذي ذكرت، ان ينطلق المجتمع العربي بكل طاقاته وبأقصى طاقته، على جميع المسارات، والتفعيل الكامل والشامل لكل المكونات، والاستثمار الاوسع لكل الأدوات، من خلال تناغم بين المسارات ومن يعمل في اطارها، من اجل تحقيق المكاسب التراكمية على جميع مساراتها مجتمعة، وهذا هو التحدي الكبير.. 

(2)

الحركة الاسلامية التي أسسها فضيلة الشيخ المجدد عبدالله نمر درويش رحمه الله ورضي عنه، مُفَجِّرُ الصحوة الاسلامية في ربوع الأرض المباركة، والذي زرع نبتتها في تربةٍ ظَنَّ الكثيرون انها احترقت بنار النكبة، وَنَشَرَ ثقافة التنوير الإسلامي في مجتمع عربي فلسطيني اعتقدت الكثرة العربية خارج الحدود انه أصبح نسيا منسيا بلا طموح ولا آمال ولا أحلام، وعاش كل مآسي شعبه حتى حَوَّلَ صحراء النكبة والنكسة إلى واحة أمل، نقل اليها أجيالا كادت ان تضيعَ وتُسْحَقَ بين مطرقة الأسرلة وفقدان الهوية وسندان التهجير، الشيخ  الذي غَيَّرَ وجه التاريخ المعاصر للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، هذه الحركة الاسلامية كانت وما تزال وستبقى النموذج الذي نجح الى أبعد الحدود في الجمع بين ما هو تنظيمي خاص وجماهيري عام، وزاوجت بذكاء بين مسارات النضال المختلفة معززة بصماتها ووجودها في كل ميدان دونما شعور بالنقص او التعالي، مؤمنة حتى أعماق خلاياها أن "الوحدة الوطنية" بين كل أطياف المجتمع العربي الفلسطيني – من غير تنازل عن الثوابت – ستكون اقرب إلى تحقيق الأهداف وبلوغ الغايات بعيدا عن الغرق في مستنقع الصراعات التي أثبت التاريخ انها السبب المباشر في خسارة الأمة للكثير من مكاسبها.. 

ذلك لأن الحركة الاسلامية تؤمن ب – "الإيجابية" و "الشراكة" في غير تميع، لذلك تسعى دائما: أولا، إلى تكوين طليعة إسلامية قادرة على المساهمة الفاعلة في قيادة المجتمع المعاصر دون تقوقع ولا تحلل، يتمتع أفرادها بأعلى مستوى ممكن من الثقافة والتجربة والمهارة الإدارية والسياسية.  وتعمل ثانيا، على تكوين رأي عام إسلامي وعربي داخل مجتمعها يمثل القاعدة الجماهيرية العريضة التي تشارك الحركة الاسلامية مهمتها، تحبها وتساندها وتشد أزرها، بعد أن وعت مجمل أهدافها، ووثقت بإخلاص وقدرة قياداتها وكوادرها، ونفضت عنها غبار التشويش والتشويه للإسلام والعمل الاسلامي. وتجتهد ثالثا، على تهيئة مناخ عام يتقبل وجودها حين يفهم حقيقة الرسالة والحضارة الإسلاميتين، ويتحرر من العقد الخبيثة التي تركها تعصب الصراعات الفكرية والسياسية على مدى عقود متطاولة. 

تجتهد في فهم سُنَن الله في الكون والحياة والمجتمع، فتضع كل شيء في مرتبته، فلا تؤخر ما حقه التقديم، أو تقدم ما حقه التأخير، بلا إفراط ولا تفريط، وبلا تهوين أو تهويل.

خطابها الفكري: أولا، علمي، لا يقبل دعوى بغير دليل. ثانيا، واقعـي، قائمٌ على الواقع لا علي الخيال ولا على الأحلام. ثالثا، أصيلٌ، يستلهم من فهم خير قرون الأمة من الصحابة ومَن تبعهم بإحسان. رابعا، تجـديدي، لا يرضي أن يُحبس في قفص القديم، يرفض التقليد والتبعية والجمود، فهو يُجَدَّد في الفقه وفي التربية وفي السياسة وفي الفن وفي شتَّى المجالات. خامسا، وَسَـطي الوجهة والنزعة، فهو فكر تتجلي فيه النظرة الوَسَطية المعتدلة المتكاملة للناس وللحياة بعيدًا عن الغلو من جهة ومن التميع من جهة اخرى. سادسا، مستـقبلي، ينظر دائمًا إلى الغد ولا يعيش لحظته فقط.. يستشرف المستقبل ويخطط للتحولات قبل وقوعها، بل ويحاول ما استطاع ان يكون صانعا للأحداث لا لاهثا وراءها.   (لمعلومات أكثر تفصيلا يمكن العودة الى كتاب "أولويات الحركة الإسلامية" للدكتور يوسف القرضاوي)..  

(3)

تحقيقا لهذه الغايات الجليلة والمصيرية تحمل الحركة الإسلامية خطابا ينفي عن الإسلام وتجربة المسلمين الإنسانية خلال خمسة عشر قرنا، تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وسفه المغيَّبِين.

من أجل ذلك حرصت على ان تجعل من الدعوة للإسلام والتبشير به، والاجتهاد في اصلاح النفس والاسرة والمجتمع والأمة، الأساس الذي تنطلق منه والقاعدة التي تعود اليها دائما، فإنها علمت ان الساحة السياسية مهمة جدا وتحتاج أيضا إلى خدماتها فحرصت على الانخراط في العمل السياسي على المستويين المحلي والقطري، فخاصت الانتخابات المحلية والبلدية في اكثر من موقع وحظيت منذ العام 1983 مرورا بالعام 1989 وحتى الآن، بثقة شعبها في اكثر من موقع ومدينة وقرية، كما وخاضت الانتخابات البرلمانية منذ العام 1996 حيث أسست لأول شراكة حقيقية ووحدة فاعلة بين عدد من الأحزاب (القائمة العربية الموحدة) والتي حققت نجاحات مميزة، مهدت في النهاية لإقامة (القائمة المشتركة) التي جمعت كل الأحزاب العربية لأول مرة  منذ إقامة دولة إسرائيل وذلك في الانتخابات البرلمانية في العام 2015، بعد توافق غير مسبوق بين مختلف التيارات السياسية والفكرية العربية، حيث تسعى الحركة الإسلامية بكل قوة وإخلاص جنبا إلى جنب مع كل المخلصين لحماية هذا الإنجاز ودعمه ورفده بكل عوامل الاستمرار والقوة، لأنها تؤمن ان الوحدة هي المقدمة الأولى لنهضة مجتمعنا ونجاحه في هزيمة سياسات التمييز العنصري والقهر القومي الإسرائيلي. 

(4)

الحركة الاسلامية - والحمد لله - تعتبر رائدة في استثمار كل هذه المسارات وعدم التفريط في أي منها، وتفعيل كل الاليات منفردة فيما اختصت به، وكجزء من عمل جماعي فيما تدعو اليه ضرورة العمل الوحدوي مع الشركاء في الوطن والمسير والمصير من اطياف مجتمعنا المختلفة.. الحركة الاسلامية تعمل في خدمة مجتمعها والمجتمع الفلسطيني والعربي والاسلامي محليا واقليميا ودوليا، على عشرات المسارات التي تخصصت بها: الدعوي والاغاثي والتعليمي والصحي والأكاديمي والوطني (الاقصى المقدسات)، المرأة.. الخ.. عملت الحركة على هذه المسارات قبل الكنيست وما زالت تعمل على هذه المسارات بكل طاقتها مع وجود مسار الكنيست الذي اضيف اليها عام 1996، ولم يحصل ان توقفت عن العمل على كل المسارات بسبب دخول هذا المسار الجديد.. العكس هو الصحيح، ازداد زخم العمل كما لو اننا لسنا في الكنيست ابدا.. اضافة الى هذه المسارات التي تخصصت فيها، لم تتردد في الانخراط في العمل الجماعي الذي يفرض عليها التعاون مع شركاء الوطن، فهي جزء من شعب، ولجنة متابعة، ولجنة قطرية، ولها مؤسسات المجتمع الاهلي، وهي ايضا جزء من القائمة المشتركة، فحركتنا الاسلامية جزء من هذه المؤسسات الوطنية وعضو فاعل فيها لا تتردد في ان تكون مع شركائها كتفا مع كتف ويدا بيد من اجل خدمة قضايانا الكبرى.. 

التحدي الكبير الذي يواجهنا كمجتمع عربي قامت في وجهه تحديات حقيقية ومخاطر جدية، هو في التحرر من النظرة التنافسية بين الشركاء في الوطن والتي كثيرا ما تدفع الى حالات وصور من التناحر على مناطق النفوذ، والانتقال منها الى النظرة التكاملية على قاعدة ان اطياف مجتمعنا ليست متنافسة فيما بينهما، لكنها موحدة بكل اجتهاداتها في مواجهة جلادها المعروف للجميع.. 

لن نصل الى هذه النتيجة الا إذا بدانا وفورا بإعلان المصالحة الوطنية فيما بيننا على قاعدة الالتفاف حول المشتركات وهي الاكثر، والاعذار فيما اختلفنا فيه وهو الاقل. 

فهل هذا مستحيل، وهل هذا الطلب تعجيزي؟!!.. 

ارجو ان المس ثمار ما نصحت به على ارض الواقع من الان فصاعدا، والبداية التوقف الفوري عن توجيه الانتقاد المتبادل في موضوع انتخابات الكنيست الذي بدا ينحو منحىً لا يجدي ولا يقدم لمجتمعنا شيئا، بل يزيد من الاحتقان والاستقطاب الضار وغير المفيد، خصوصا وان كل ما يمكن ان يُقال فيه قد قِيل، ولم يبق الا ان نترك الحديث في هذا الموضوع من المؤيدين والمعارضين جانباـ ونتفرغ للتعاون فيما تفقنا فيه وعلى كل مسارات الفعل النضالي المختلفة، وإنه لكفاح مستمر حتى النصر.. 

***** الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف