الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللغة العربية كالكائن الحي بقلم: سلامة عودة

تاريخ النشر : 2019-08-16
اللغة العربية كالكائن الحي  بقلم: سلامة عودة
اللغة العربية كالكائن الحي
ارتبطت اللغة العربية بآدم عليه السلام ، عندما علمه الله الأسماء ، ونظراً لوصف اللغة تبدأ بالاسم فكان البداية والابتداء بآدم عليه السلام ، ثم بدأ يبحث عن خبر حتى يتمم فلسفة الحياة ، ويمسي مستخلفاً فيها ، فنشا الخبر بخروج حواء من ضلعه القريب من القلب ، لتكون الصورة الفنية التي تخلد الصورة الحسية ، ويبدأ النسل وتعمر الأرض به ، واللغة العربية يكون فيها المبتدأ واحداً هو الاسم أو ما يؤول باسم ، ولا يتعدى ذلك ، إلا أن الخبر تتعدد صوره بين الاسم والجملة التي تحمل في طياتها الفعل والاسم، ثم تأتي الأرض بموقعها ، والزمن بتنوعه لتنشأ شبه الجملة ؛ لتتكامل قصة الحياة ، فالقصة تقوم على حدث خلق أدم وتعليم الأسماء ، ومن ثم الشخوص التي هي أدم المبتدأ وحواء الخبر وبصوره التي تقود إلى الصراع ومن ثم إلى الزمان والمكان وفق شبه الجملة ، ولا يقتصر بناء الجملة على اسمية بل تعداه إلى العمل وعمارة الأرض ، فكان للعمل أو الفعل دوره في بناء نسق إضافي بتشكل من فعل واحد أو فعلين متنازعين ، وفاعل واحد لا ثاني له ، ثم تتعدد المفاعيل تبعاً لهذا الفاعل، مع الاختلاف بين من يرى أن للجملة فاعلين من باب الرأي الكوفي ، إلا أن البصري كان محقاً عندما جعله فاعلاً واحداً ، وأجرى الثاني بدلاً على لغة أكلوني البراغيث ، وهي لهجة من لهجات العرب أو قل لغة من لغاتهم .
تكون الهيكل العظمي للغة من جملة اسمية وأخرى فعلية ، ولكن النحو كان بعيداً كل البعد ؛ لأن نظرية النحو جاءت متأخرة ، لكن نظرية المعنى وتحقيق الفائدة كانت حاضرة في نشأة اللغة العربية ، واعتمد ناسج هذه الأعضاء على المعنى، والمنطق كان حليفه في إيصال الرسائل للآخرين ، وهذا يتفق وتعريف اللغة بأنها أصوات ورموز تقتضي تلبية الحاجات والتفهم بين البشر ، فخلق آدم وتعليمه الأسماء كي يحدث التواصل بين عموم البشر، وبالتالي يأتي التعارف بينهم ، ومثلما أخذ التطور يعتري صفحة هذا الكائن مع كرور الأزمان ، فاللغة بدورها تتشح بلباس التطور اتساقاً وتناغماً ، فقد كانت رحلة الإنسان قد مرت في أطوار ومنعطفات ، ولا غرو في أن اللغة تمر في تلك المنعطفات والأطوار.
وحتى نصل إلى وصف الحياة، فحري بنا أن نقف على المكونات الأخرى في بناء الجملة بنوعيها ، فلا بد من دراسة الكماليات والزخرفة التي لحقت بتطور هذا الإنسان ، من طعام وشراب ، ومسكن وملبس ، واللغة أيضاً لحقها ذلك من خلال الصفات والأحوال ، وبالتالي توسعت الجملة من وصفها جملة قصيرة من مبتدأ وخبر أو ذكر وأنثى إلى جملة موسعة من دخول للوصف الماضي والتعاطي مع الصراع القائم في القصة من حيث دخول عناصر تحويل على اللغة أسوة بعناصر التحويل التي دخلت على حياة الإنسان، فجاءت كان ترفل بهندام الرفع وقد عززت نفسها بأخواتها ، وما التزيين إلا حليف المرأة ، وكان تريد أن تتزين ولها من نسلها أخوات ، وحتى نؤكد ما جاءت به كان ، كانت المؤكدات بإنّ وأخواتها ، وبالتالي حدثت أمور تحويل في حياة الجملة ، فبرزت كاد لتقرب المسافة بين كان وإن ، وجاءت بعائلة الزمن والمعنى من كاد وحرى واخلولق ، وأوشك ، وعسى. كل ذلك يؤكد أن حياة الإنسان فيها كان وإن وكاد ، وظن وما شابه ذلك .
وحتى تتكامل هذه الأجزاء في بوتقة واحدة جاءت الأفعال تؤكد الأقوال ، ويدخل على الجملة البسيطة عناصر توسع جرسها ، فكان أن سمح للإنسان بتعدد الزوجات كي ينتشر النسل ، وتتكاثر الأمم ، فينكح الشخص أربعة نساء ، والفعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل في الآن نفسه ، فالفاعل واحد والمفاعيل كثيرة ، والإنسان واحد والزوجات أربعة ، فهذا يعدد وذاك يعدد.
وطالما دخلنا على العدد نجد أن العدد يرجع بنا إلى آدم عليه السلام أصل ، وهو المذكر ، وحواء فرع وهي المؤنث ، فجاء العدد مذكراً مع التأنيث ، ومؤنثاً مع التذكير ، وفق نظرية الأصل والفرع .
وحياة الإنسان في تطور وتغير وفق المستجدات التي تطرأ مع الحفاظ على الهيكل والتصميم للإنسان واللغة ، وتبقى اللغة محافظة على أصلها والتطورات التي تحدث لها لا تجعلها تغير من طبعها الأصلي فهي كالكائن الحي تتطور بتطوره وتتراجع بتراجعه ، فلنحرص على تطورها والذود عن حياضها.
يتبع...
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف