بعدما خرجَ وحيداً تائهاً شقياً، يعصفُ به الفقر؛ راحَ يدوي في كلّ مكانٍ عن إربةِ خبزٍ تجودُ بجوفه ..
مشى مرتبكاً متشعباً بالكرب والأسى، يمشي تارةً وينزلقُ بحظه العاثر تارةً أخرى،
وجدَ نفسهُ أمام بناءٍ ضخمٍ منظرهُ يوحي إلى ترفٍ يروي روحه المهمومة رادعاً عنه الأسى، فهبَ مبتهجاً مهرولاً إلى ذاك المبنى فكبحه رجل عجوز بالكاد استطاعَ المشي..متمتماً بأذنه الحمراء صقيعاً: يا بني لا تسرح كثيراً ولا تهوي للفرح، فهذا المشيّد لم ولن يكن لنا يوماً؛ نحن أصحابُ السعد الشقي والحظ العاثر، أتراه ابتسم لنا يوماً!
عصفَ به مطراً وفيراً، راحَ يهوي هنا وهناك، أدركَ بأنَّهُ حجرةً صغيرةً أمامَ صخورِ العابرين؛ وأدركَ بأنَّ النصيب أشدُ الأعداء..
ثم اقتلعَ حذائه ومشى حافياً حائراً بحذاءٍ واحد.
#مزنة_خربوطلي
مشى مرتبكاً متشعباً بالكرب والأسى، يمشي تارةً وينزلقُ بحظه العاثر تارةً أخرى،
وجدَ نفسهُ أمام بناءٍ ضخمٍ منظرهُ يوحي إلى ترفٍ يروي روحه المهمومة رادعاً عنه الأسى، فهبَ مبتهجاً مهرولاً إلى ذاك المبنى فكبحه رجل عجوز بالكاد استطاعَ المشي..متمتماً بأذنه الحمراء صقيعاً: يا بني لا تسرح كثيراً ولا تهوي للفرح، فهذا المشيّد لم ولن يكن لنا يوماً؛ نحن أصحابُ السعد الشقي والحظ العاثر، أتراه ابتسم لنا يوماً!
عصفَ به مطراً وفيراً، راحَ يهوي هنا وهناك، أدركَ بأنَّهُ حجرةً صغيرةً أمامَ صخورِ العابرين؛ وأدركَ بأنَّ النصيب أشدُ الأعداء..
ثم اقتلعَ حذائه ومشى حافياً حائراً بحذاءٍ واحد.
#مزنة_خربوطلي