لَا تُشمِت بِي حوّاء!
ناديتُ الفؤادَ
قبْل سكْرة الهوى،
متى نزف
و بِالرُّغم... تمادَى،
ألن يَأْنِ لنا
أن نحيا فُرادَى؟
أما اكتفيتَ مِن نُدوب
ما زالَت لِبَغْر الأنداب تَتصدَّى؟
عاشت حوّاء فينا و بيننا
بِوصْلها و بيْنها
و ما ورثنا منها
إلَّا لوعة و سُهادَا؛
أمّا الوصل
فيعرج به وُدَّا
يكبر وهمه بكِبَر السّماء
كُلّما أرَتنا آية
مِن آياتها الكُبرى
فلا نجد منه بُدَّا،
و أمّا البين
فيُسعِّر تغريدَا
يبتغي مرضاة شبه قلْب
يصغُر حظْيُه بصِغَر الصّدَى
حين يخاطِب هوَسي طيْفًا
يركض خلْف طيف الحياة عِنادَا.
ناديتُ الفؤادَ...
أتذكُر تلك اللّيلة
كيف العابِر انطَردَ
مِن سرير ظاهره أملدُ
و باطنه ذاكرة تَشهدُ
على جُثث تعاقَبَت
على قاتلتها نكادَا،
و كيف تحت المطر شرَدَ
حينما احتدَم الشّغف و أوقَدَ
نار سقيمٍ
بِباب الوصيد انفرَد…
و كيف غَلَّقَت
أقفال قلْب سادٍ
صَدَّ مِن وَهْن مُدْنَف صدَّا،
و ما هَدَأت له يدُ...
ينادي باب الوكر بواحدة
و يمتصّ الدُّخّان بأُخرَى؛
بعدها بين نُباح و مُواء تشرَّدَ
و ترنَّح بأرصفة بَوْصَلَتُها كُحُولٌ
تُلعثِم لسانا بِاسم مُؤَرِّقته،
خبالًا، تَهَجَّدَ
و تحسَّر، في آخر أنفاسه،
على رماده و رمادها،
و شَرَّ قدَرهما تكَبَّدَ
و هلَكَ فاختَفَى
و بالحانات صارَت قصّته
تُسرَد سَرْدَا.
لَكَم رَجَوتُ الفؤادَ...
لَا تُشمِت بِي حوّاء!
و ذَهَبَ الرّجاء سُدَى...،
لا هي تصغي لِحكمة الأخيار...
و لا هو يَعِ ما حَلَّ بِي و يُهدَى،
لا بل يقتفي عِطرها وِردَا
و يتغاضى عن سِحرها و يتغابى
فيضعفني وقت خفْقه لَوْدَا،
و السّكرة قريبة أكاد أخفيها
و أنا أغرغِر أمام جهْل جمالها،
متى أشهَرَت مهجتي نفَادَا،
و ما أشفَقَت بما صَفا
مِن قطرات النَّدَى
تُخلِّص بها الرُّوح
مِن جسد ترَدَّى.
و أنتَ يا فؤادي
ما زلتَ تأبى أن تَعقلَ
و تدرك أنّ حوّاء هكذا [...]،
قلْبها اعتَمَر سوادَا
و مهْما شَقيتَ و شَهقتَ
كي تسطعَ نوركَ على ظلامها
فإنّكَ ستحصد، في الأخير، كَسَادَا؛
انظُر خلْفك...!
و لا مشغوفا أعمَيْتَه بقناعها نجا،
كُلٌّ تَأذَّى...
كُلٌّ يَثمَلُ و كُلٌّ يَهذِي
و كُلٌّ يَرتقب الودادَ،
قُل ارتَقِبوا السّراب...
ارتَقِبوا الرَّمادَ...
ارتَقِبوا الشَّماتة...
لا الوِدادَ.
منجد النُّور الكرعاني
ناديتُ الفؤادَ
قبْل سكْرة الهوى،
متى نزف
و بِالرُّغم... تمادَى،
ألن يَأْنِ لنا
أن نحيا فُرادَى؟
أما اكتفيتَ مِن نُدوب
ما زالَت لِبَغْر الأنداب تَتصدَّى؟
عاشت حوّاء فينا و بيننا
بِوصْلها و بيْنها
و ما ورثنا منها
إلَّا لوعة و سُهادَا؛
أمّا الوصل
فيعرج به وُدَّا
يكبر وهمه بكِبَر السّماء
كُلّما أرَتنا آية
مِن آياتها الكُبرى
فلا نجد منه بُدَّا،
و أمّا البين
فيُسعِّر تغريدَا
يبتغي مرضاة شبه قلْب
يصغُر حظْيُه بصِغَر الصّدَى
حين يخاطِب هوَسي طيْفًا
يركض خلْف طيف الحياة عِنادَا.
ناديتُ الفؤادَ...
أتذكُر تلك اللّيلة
كيف العابِر انطَردَ
مِن سرير ظاهره أملدُ
و باطنه ذاكرة تَشهدُ
على جُثث تعاقَبَت
على قاتلتها نكادَا،
و كيف تحت المطر شرَدَ
حينما احتدَم الشّغف و أوقَدَ
نار سقيمٍ
بِباب الوصيد انفرَد…
و كيف غَلَّقَت
أقفال قلْب سادٍ
صَدَّ مِن وَهْن مُدْنَف صدَّا،
و ما هَدَأت له يدُ...
ينادي باب الوكر بواحدة
و يمتصّ الدُّخّان بأُخرَى؛
بعدها بين نُباح و مُواء تشرَّدَ
و ترنَّح بأرصفة بَوْصَلَتُها كُحُولٌ
تُلعثِم لسانا بِاسم مُؤَرِّقته،
خبالًا، تَهَجَّدَ
و تحسَّر، في آخر أنفاسه،
على رماده و رمادها،
و شَرَّ قدَرهما تكَبَّدَ
و هلَكَ فاختَفَى
و بالحانات صارَت قصّته
تُسرَد سَرْدَا.
لَكَم رَجَوتُ الفؤادَ...
لَا تُشمِت بِي حوّاء!
و ذَهَبَ الرّجاء سُدَى...،
لا هي تصغي لِحكمة الأخيار...
و لا هو يَعِ ما حَلَّ بِي و يُهدَى،
لا بل يقتفي عِطرها وِردَا
و يتغاضى عن سِحرها و يتغابى
فيضعفني وقت خفْقه لَوْدَا،
و السّكرة قريبة أكاد أخفيها
و أنا أغرغِر أمام جهْل جمالها،
متى أشهَرَت مهجتي نفَادَا،
و ما أشفَقَت بما صَفا
مِن قطرات النَّدَى
تُخلِّص بها الرُّوح
مِن جسد ترَدَّى.
و أنتَ يا فؤادي
ما زلتَ تأبى أن تَعقلَ
و تدرك أنّ حوّاء هكذا [...]،
قلْبها اعتَمَر سوادَا
و مهْما شَقيتَ و شَهقتَ
كي تسطعَ نوركَ على ظلامها
فإنّكَ ستحصد، في الأخير، كَسَادَا؛
انظُر خلْفك...!
و لا مشغوفا أعمَيْتَه بقناعها نجا،
كُلٌّ تَأذَّى...
كُلٌّ يَثمَلُ و كُلٌّ يَهذِي
و كُلٌّ يَرتقب الودادَ،
قُل ارتَقِبوا السّراب...
ارتَقِبوا الرَّمادَ...
ارتَقِبوا الشَّماتة...
لا الوِدادَ.
منجد النُّور الكرعاني