الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حافز تكراري بقلم: آفي بنياهو

تاريخ النشر : 2019-08-13
حافز تكراري
 بقلم  آفي بنياهو  – 9/8/2019

​حملة الاذلال التي قام بها ديوان رئيس الوزراء لاعضاء الكنيست والوزراء الليكوديين حين دعاهم للتوقيع بين الفينة والاخرى على بيان ولاء لبنيامين نتنياهو وعلى التعهد بعدم استبداله بعد الانتخابات –  هي خطأ استراتيجي جسيم من قبل نتنياهو.

​هذه الخطوة البلهاء وغير المسبوقة تشير الى حالة من الفزع والارتياب وانعدام الثقة بالنفس والى سلوك حاكم بالطرق الدكتاتورية (-) او الديمقراطية (-). او باختصار قيادة نحو مكان غير جيد.

​نتنياهو، الذي هو دائما اول من يميز يدرك جيدا وضعه السياسي بما في ذلك سياق لوائح الاتهام الوشيكة وذلك سياق فترة الولاية الطويلة التي اصبحت مرهقة خاصة في ظل التهديدات السياسية الاتية من اليسار ومن الوسط ولاول مرة من اليمين نفسه ايضا.

​قضية افيغدور ليبرمان وأجندة حكومة الوحدة التي يرفع لواءها تخرج نتنياهو عن اطواره خصوصا عندما يقول ليبرمان انه ان لم يوافق نتنياهو على حكومة الوحدة فسيتوجه ليبرمان لاعضاء الليكود لاستبداله. ولكن الامر لا يتوقف عند ذلك فقط إذ ان رفض الملك عبدالله العلني للالتقاء به وكذلك قادة آخرون في العالم العربي (الاخذ في الاقتراب من اسرائيل) لا يصب في مصلحة نتنياهو. وبينما يحدث كل هذا واذا يعرف نتنياهو بالضبط انه وزراءه واعضاء الكنيست  يتحدثون عنه من وراء ظهره للصحافيين ولاعضاء الكنيست والمعارضة والعموم ايضا – هو يدرك قيمة ورقة بيان الولاء الذي وقع عليه رفاقه تحت الضغط.

​مسألة “الولاء الشخصي” هي رغبة تكرارية لدى نتنياهو، وهي لا تظهر فقط في سياق السياسيين. احد المرشحين لمنصب رئاسة الموساد رفض اعطاء الولاء الشخصي لنتنياهو واكتفى باعطاء الولاء للدولة. وهكذا هو الحال في صفوف آخرين ليسوا بالضرورة من اصحاب وظائف الولاء كما يحددهم نتنياهو.

​انا لا استطيع التنبؤ بنتائج الانتخابات ولكني اقترح عليكم ان تكونوا قلقين من المجريات التي تحدث في اجهزة مملكتنا الصغيرة والمحبوبة والمعذبة. حقيقة ان احدا من المحيطين سواء كان مساعدا او سكرتيرة او رئيس ديوان او حتى سائق لم يوجه لنتنياهو ملاحظة مباشرة بانه لا توجد اية حاجة لحمل كرسيه الشخصي من القدس خصيصا للاجتماع في ايلات ومن ثم اعادته الى مكانه – هي خطأ جسيم ولا داعٍ له وسبب لاثارة قلق كبير. بالمناسبة أنا متأكد انه حتى لو اوضح له شخص ما ان لدى بلدية ايلات والفندق الذي سينزل به كراسي مريحة وجيدة لامتنع عن حملة كرسيه الشخصي. وربما هو لا يعرف اي شيء عن الموضوع بالمرة، ايضا في هذه الحالة تبقى هذه مشكلته وكذلك مشكلتنا نحن.

​رئيس  الوزراء الذي يواجه الان معركته الانتخابية الاشد ضراوة يشعر بالتحدي من لوائح الاتهام الوشيكة وكذلك من التهديدات التي تريد ارغامه على تشكيل حكومة وحدة. نتنياهو هو حكاية مأساوية: سياسي موهوب وذكي، واسع الخبرة والانجازات، ورجل دولة لا بأس به واقتصادي جيد  وقائد يدير الشؤون الامنية بحذر ومسؤولية، يسقط ضحية لشخصيته وميله للمتعة والملذات والروتين، والميل للتحريض وشق الصفوف. وربما يمكن القول ان الخسارة لا تلحق به وحده وانما تصيبنا جميعا ايضا.

​أنا لا اعرف آفنر نتنياهو شخصيا ولكني مرغم على القول بان سحره قد اسرني. هو في نظري شاب ذو سحر من ملح البلاد ويستحق التقدير الكبير. في هذا الاسبوع عندما قال في المحكمة انه يطلب ان يدعوه لحاله بما انه لا يعمل في السياسة وان كل قضية الحراس والمرافقين صعبة عليه، انا من ناحيتي صدقت كل كلمة خرجت من فيه.

​انا ايضا اقدر السور الذي يحاول بناءه بين المحيط السياسي جدا واحيانا القاسي الذي ولد في داخله وترعرع حتى اليوم وبين حياته الشخصية، هذا ان كان لديه حياة شخصية. اتركوه لحاله هو ليس في اللعبة.

​جئت للكيبوتس في آخر الاسبوع الماضي وذهلت عندما اكتشفت ان المعبود الجديد ليس الا افيغدور ليبرمان ولا احد غيره. الناس الذين صوتوا لميرتس والعمل سابقا فجأة يقولون لي انهم سيصوتون لليبرمان. فهم ايضا يريدون حكومة وحدة وانه قد آن الاوان لتلقين الاصوليين الحريديم درسا. الظاهرة الاخذة في الاتساع الان هي ان كل الليكوديين واليمينيين يشجبون ليبرمان بينما يدافع عنه اعضاء الكيبوتسات. وبما أنني اعمل واتجول في تل أبيب لفترة غير بسيطة فانني المس ان الظاهرة اكثر اتساعا.

​بالنسبة لاوساط اليسار – الوسط الذين يندفعون باتجاه ليبرمان، هو يعتبر اداة من الادوات الموجودة في جعبتهم لاستبدال نتنياهو ولفرض جدول اعمال مدني.

​انا افترض أن نتنياهو قلق من قوة ليبرمان الصاعدة. ولكنه يشعر بالرضى  من أنه في آخر النهار يقطف اصوات الوسط – اليسار وليس اصوات الليكود. السياسة هي مملكة الغموض والابهام والخداع والدهاء.

​رويدا رويدا تدخل اسرائيل من البوابة الخلفية للتدخل والمشاركة في التأثير المتزايد في الساحة الشرق اوسطية والدولية. الامر بدأ قبل سنوات عندما قرر جيش الدفاع تعيين ضابط عنه في قيادة القوة البحرية التابعة للناتو في نابولي في ايطاليا. ولاحقا انضمت اسرائيل لمهمة الحماية البحرية من القرصنة في البحر ومن ثم انقاذ ومساعدة اللاجئين من ليبيا وسوريا ودول اخرى على البحر المتوسط، وها نحن الان نقرأ خبر انضمام اسرائيل لمهمة الدفاع عن الملاحة في الخليج الفارسي.

​اسهام اسرائيل في هذه المجالات ملموس. ويحظى بالتقدير الكبير بسبب قدراتها التكنولوجية والاستخبارية والميدانية الريادية. وهذا الامر سيكسب اسرائيل ثمرات هامة في المستقبل سواء في المنطقة أو في الساحة الدولية.
معاريف –
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف