...
تعالي من الكوكب المنتهي
و دوري معي حول هذا النثار
فرغم كل الخراب الذي
طغى و استحل جمال العمار
فهذا الغبار وهذي الرياح
و هذا الحطام الذي في المدار
له صورة لا كصور العمار
و لا صورة مثل صور الدمار
لنا عالمان كأقمار بحر
وحيدان في كل تلك البحار
لنا مسحة النور مثل الرماد
على لجة البحر مثل الفرار
قريب من الموج هذا الحنين
و بالكاد نلمع مثل الفنار
دوار دوار و قد بات عهد
المحطم ألا يمل الدوار
نغني رنينا أغاني الأفول
نغني بلحن بقايا النهار
نغني لقطعة شمس و نهر
و عشب مليء بلون الخضار
لقطع الفجر الحليك المشظى
على الأرض بعد هوى الإنفجار
ألم تك تلك شظايا المرايا
هي الشمس تسطع فوق الشعار
هي الأن في كل قفر و بحر
مرايا لها لمعة الإنشطار
غدا قد(نسيء) وننسى نشبه
من بعدنا بعد طول انهيار
بأنه كانت للكون شمس
تفوق ضياءا ألفا فنار
تعالي للنظر في البحر بعضا
فبعض النهار بقاع القرار
تعالي لننظر كيف الشموخ
بتاجك بعد انطفاء الشرار
و كيف تحليتِ بالهدم ثم
اتخذتِ من السدم هذا السوار
و كيف اتخذتِ لأذنك قرطا
برجا تكسر بعد انتصار
و كيف ترسّم في حاجبيك
خط استواء و خط انحدار
و كيف تلون هذا الفم
بلون الجبال و لون الكنار
و كيف لجيدك كل الصواري
كعيدان غاب بعد اشتجار
و كيف لنهدك هذا الدلال
من كل سر قديم الجهار
ترين رموشك و الكحل يلمع
كالفحم ينزل صافي الجمار
و هذا البنفسج من كل واد
بعينيك يسدل هذا الستار
تعالي لننظر في البحر شيئا
و نبدي له بعض جد الوقار
و كم ألف باب تدلى بشعرك
و نافذة شرعت للتبار
فما ضر بحر هيل الرمال
ننكس منا أعلى القفار
ولا ضره كل هذا الوبار
و لا غابة بعدما الإنطفاء
ولا أحجار مليوني جدار
وفي نظرتينا عيون الغريب
كمن عاد حيا بعد انتحار
ننكس منا دون الوقوف
كأنا نطير بقبر النهار.
2
في هذا المساء
تشع الخراف كالمصابيح
و العشب كالمياه
و السحاب الأرجواني الكبير يحمل في جوفه العطور
و الرجل المسن ينحني على عصاه الذهبية الرفيعة الطويلة
يقطع المرج الوثير من اليسار إلى اليمين
كأن في يده مجداف من ذهب عند الغروب.
أنيسيان الليل بحيرة مائلة
نجمة كبيرة سوداء و لون كالمشيب
صفحة ناصعة البياض مرسومة بالحبر
و العاشقين كالثقوب البيض.
بينما الأشجار منزوعة الجذوع على ضفاف الحليب.
و هي نائمة على سرير من فضة سوداء
بيضاء لها نهدان كقربتين صغيرتين
فيهما حلمتان كجمرتين بيضاواتين.
و عينان تنظران بمقل كالمحار.
كشاشة معطلة و شعر كالدخان.
الشريف اليافعي
تعالي من الكوكب المنتهي
و دوري معي حول هذا النثار
فرغم كل الخراب الذي
طغى و استحل جمال العمار
فهذا الغبار وهذي الرياح
و هذا الحطام الذي في المدار
له صورة لا كصور العمار
و لا صورة مثل صور الدمار
لنا عالمان كأقمار بحر
وحيدان في كل تلك البحار
لنا مسحة النور مثل الرماد
على لجة البحر مثل الفرار
قريب من الموج هذا الحنين
و بالكاد نلمع مثل الفنار
دوار دوار و قد بات عهد
المحطم ألا يمل الدوار
نغني رنينا أغاني الأفول
نغني بلحن بقايا النهار
نغني لقطعة شمس و نهر
و عشب مليء بلون الخضار
لقطع الفجر الحليك المشظى
على الأرض بعد هوى الإنفجار
ألم تك تلك شظايا المرايا
هي الشمس تسطع فوق الشعار
هي الأن في كل قفر و بحر
مرايا لها لمعة الإنشطار
غدا قد(نسيء) وننسى نشبه
من بعدنا بعد طول انهيار
بأنه كانت للكون شمس
تفوق ضياءا ألفا فنار
تعالي للنظر في البحر بعضا
فبعض النهار بقاع القرار
تعالي لننظر كيف الشموخ
بتاجك بعد انطفاء الشرار
و كيف تحليتِ بالهدم ثم
اتخذتِ من السدم هذا السوار
و كيف اتخذتِ لأذنك قرطا
برجا تكسر بعد انتصار
و كيف ترسّم في حاجبيك
خط استواء و خط انحدار
و كيف تلون هذا الفم
بلون الجبال و لون الكنار
و كيف لجيدك كل الصواري
كعيدان غاب بعد اشتجار
و كيف لنهدك هذا الدلال
من كل سر قديم الجهار
ترين رموشك و الكحل يلمع
كالفحم ينزل صافي الجمار
و هذا البنفسج من كل واد
بعينيك يسدل هذا الستار
تعالي لننظر في البحر شيئا
و نبدي له بعض جد الوقار
و كم ألف باب تدلى بشعرك
و نافذة شرعت للتبار
فما ضر بحر هيل الرمال
ننكس منا أعلى القفار
ولا ضره كل هذا الوبار
و لا غابة بعدما الإنطفاء
ولا أحجار مليوني جدار
وفي نظرتينا عيون الغريب
كمن عاد حيا بعد انتحار
ننكس منا دون الوقوف
كأنا نطير بقبر النهار.
2
في هذا المساء
تشع الخراف كالمصابيح
و العشب كالمياه
و السحاب الأرجواني الكبير يحمل في جوفه العطور
و الرجل المسن ينحني على عصاه الذهبية الرفيعة الطويلة
يقطع المرج الوثير من اليسار إلى اليمين
كأن في يده مجداف من ذهب عند الغروب.
أنيسيان الليل بحيرة مائلة
نجمة كبيرة سوداء و لون كالمشيب
صفحة ناصعة البياض مرسومة بالحبر
و العاشقين كالثقوب البيض.
بينما الأشجار منزوعة الجذوع على ضفاف الحليب.
و هي نائمة على سرير من فضة سوداء
بيضاء لها نهدان كقربتين صغيرتين
فيهما حلمتان كجمرتين بيضاواتين.
و عينان تنظران بمقل كالمحار.
كشاشة معطلة و شعر كالدخان.
الشريف اليافعي