الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذاكرة الموت بقلم: أمل البحابصة

تاريخ النشر : 2019-08-10
ذاكرة الموت

الاعلامية : أمل البحابصة

تخيل معي ذلك المشهد الحقيقي والمأساوي في ذات اللحظة .

خمسة أخوة وابنائهم الثلاثة يجلسون تحت شجرة الخروب الكبيرة "التي طالما احتضنتهم و كانت شاهدةً على أحاديثهم ، سمرهم، ضحكاتهم ،أحزانهم وأفراحهم "، وقرابة الساعة الثالثة عصراً انشغل كل من الاخوة بشيء، فأحدهم استند على جذع الشجرة بدأ بتلاوة القران ، والآخر أرهقته الحياة ببؤسها فألقى بجسده المنهك على الفراش ونام ، أما البقية فقد انشغلوا بمتابعة الأخبار لمعرفة إلى أين وصلت الحرب برحاها، ولم يكونوا يعلموا حينها انهم المستهدفون ،وأن ذلك العميل الذي باع ضميره، وارتكن بخبثة الى عدو لا يعرف الرحمة، قد أوشى بهم ،وحدد موقعهم ليكونوا هدفاً سهلاً بعدما بئس ذلك المحتل من معرفة أماكنهم طوال الحروب السابقة .

وما هي إلا لحظاتٍ حتى انقلب ذلك المكان الهادئ تحت ظل الشجرة الام إلى حممٍ بركانية متناثرة في مكان قذائف دبابات وصواريخ f16  وصواريخ الزنانة بأعداد مهولة ، لا آمان بالمكان الشظايا والقذائف في كل مكان ، والاخوة يصيحون لا أحد يرى الآخر، كلٌ ينادي على الآخر ويسأله، هل أنت بخير؟ ، جميعهم اصيبوا ، النائمُ بقي نائماً ولم يستيقظ ، أما قارئ القرآن ، فقد اصيب اصابةً بالغةً ولم يستطع الحراك وبقي ينزف مكانه ، في وسط تلك الغيمة المأساوية يخرج أحدهم يحمل ابن أخيه المصاب في قدمه لعله يجد مكاناً آمناً يضعه فيه، فأخذه ناحية المنزل فأمسك  الابن بعمه يتوسله بأن يبقى معه ،فقال له : لا استطيع، يجب أن أذهب لأرى اخوتي، ولكني أعدك بأني سأعود لك، فما أن تعداه ببضع أمتار حتى باغته صاروخ زنانة في ظهره أودى بحياته في لحظات سقط ساجداً على تراب الوطن المذبوح.

خرج الجريح يتوكأ على جرحه ليبحث عن أحد يستطيع أن يسعفهم ، أو يقدم لهم المعونة،  لكن لا أحد بالمكان، فقد كانت منطقة عسكرية مغلقة على حسب زعمهم ، وبعد نصف ساعة من الحدث وبصعوبة بالغة تمكنت الطواقم الطبية من الدخول ولكن بعد فوات الأوان ، فقد استشهد الخمسة، أما السادس فقد لحق بهم على مشارف مستشفى النجار.

وتعليق لإذاعة المحتل على الحدث فقد قال " كنا نتتبع هدف ثمين ( أبو قتيبة ) فحظينا بالأثمن ( أبو سالم )

في ذكراكم العطرة نقول أنتم الأعز منا ،فقد اصطفاكم الله برحمته ، ولكن هو ألم الفراق الذي لا طاقة لنا به ، وتمر الأيام ونحن على أمل اللقاء بكم ، لم نتخيل انكم فأرقتمونا لحظة، أنتم دائماً معنا بضحكاتكم، بكلامكم المشجع، بأمانكم ، أكتب كلماتي هذه والدموع لم تفارقني ، رحمكم الله وملتقانا إن شاء الله جنة الفردوس .

هذه قصة استشهاد اعمامي في معركة العصف المأكول في الثاني من أغسطس عام 2014.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف