الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الظواهر الحداثية في القصة القصيرة قصة (باقة ورد) نموذجاً بقلم:أ.هدى مصلح

تاريخ النشر : 2019-08-08
الظواهر الحداثية في القصة القصيرة قصة (باقة ورد) نموذجاً بقلم:أ.هدى مصلح
الظواهر الحداثية في القصة القصيرة عند الأديبة فلورندا مصلح
قصة (باقة ورد) نموذجاً
للأستاذة /هدى مصلح النواجحة

قرأت المجموعة القصصية القصيرة للكاتبة أ. فلورندا مصلح , والتي صدرت في مجموعتها القصصية المعنونة (الصفعة الثانية قصصٌ ونصوص ) , وكان مجموع مكوناتها إحدى وعشرين قصة قصيرة ونص أدبي يتصدرها قصة الصفعة الثانية .وقد جعلت منها الكاتبة عنواناً لمجموعتها القصصية . وبرغم اختلاف عناوين قصصها إلا أنها اتكأت على ذات التكثيف السردي الوصفي المسهب في جميع القصص الذي لم يؤثر على توصيل الفكرة للمتلقي وإبراز مذاق اللون السردي المتقن للقاصة ذات الخيط القهري الذي فصّل المعاناة الدفينة في ذات الكاتبة , فنقلتها في سبك ٍدرامي من النوع السهل الممتنع ,لأنها وظفت اللامباشرة في تناولها السردي واختصرت من الفاضاءت المكانية والزمنية للقصة.والشخوص وهذا ما يسمى بظاهرة الحذف. وسأتناول قصة (باقة ورد ) وهي القصة السابعة في ترتيبها ضمن المجموعة القصصية ؛ لنحاكم تمثل الظواهر الحداثية فيها .
مختصر الحكاية
تحكي القصة عن زوجين تجاهلت الكاتبة أسماءهما وقد بلعا من الكبر عتيّا, مرضت الزوجة فلزمت المستشفى , وأراد زوجها أن يحمل لها هدية لزيارتها. ففكر في شراء باقة َ ورد , لكنه تراجع خوفاً من اعتراضها على الهدية لحرصها على شراء ما يُستفاد منه .وعندما زارها وجدها كئيبة فأبلغها بسؤال أبنائها المغتربين عنها وأنهم طلبوا من والدهم أن يضع المحمول بجانبها للاطمئنان عليها .احتدت الأم لأنها لا تريد أن يظهر ضعفها أمام أبنائها لكن الزوج يخفف عنها ويخرج ليحضر لها باقة الورد. ليعم السرور والمرح عليهما من جديد
إذا أردنا أن نبرز الظواهر الحداثية في القصة القصيرة والتي يعتبرها الغربيون جنساً حديثاً على أدبهم ونعتبرها جنساً موجوداً منذ القدم في أدبنا وتراثنا فقد امتلأت الجلسات والمسامرات بالقصص القصيرة التي امتلأت بالمغامرات والنوادر المسلية ومواقف من أيام العرب وفي المقامات . فهي جنس أدبي قديمٌ جديد .
ولكي نحكم على حداثة القصة لابد من رصد مكوناتها العامة من حيث الحدث والشخصيات وأفضيتها المكان والزمان ,واللغة السردية الوصفية الموظفة . وكل هذه العناصر في القصة القصيرة مكثفة فهي مليئة بالفراغات والتي تسمى بالحذف في علم البلاغة . لذلك غلينا أن نملأ فراغاتها بالتأويل للوصول للحظة الإبداعية المشرقة والفكرة التي تمركزت عليها القصة, وإعادة عمارتها وهندسة إيقاع سياقها
ولابد أن نتوصل ونعثر على وحدة الحدث وعدم تشعبه حتى لا تتشظى الفكرة .وبالتالي يعتبر الحدث هو المعوّل عليه وكذلك وحدة الزمان والمكان وجمال الوصف ومناسبته عبر شحن القصة بعناصر الشعر التي تقوم على تكثيف الصور والانزياحات
فإذا استعرضنا الحدث في قصة باقة ورد وجدنا التماسك الدرامي بين أحداث القصة من بداية تصوير الحالة النفسية لبطل القصة والتي لم تذكر الكاتبة اسمه ولعلها كان لها مقصد من وراء ذلك التعميم فهي حالة مشابهة لغيرها,ويندرج تحتها الكثير . وقد أشارت إلى العمر ولتصوير حالته النفسية في القصة التي علمنا من الأحداث التي حذفت والأحداث المرتبة لما قام به قبل الخروج لزيارة الزوجة المهمومة التي ترقد في المستشفى, وكيف دب الصراع البينشخصي ,هل سيقدم لها باقة ورد في زيارته لها أم لا :(وغند باب المستشفى توقف أمام ألوان الورود الجميلة) , رغب بشراء باقة لها , ولكنه عدل عن الفكرة ) . وقد رتبت الكاتبة الأحداث دون خلل في الترتيب (دخل عليها الغرفة , قابلته ,بادلته بابتسامة , حدثها عن نيته إلى آخر الأحداث النامية في القصة نمواً منطقيا.وقد وصلت الذروة في العقدة وهو اختلاف الرأي ثم أحسنت النزول في الحل فقد افرجت أساريرها لسماع خبر سلامة أولادها وسؤالهم عنها ورغبتهم في الحديث معها .
مظاهر الحداثة في الشخصيات
أتقنت الكاتبة الحيادية التامة واختفت خلف شخصياتها التي عبرت عنها من خلال الوصف المباشر على لسان الراوي المحايد . فنرى في وصفها لشخصية الزوج وهو بطل القصة (عاد إلى البيت لاهثاً, الهواء البارد المحمل بحبيبات الرمل يغزو عينيه كان يشم الحظ السيئ, كل شيء في داخله يتآكل ..رجل سبعيني يحارب الشيخوخة )..الخ كما قامت بوصف البطلة وهي الزوجة المريضة ( قابلته بوجه غاصت كل معالم الحياة في أخاديد عميقة حول العينين والشفتين لتظهر تقدمه في السن والمرض والهم )وصف دقيق وماتع, وفي وصف أخر لها (كيف لها أن تمتلك كل هذه القوة في هشاشة الجسد المتهالك تحت وطأة المرض ).
أحكمت في إجادة دور البطلين في القصة بهدوء رغم تصادمهما في وجهات النظر حول إهداء الورد وقد وفقت الكاتبة في إدارة الحوار بينهما والوصول للحل من خلال إيجابية دور البطل في كل تصرفاته .
الزمن قي التجديد مصطلح فضفاض جداً. فقد لا يشير الكاتب للزمن ولكن للأحداث التي تشير إلى ذلك .
وقد أبدعت الكاتبة في وصف الزمان بتدليلها عليه من خلا ل سؤال البطل لنفسه(أنحن في الخريف أم الشتاء ؟ , الهواء البارد المحمل بحبيبات الرمل )فهو يدلل أنه يوم غير مستقر الأحوال الجوية وربما يكون في بداية الربيع فالزمان مفتوح .و انحسر زمن الحدث في القصة فحذفت منه على سبيل المثال فلم تعلمنا . متى كان الأبناء في البيت ؟ مت غادروا البيت ثلاثتهم ؟ مت دخلت الزوجة المستشفى , متى ذهب الزوج للمستشفى ومتى وصل ؟ إذاً جعلت وحدة الزمان مفتوحة أمام المتلقي وهذه دعوة للمشاركة والتخمين واستثارة القارئ وهذا أحد ظواهر الحداثة في القصة القصيرة .
مظهر الحداثة في وحدة المكان
والمكان يلعب دوراً بارزاً في القصة فهو مسرحٌ للأحداث وللشخصيات . غير أن الكاتبة أيضاً أشبعته بالوصف لا بالتحديد .فكل ما عرفناه عن المكان هو البيت (عاد إلى البيت ) , من أين ؟ البيت مسرح لأحداث متتالية قبل الخروج للمستشفى , (توقف أمام الورد) للمجاز بدل مكان بيع الورد .. اقتصرت في ذكرها على الغرفة , المقتطعة من المستشفى فهي تعتمد على الجزء بدلاً من الكل ؛ و تمثل إشارات للمكان ظاهرة من الحداثة في القصة القصيرة .
تركت للقارئ انفتاحاً في التخمين أين يقطن الأبناء في الغربة ؟ فكل مكان خارج حدود الوطن غربة وهذا أيضاً ظاهرة حداثية .
الحداثة في اللغة والأسلوب السردي .
اعتمدت اليسر والسهولة في الألفاظ داخل السياق , واعتمدت الجمل القصيرة . والغموض وعدم المكاشفة في جملها وتخلصت مما كان مستعملاً لغويا في بداية القصة التقليدية (كان ) المقترنة بالزمان أو المكان أو الشخصية .فهي تبادر بالشخصيات كما في قصة باقة ورد ,أو بالمكان أو الزمان كما في قصصها ٍ الأخرى ..
تكثر من الوصف المُفسّر للحالة والذي يزيد من التوضيح للكشف عن الوضع النفسي لشخصياتها وقد تجعل من وصفها دلالة للحالة الصحية أو العمر لشخصية البطل ( كل شيء في داخله يتآكل , لم يعتد الهروب من مكدرات الحباة ) وكما وصفت شخصية البطلة ( بادلته ابتسامة رقيقة, نظرت إليه نظرة ً صارمة , انسابت دموعها تحفر أخاديد الزمن ),
وكذلك فقد أضفت من الوصف للزمان والمكان للتوسيع من تخيل وتصوّر المتلقي ومشاركة الكاتب في استيعاب القصة بظروفها واستكمال الفراغ واستيعاب الحدث وهذا من مظاهر الحداثة .
أما توظيف المونولوج الداخلي الذي يهدف إلى الإطاحة بالحبكة وهي أحد عناصر القصة .فهو مظهر للتجديد . فالمنولوج تعويض عن العنصر المفقود في القصة فقد وظفته على لسان شخصياتها وهذا قمة الحيادية فقد جعلت الشخصية تبدي ما يتعلق بها من تخيل من خلال حديث النفس لإبراز الحالة والوضع النفسي لها فقد تعرفنا على سوء حالة الزوج في قوله : (لماذا وضعتُ غلاية القهوة على النار وأنا لم أعد أشربها منذ عام ؟)( كيف لها أن تمتلك كل هذه القوة الصامتة في هشاشة الجسد المتهالك؟ )
أجادت توظيف الحوار والمسمى بالديالوج وهو ما كان بين الزوج وزوجته والذي من خلاله استطاع أن يحل مشكلة حزنها وأسفها على تعبها بسبب فراق الأبناء وتخيلها نسيانهم لها . وهذا أيضاً من مظاهر الحداثة .
أبدعت الكاتبة في توظيف التخيل والتصوير من خلال ما طرحت على لسان البطل والبطلة فتقول على لسان البطل: (تصورها تنهض من فراشها غاضبة :أليس ثمن هذه الورود أجدى أن نشتري به شيئاً آخر ؟)
وكما يظهر الإيقاع الموسيقي جليّاً في سردية القاصة من خلا تناغم عباراتها وتوظيف الصوّر البيانية من تشبيه واستعارات (الهواء محمل بحبيبات الرمل , يغزو عينيه ويوخز الوجه المتجعد... كل شيء في داخله يتآكل , وها هو كانون الأول يسقط كل أوراقه الخضراء والصفراء بسياطه الحادة .
وهكذا إلى نهاية النص
وكأنني أشعر بالكاتبة وقد خرجت من حالة الكتابة إلي متعة السرد وهي الحالة العفوية التجديدية والمثرية للسرد
وفي الختام فقد وجدت الكاتبة تراعي مظاهر التجديد والتطور في كتابتها للقصة القصيرة وفقها الله

هذه قراءتي للظواهر الحداثية في القصة القصيرة عند الأديبة القاصة أ. فلورندا مصلح
مع خالص تحياتي
بقلم الناقدة /أ. هدى مصلح النواجحة
4/8/2019
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف