الأخبار
20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسباب تصاعد الإرهاب بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2019-08-07
أسباب تصاعد الإرهاب  بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة 

أسباب تصاعد الإرهاب

عمر حلمي الغول 

بات من المؤكد تاريخيا، وليس إستنتاجا حديثا، أو خاصا بي، ان الإرهاب لا لون، ولا دين، ولا جنس، ولا عرق له. وكل الأمم والشعوب فيها ما يكفيها من العوامل المولدة والمنتجة للإرهاب. لكن التعميم هنا، لا يعني التعمية، أو التغطية على الفوارق، والخصائص المساعدة بين شعب وآخر، وبين شرائح وفئات وطبقات إجتماعية عن غيرها، وبين أتباع عرق أو دين عن دين وعرق آخر لتصاعد، أو إنخفاض وتيرة الإرهاب. كما لا يمكن إغفال، أو غض النظر عن دور العامل الموضوعي في تأجيج وتفعيل ومضاعفة عمليات القتل والإغتصاب والحرق والجريمة المنظمة بكل تلاوينها في أوساط شعوب بعينها. 

وبالإنتقال من العام إلى الخاص لقراءة تصاعد ومضاعفة عمليات القتل في الولايات المتحدة الأميركية خلال العامين الماضيين بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم مطلع عام 2017، نلحظ انها لم تكن عفوية، ولا عابرة، أو بالصدفة المحضة، بل لها أسبابها ودوافعها الإجتماعية والدينية والعرقية والسياسية. لا سيما وان العمليات الإرهابية إزدادت بشكل ملحوظ، وغير مسبوق، حيث شهدت الولايات المتحدة بين الثالث والرابع من آب/ أغسطس الماضي (2019) ثلاثة عمليات إطلاق نار في ثلاثة ولايات مختلفة هي: تكساس (مدينة آل باسو) وأوهايو وإلينوي (مدينة شيكاغو)، ومجموع عمليات القتل منذ تولى الرئيس ال45 الحكم بلغت في عامين عشرة عمليات قتل بدءا من عملية لاس فيغاس في تشرين الأول/ إكتوبر 2017، مرورا ب"سذر لاند سبرنغر" في 5 / 11/2017، وباركلاند 14/2/2018، وتري أوف لايف 27/10/2018، وتاوزند أوكس 7/11/2018، وفرجينيا بيتش 31/5/2019، وبلغ مجموع القتلى 165 ضحية وعدد أكبر من الجرحى، والحبل على الجرار.  

مما لاشك فيه، أن البيئة الأميركية بشكل عام تعتبر بيئة خصبة لعمليات الإرهاب والجريمة المنظمة لإكثر من سبب وعامل، منها أولا تسيد منطق وفلسفة راعي البقر (الكابوي) بين حملة الجنسية الأميركية؛ ثانيا تعمق وتجذر العنصرية في الوعي الجمعي الأميركي؛ ثالثا الفوارق الإجتماعية والطبقية الواسعة والعميقة؛ رابعا السماح وفق القوانين الأميركية بإقتناء السلاح ودون ضوابط، وبكميات كبيرة، وبأشكال ونوعيات متنوعة من الأسلحة وصولا لإمتلاك دبابات وسيارات عسكرية ورشاشات بأنواعها بما في ذلك الرشاشات المتوسطة 500، ووفق التقارير الأميركية فإن شخصا واحدة يملك لوحده 4000 قطعة سلاح؛ خامسا السماح بتشكيل مليشيات من المرتزقة ... إلخ.

مع ذلك، فإن العوامل المذكورة أعلاه على أهميتها في تهيئة المناخ لإرتكاب الجرائم المنظمة، إلآ انها لم تصل إلى ما وصلت إليه الجرائم في عهد الرئيس الأفنجليكاني العنصري البغيض، والأسباب تعود إلى الآتي: أولا منذ الحملة الإنتخابية الرئاسية لترامب ، وبعد توليه الحكم مارس التحريض المباشر والمجنون على المسلمين والمكسيكيين والملونين والسود عموما؛ ثانيا عمق التناقضات الإثنية والدينية، وعزز العنصرية البشعة بشكل خطير بين ابناء الشعب الأميركي؛ ثالثا فتح النار على الشعوب والدول الأخرى، ووسع دائرة التناقضات مع العالم كله بإستثناء دولة الإستعمار الإسرائيلية؛ رابعا أعلى من شأن ومكانة الكنيسة الأنجليكانية على حساب اتباع الطوائف المسيحية الأخرى، وطبعا وبشكل جلي على حساب اتباع الديانات والمعتقدات الروحية والفكرية الأخرى؛ خامسا ضاعف من حجم وسعة التناقضات في صفوف الأميركيين إجتماعيا وإقتصاديا إرتباطا بمضاعفة وتعمق التناقضات مع الأقطاب والدول والشعوب الأخرى، والتي إنعكست على الداخل الأميركي؛ سادسا ما تقدم من عوامل سابقة على وصول ترامب الحكم. 

النتيجة الجلية، ان وصول الرئيس النرجسي والعنصري لحكم الولايات المتحدة أسهم بشكل واضح في تسيد الخطاب الشعبوي والغوغائية عموما، وساهم في خطف الثقافة الديمقراطية، ورسخ نزعات الكراهية والحقد ضد الآخر الأميركي، وفتح في نفس الوقت شهية أضرابه من العنصريين على الإستخفاف بقيمة ومكانة الإنسان كإنسان، مما دفعهم لإرتكاب جرائم بشعة لمجرد الكراهية، أو الإنتقام من الذات والآخر الأميركي لتفريغ شحنة العنصرية المنفلتة من عقالها بحكم إنتشار السلاح دون ضوابط ومعايير. وهذا يفتح القوس للإجتهاد والإستشراف، بأن أميركا ما لم تتخذ إجراءات رادعة وحازمة ضد مرتكبي الجرائم الإرهابية، فإنها تتجه بخطى متسارعة نحو المزيد من عمليات القتل والإرهاب، والتي بدورها قد تؤدي لنتائج سياسية وإقتصادية وإجتماعية غير محمودة العواقب على مستقبل أميركا ككل. 

[email protected]
[email protected]           
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف