الأخبار
20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أساسُ الطّريقة بقلم: الحبيب خميس بوخريص

تاريخ النشر : 2019-08-07
أساسُ الطّريقة بقلم: الحبيب خميس بوخريص
بسم الله الرحمن الرحيم

أَسَاسُ الطَّرِيقَةِ

الحمدُ للَهِ نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شُرُورِ أنفسنا، من يَهْدِ اللهُ، فلا مُضلَّ له، ومن يُضْلِل، فلا هاديَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، أَرسله بِالحقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْن يَدَي السَّاعَةِ، من يُطعِ اللهَ ورسوله فقد رشَدَ، وَمَنْ يَعْصهِمَا فإِنّه لا يَضُرُّ إِلاَّ نفسهُ، وَلا يَضرُّ الله شيئًا، كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَريب، لا بُعْدَ لِمَا هُوَ آتٍ، وَلا يُعَجِّلُ اللَهُ لِعَجَلَةِ أحَدٍ، وَلا يُخِفُّ لأَمرالنَّاس، ما شاءَ اللهُ، لا مَا شاءَ الناسُ، يُرِيدُ اللهُ شيئًا وَيُريدُ النّاس شيئًا، مَا شَاءَ اللهُ كانَ، وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ، وَلاَ مُبْعِدَ لِمَا قرَّبَ اللهُ، ولاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدَ اللهُ، ولا يكونُ شيءٌ إلاَّ بِإِذْنِ اللهِ.        وبعد:                                                                        
   قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ الأحزاب 41-43.

قال السعدي رحمه الله: (يأمر تعالى المُؤمنين، بذكره ذكرًا كثيرًا، من تهليلٍ، وتحميدٍ، وتسبيحٍ، وتكبيرٍ وغير ذلك، من كلِّ قولٍ فيه قُربَةٍ إلى اللّه، وأقلّ ذلك، أن يُلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب. وينبغي مُداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإنَّ ذلك عبادةٌ يسبق بها العامل، وهو مُستريح، وداعٍ إلى محبَّةِ اللّهِ ومعرفته، وعَونٌ على الخير، وكفُّ اللسان عن الكلام القبيح، " وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " أي: أوَّل النهار وآخره، لفضلها، وشَرفِها، وسُهولة العمل فيها) اهـ .

إنّ العبادات التي فرضها الله على عباده نصّ عليها القرآن الكريم، وبيّنها لنا النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم في أحاديثه الصحيحة، كذلك التسبيح أمرنا الله تعالى به وحدّد لنا أوقاتًا مُعيّنة  نَصّ عليها القرآن الكريم، قال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) ق 39- 40.

معنى التسبيح: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، عَنْ تَفْسِيرِ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ‏:‏ ‏(هُوَ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْ كُلِّ سُوءٍ) رواه الحاكم في المستدرك.

إنَّ جميع المخلوقات تُسبِّح الله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء44.  

وإنّ الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان مُخيّرًا في تسبيح الله والسُّجود له، فإذا اختار الإنسان أن يكون مُسبِّحًا ساجدًا لله تعالى، فإنه يكون بذلك مُتناغمًا مُنسجمًا مع مخلوقات الله في السماوات والأرض الخاضعة المُنقادة المُسبِّحة الساجدة لله تعالى. 

والتسبيح علامة الإيمان، قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) السجدة15. ولا يمتنع عن تسبيح الله تعالى إلّا الشياطين وأغبياء بني آدم.

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُ فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا سَبَّحَ اللَّهَ بِحَمْدِهِ ، إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَأَغْبِيَاءِ بَنِي آدَمَ) رواه ابن السنّي، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع "5599". ومعنى ما تستقلُّ الشمس أي ما ترتفع الشمس وتتعالى فيبقى شيءٌ إلا سبَّح الله إلّا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم، أي قلِيلي الفطنة منهم. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ‏:‏ (مَنْ قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ‏:‏ أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ‏) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين.

وقال ابن تيمية في الفتاوي"3/413": (جَاءَ رَجُلٌ إلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " نَعْرِفُهَا أَنَّهُ لَا إلَهَ غَيْرُهُ، و" الْحَمْدُ لِلَّهِ " نَعْرِفُهَا أَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْهُ وَهُوَ الْمَحْمُودُ عَلَيْهَا، و "اللَّهُ أَكْبَرُ" نَعْرِفُهَا أَنَّهُ لَا شَيْءَ أَكْبَرَ مِنْهُ، فَمَا " سُبْحَانَ اللَّهِ " ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَمَا يُنْكَرُ مِنْهَا ؟ هِيَ كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَأَمَرَ بِهَا مَلَائِكَتَهُ وَفَزِعَ إلَيْهَا الْأَخْيَارُ مِنْ خَلْقِهِ) اهـ.

ولقد سنَّ لنا سيّد الأخيار وإمَامِهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وِردًا من التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وعند النوم في الليل، وأَدبار الصلوات المكتوبة، بالكلمات المباركات التي يُحبها الله تعالى (الباقيات الصالحات) والتي هي خيرٌ ثوابًا وخيرٌ أملًا وخيرٌ مَردًّا، وهي عند النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أحبّ إليه ممّا طلعت عليه الشمس، أي من الدنيا وما فيها.

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ َعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: (أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ) رواه مسلم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: (لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) رواه مسلم.

وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ َعَنْهُ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيْ، وَقَالَ أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلَامِ وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ..) أخرجه أحمد.

إنّ الباقيات الصالحات هُنَّ الكلمات المباركات (سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلّا الله)، كما نصّ على ذلك حديث النبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ َعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: (خُذُوا جُنَّتَكُمْ)، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ: مِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟، قَالَ: (لَا؛ جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهَا يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ، وَمُقَدَّمَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) أخرجه النسائي في الكبرى، وصحّحه الألباني.

ويُعتبر وِردُ الباقيات الصالحات هو (الأساس) للتسبيح في الطريقة المُحمّدية للذكر والتسبيح،  يلي ذلك الإكثار من قول لاحول ولا قوّة إلا بالله ، ثم الصّلاة والسّلام على النبيّ، ثم الاستغفار، وذلك وفق القاعدة النبويّة التالية: 

عَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: (عَجِلَ هَذَا)، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ - أَوْ لِغَيْرِهِ -: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ) حديث صحيح رواه أبوداود والترمذي.

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ " حسن صحيح - رواه الترمذي.

وإنّ أفضل ثناءٍ وتمجيدٍ لله تعالى هو بالباقيات الصالحات، التي هي أحبّ الكلام إلى الله وإلى رسوله صلّى اللهُ عليه وسلّم، والدعاء عبادة، وهو من الذكر، وذِكْرُ اللهِ تعالى وتسبيحه عبادة، يتوجّه المؤمن بها إلى الله تعالى راغبًا قُرْبَهُ وَوِلَايَتَهُ وحِفْظَه وَرِعَايته، فوجب على المؤمنين اتّباع هذه القاعدة في الدعاء والذكر.

لقد تعدّدت طرق الذكر(الصوفية) في الأمّة الإسلامية، وكلُّ طريقةٍ تُنْسَب إلى شيخها وتُسَمّى باسمه، ولها وردٌ يوميُّ إلزامي من الذكر والتسبيح، وبعضهم يقول عنه (الأساس)، ومُعظمها لا تتّخذ الباقيات الصالحات وِردًا أساسِيًّا لها، وهو ما أمرنا به النبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ ، فكيف يَعدِل الناس عن أساسٍ للذكر والتسبيح وضعه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى غيره !؟ 

وآخرُ طريقةٍ ظهرت في مصر هي الطريقة الصدّيقية الشاذلية، وهي طريقة صوفية مُعترف بها من المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر بالقرار رقم 11/2018 - وأصبحت الطريقة الصديقية الشاذلية، رقم 78 للصوفية بمصر بشكل رسمي، والدكتور علي جمعة مُفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء شيخًا لها. ولقد اطّلعت على كتيب أوراد وأذكار الطريقة الصدّيقية الشاذلية - وهو موجود على موقع الطريقة الالكتروني - فوجدت الآتي:

- الأساس في أذكار الصباح والمساء:

1- قراءة ما تيسّر من القرآن.

2- استغفر الله (100 مرة).

3- اللّهمّ صلِّ على سيّدنا محمد عبدك ونبيّك ورسولك النبيّ الأمي وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا بِقَدْرِ عَظَمَةِ ذاتِك في كلِّ وقتٍ وحينٍ (100 مرة).

4 - لا إله إلا الله (100 مرة). وفي آخر مرة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

- وفي ص32 من الكتيب، أوراد وأذكار تُقرأ في ختام الصلاة: 

من ضمنها - سبحان الله (33مرة)، الحمد لله (33مرة)، الله أكبر(33مرة)، وتكملة المائة بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله... اهـ.

وفي الحديث النبوي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر) رواه مسلم.

إنّ أفضلَ مُعلِّمِ، وأعظم قدوة، وخير مُربِّي للناس، هو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، سيّدنا ونبيّنا صلى الله عليه وسلم، الذي أمرنا ربّنا سبحانه وتعالى بطاعته، واتّباعه، والاقتداء به.

عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَكُمُ اللهُ بِهِ، إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا نَهَاكُمُ اللهُ عَنْهُ، إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ) رواه البيهقي في السنن الكبرى وصحّحه الألباني.

إنّ الخيرَ كلَّ الخيرِ في اتِّباع الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، والاهتداءِ بهديِه، ولزوم طريقته، فهو القدوةُ لأمَّته، والأُسوةُ الحسنةُ لهم، وهو أحرص الناس على المؤمنين، بل هو رحمة الله تعالى للعالمين صلّى الله عليه وسلّم.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال24.                                                                                          
قال ابن القيم رحمه الله "الفوائد ص88": (فتضمّنت هَذِه الْآيَة أمورًا، أَحدهَا أَنَّ الْحَيَاة النافعة إِنَّمَا تحصل بالاستجابة للهِ وَرَسُوله صلى الله عليه وسلم، فَمن لم تحصل لَهُ هَذِه الاستجابة فَلَا حَيَاة لَهُ).

عَنْ مَعْنِ بْنُ عِيسَى ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُول: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أُخْطِئُ وَأُصِيبُ، فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي، فَكُلَّمَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ، وَكُلَّمَا لَمْ يُوَافِقِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، فَاتْرُكُوهُ) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر- باب معرفة أصول العلم وحقيقته - رقم الحديث (891). 

وفي كتاب "إعلام الموقعين 1/6" لابن القيّم رحمه الله: (قَالَ الشَّافِعِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ اسْتَبَانَتْ لَهُ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ) اهـ.   

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (إذا صَحَّ الحديثُ فاضرِبُوا بِقَولِي الحَائِط) اهـ.

وفي الرسالة القشيرية: قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله : (الطُّرُق كلّها مَسدودةٌ على الخَلْقِ إلّا من اقتفى أثر الرسولِ عليه الصَّلاةِ والسَّلام .. مَذْهبنا هذا مقيّدٌ بأصولِ الكتابِ والسُنّة .. عِلْمُنا هذا مُشيّدٌ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ.

قال ابن تيمية رحمه الله - الفتاوي"1/333": ("لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" ، قَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ، قَالُوا: يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ: إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا، لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. 

وَالْخَالِصُ: أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ، وَالصَّوَابُ: أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ، وَذَلِكَ تَحْقِيقُ قَوْله تَعَالَى "فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا") اهـ. 

هذا ما أردت بيانه، فإن كان من توفيقٍ وتسديدٍ فمِن الله تعالى، نحمده ونشكره على نِعَمِه وفضله، وإن كان من خطأٍ فمن نفسي والشيطان، وما نُريد إلا النُصح والإصلاح ، ورُبَّ حاملِ فقهٍ لمن هو أفْقَه منه. نسأل الله السّداد والإخلاص في القولِ والعمل، وأن يتغمّدنا برحمته الواسعة ويجمعنا مع نبيّه صلّى اللهُ عليه وسلّم في أعلى جنّة الخلد.. آمين. 

الحبيب خميس بوخريص
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف