ظهرت قبل سنوات أصوات تنادي بتوحيد اللغة الجزائرية فيما يسمى باللغة الزيرية ، و لكن هذه الفكرة لم تنتهي إلى هذا الحد بل اجتازت الأمر للمطالبة بقومية جزائرية خالصة خصوصا بعد صور التلاحم الكبيرة التي أنتجها الحراك الجزائري بعد 22 فبراير ، تنص فكرة القومية الدزيرية على أن الشعب الجزائري يعني كل شخص ولد و ترعرع في الجزائر و تبنى ثقافتها على اختلاف لسانه و خلفياته العرقية أو الثقافية السابقة ! و هي سابقة أولى في شمال أفريقيا ، حيث أن هذه القومية هي القومية الوحيدة القائمة على الانفتاح على البشرية دون تمييز عرقي ، و لعلها تشبه نظيرتها الأمريكية التي تضم كل المجتمع الأمريكي بمختلف لغاته و أجناسه في قومية أمريكية واحدة ، و يعتقد أن القومية الزيرية ستكون بالفعل قومية ناجحة و ستحل مشكلة الهوية في الجزائر كونها شاملة لكل مقومات الشعب الجزائري و تضم كل التاريخ الجزائري منذ ما قبل التاريخ و إلى يومنا هذا ! بل و تضم أيضا الأجناس الحديثة التي دخلت الشعب الجزائري عن طريق الاقتصاد كالجنس الهندي و الاسيوي الصيني الذين بالفعل تزاوجوا مع جزائريين و كونوا عائلات و هم حسب القومية الدزيرية جزائريون أصليون مثلهم مثل أي جزائري آخر ، و هذه الفكرة ليست جديدة بطابعها فقد دعى لها مصالي الحاج بفكرة " الجزائر جزائرية " رغم وجود بعض الاختلافات في مطالبه القديمة و مطالب القوميين الزيريين الحديثين و لكنها تعتبر نواة لهذه الفكرة ، هذه القومية الدزيرية تم دعمها بفكرة أخرى و هي اللغة الدزيرية alzerian language و هي اللغة التي تعد حسبهم لسانا جامعا لكل اللهجات الدزيرية باختلاف متغيراتها ( الدارجة الشمالية ، التارقية ، القبايلية ، الشاوية ، الدارجة الصحراوية ، الكورانجية ، الشلحية ، المزابية ... ) ، هذه اللهجات التي تنتمي جميعها إلى عائلة اللغات الأفروآسيوية لا يمكن إلا أن تقول شيئا واحدا و هو إمكانية توحيد اللغة الدزيرية التي ستعتبر لغة قائمة بذاتها ! و يبقى الأمل قائما في مدى تبني و تقبل المجتمع الجزائري لهذه الفكرة التي يمكن أن نقول أنها يالفعل مفتاح الخلاص من مشكلة الهوية في الجزائر منذ الإستقلال !