الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إبراهيم خليل ولماذا العندليب لا يغيب؟ بقلم: ميرفت السنوسي

تاريخ النشر : 2019-08-05
إبراهيم خليل ولماذا العندليب لا يغيب ؟
بقلم : ميرفت السنوسي
العندليب لا يغيب .. عنوان لكتاب يؤكد حقيقة يحملها عنوان كتاب اختاره بذكاء شديد وشفافية وجدان وعمق ضمير مؤلفه المبدع الصديق والأخ الأديب إبراهيم خليل إبراهيم ومهما تكن الإجابة فالأمر لن يختلف حول حقيقة نعيشها ونلمسها بل ونسعد بها ، ولست أبالغ حين أضيف ما أؤكد به حقيقة أن ( العندليب لا يغيب ) ستظل لأجيال عديدة تأتي بعدنا فيعيشونها ويسعدون بها تماما مثلما نعيش نحن بقاء الكثير من أبناء هذا البلد الجميل المعطاء بداخلنا مشكلين جزء هام و مضيئ بوجداننا رغم رحيلهم منذ سنوات .. فرحيل الرموز الإنسانية البارزة لا يعني أبدا رحيل ما يمثلون من قيمة معهم .
ولأنني اعلم أن الصديق المبدع إبراهيم خليل إبراهيم هو واحد من أبناء هذا الوطن الغالي النبيل الباحثين المجتهدين والمجدين في كل ما تحويه جذور هذه الأرض المعطاءة من قيم و شخوص يترجمونها لأجل إبرازها وإهدائها مقطرة إلى الأجيال القادمة ، لذلك لم يكن مستغربا عليه أن يقوم بالبحث عن الجديد حول العندليب ( عبد الحليم حافظ ) والذي يربط فيما بينهما القربى والانتماء لنفس المحافظة التي جادت علي هذا الوطن بالكثيرين من المعطاءين في كافة المجالات ألا وهى محافظة الشرقية .
ورغم سعادتي كواحدة ممن يعيش حليم بداخلهم حين شرفني الصديق إبراهيم خليل إبراهيم بطلب هذه الكلمة عن حليم .. وجدتني في مأزق وضعني فيه هذا الصديق الطيب المهذب الذكي .. فماذا يمكن أن يقال عن العندليب بعد كل ما قيل عنه وحوله ؟
ولكن .. لما الحيرة ؟
فالحديث عن حليم يتجدد بداخلنا مثلما يتجدد إحساسنا وانفعال وجداننا مع أغانيه رغم مضي سنوات طويلة علي رحيله .
فمن منا حين أحب لم يكن صوت حليم وأغانيه هو اصدق أصداء لما بداخلنا ؟
فقد عاش صوت حليم وإحساسه رفيقا لكل العاشقين الصادقين .. يحمل عنهم رسائلهم إلى من يحبون .. يتحدث عنهم حين يجمعهم اللقاء فيغني سعادتهم ، ويبكي معهم هزائمهم وانكساراتهم كذلك ، ورغم أن حليم لم يكن أجمل الأصوات بين أبناء جيله ولم يكن أكثرهم قوة و لكنه كان يملك حسا وإنسانية حميمة انفرد بها وحده ، وربما يكون هذا هو التفسير لنجاح حليم وخلوده رغم كل موجات التحول في ساحة الغناء .
ولأن زمن حليم كان زمنا مكتمل العناصر التي يتطلبها صنع الفن الخالد الجميل فقد صاحبته نخبه متميزة من المؤلفين والموسيقيين الذين تعاملوا معه بكل صدق موهبتهم الخلاقة بنفس القدر الذي تعاملوا به مع غيره من أصحاب الأصوات القوية الحساسة الجميلة في ذلك العصر الجميل بكل ما كان به ، وهذا في حد ذاته يطرح سؤالا تكمن إجابته بداخله وهو : لماذا لم يتحقق نفس القدر من النجاح والتألق للأغنيات لغير صوت حليم رغم توحد الروافد التي كان ينهل من فيضها مع غيره من أبناء جيله و كذلك كثيرين ممن أتوا بعده و حققوا بموهبتهم نجاحات لا تخفي ولا ينكرها الناس ؟
فقد امتزج حليم بنسيج وجداننا وتفاعلنا مع كل ما عايشناه معه من أحداث فغنانا واسمعنا أصداءنا كان من ابرز أمثلة نجاح الفن في تبني المبادئ القومية والدعاية لها ولما يمثلونها من رموز فبجانب أغنياته التي يمكن أن نطلق عليها أغنيات دعائية بما تدور حوله من التغني بشخص يرمز لما ينادي به من مبادئ و التي ربما لا يتفق الكثير حول ما ترمز إليه إلا انه لأحد يملك إلا الإعجاب والانبهار بمدي صدق أداء حليم ، وكانت هناك أيضا الأغنيات التي غني بها الهم القومي العام الذي جمعنا معه في باقة إحساس واحدة وما زلنا نعيشها ومازال يعيشنا بداخلها .. فما زال صوت العندليب يأتينا بذلك الأمل في تحقيق الآمال التي يصبو إلى تحقيقها أبناء امتنا .. ومازال صوتهم يردد عبر نبراته :
احلف بسماها وبترابها
ما تغيب الشمس العربية
طول ما أن عايش
فوق الدنيا
ذلك القسم الذي حرص على أن يبدأ به حفلاته حتى يتحقق النصر .. و قد كان.
ومازلنا ننظر إلى فلسطين و نسال بصوته :
تفضل تضيع فيكي
الحقوق لأمتى ؟
يا طريق الآلام
فنفس هذا الصوت الذي مازال يبكي ما بداخلنا من انكسارات رغم يقينه بأنه حتما سيكون النهار حليفنا .. فيأتينا من أعماقنا :
لو مت يا أمي
ما تبكيش
راح أموت
علشان بلدي
تعيش
هو نفسه الذي يهدر في قوة يقين مؤكداً لنا ما نصدقه :
أبدا بلدنا للنهار
بتحب موال النهار
لما يعدي
ويغني قدام
كل دار
هذا هو حليم ، وان كان ليس هذا هو كل ما يقال عنه .. و لكنه يتجدد فينا .. يسكننا .. يبكينا .. يغنينا .. يفرح لنا .. وحين تهزمنا أحلامنا نسرع ثانية وندعه كي يبكي بإحساسه عنا .. و دوما نجده بداخل ما يومض بداخلنا من إحساس يؤكد حقيقة أن ( العندليب لا يغيب ) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف