الصحف الفلسطينية الحزبية عبثية تفتقد المهنية وتعزز التعصب
د ابراهيم محمد المصري
قد يمثل هذا العنوان صدمة لرؤساء ومحرري وكتاب الصحافة الحزبية الفلسطينية ، لذا سيشككون في هذا الاستخلاص ويصفونه بعدم المصداقية ، ولكن اعتقادهم هذا سيصطدم بالواقع الذي ترسخ في اذهان الرأي العام الفلسطيني بانحياز الصحف الحزبية لأفكار أحزابها وبرامجها الخاصة ، كما أنه يصطدم بمضمون واستخلاصات دراسة علمية منشورة في مجلة تسامح في عددها رقم 65 بعنوان " دور الصحافة الفلسطينية في تعزيز حرية الرأي "
كنت اعتقد ان هذا الانحياز وعدم الموضوعية والتحريض الذي تمارسه هذه الصحف الحزبية ضد خصومها السياسيين محدود بسقف وبضوابط أكثر انضباطية ومهنية ، ولكن فاجأني هذا لدرجة لم أكن اظنها بهذا القدر من الاستهتار بقيم التسامح واحترام التنوع ،بعدما تجاوز التحريض بكل أسف المحاذير القانونية والاعراف والتقاليد الصحفية والمجتمعية ، بل أن بعض هذه التجاوزات يمثل جرائم اخلاقية وجرائم يعاقب عليها القانون ، وتخالف المسلكيات المهنية وتتضارب مع اتفاقيات حقوق الانسان الدولية .
نعم لقد أساءت هذه الصحف الى المجتمع الفلسطيني وثقافته وتماسكه ، بل ساهمت في تشتيت قواه وانهاكه في ظل حديثهم المتكرر عن الوحدة الوطنية والصمود والمقاومة ، حديث يعاكس التوجهات الحقيقية والعلنية في اسطوانة اصابتنا بالملل ، فأنفته نفوسنا ،فاستهجن الناس مردديه ، بعد أن بات واضحا للعامة والخاصة في وسط ازدحام الشعارات الكاذبة طغيان الايديولوجيا في صحفهم الحزبية التي تثير حالة شديدة من الاستقطاب بمنعها نشر مقالات واراء تخالف سياساتها وتوجهاتها ، بل تحث قرائها باستمرار على انكار آراء الاخرين والتشدد تجاههم وتوجيه الاتهامات ضدهم ،فأصبحت هذه الصحافة محرضا رئيسيا في انتشار التشدد والتعصب ، فتجدهم يتشدقون بالمرأة وحقوقها وفي نفس الوقت يحرمونها من التعبير عن رأيها بحرمانها من نشر توجهاتها وقناعاتها في مقالات الرأي السياسي ، فلا تكاد تجد مقالا سياسيا لامرأة حملت هموم وطنها في مختلف المجالات .
هي صحافة تمجد قادتها فقط وتمنحهم القدسية والعصمة الزائفة، صحافة حزبية عبثية تخضع لمصالح شخصية لمتنفذين وأصحاب مقامات عليا ، صحافة تفتقد المهنية والموضوعية تذوب في اجراءات حزبها العنصرية ضد مصالح الناس ، صحافة تعزز التعصب وتبث الكراهية في مجتمع فلسطيني كان حتى وقت ليس ببعيد متنوع في أفكاره ومعتقداته السياسية والاجتماعية فيه المسلم والمسيحي ، الوطني والقومي واليساري يعيش حالة السلم الاجتماعي لم تعهده شعوب اخرى في منطقتنا العربية .
فهل حان الوقت لتأسيس مجلس أعلى للصحافة يملك قوة ونفوذا يستطيع فيه أن يوقف هذه التجاوزات والجرائم ، ويضع حدا لنشر الكراهية والحقد فيعاقب الصحيفة والكاتب المتجاوز والمخالف للعمل الصحفي المتنوع بأشكاله المختلفة نحو صحافة وطنية مسؤولة ووقف هذه المهزلة .
د ابراهيم محمد المصري
قد يمثل هذا العنوان صدمة لرؤساء ومحرري وكتاب الصحافة الحزبية الفلسطينية ، لذا سيشككون في هذا الاستخلاص ويصفونه بعدم المصداقية ، ولكن اعتقادهم هذا سيصطدم بالواقع الذي ترسخ في اذهان الرأي العام الفلسطيني بانحياز الصحف الحزبية لأفكار أحزابها وبرامجها الخاصة ، كما أنه يصطدم بمضمون واستخلاصات دراسة علمية منشورة في مجلة تسامح في عددها رقم 65 بعنوان " دور الصحافة الفلسطينية في تعزيز حرية الرأي "
كنت اعتقد ان هذا الانحياز وعدم الموضوعية والتحريض الذي تمارسه هذه الصحف الحزبية ضد خصومها السياسيين محدود بسقف وبضوابط أكثر انضباطية ومهنية ، ولكن فاجأني هذا لدرجة لم أكن اظنها بهذا القدر من الاستهتار بقيم التسامح واحترام التنوع ،بعدما تجاوز التحريض بكل أسف المحاذير القانونية والاعراف والتقاليد الصحفية والمجتمعية ، بل أن بعض هذه التجاوزات يمثل جرائم اخلاقية وجرائم يعاقب عليها القانون ، وتخالف المسلكيات المهنية وتتضارب مع اتفاقيات حقوق الانسان الدولية .
نعم لقد أساءت هذه الصحف الى المجتمع الفلسطيني وثقافته وتماسكه ، بل ساهمت في تشتيت قواه وانهاكه في ظل حديثهم المتكرر عن الوحدة الوطنية والصمود والمقاومة ، حديث يعاكس التوجهات الحقيقية والعلنية في اسطوانة اصابتنا بالملل ، فأنفته نفوسنا ،فاستهجن الناس مردديه ، بعد أن بات واضحا للعامة والخاصة في وسط ازدحام الشعارات الكاذبة طغيان الايديولوجيا في صحفهم الحزبية التي تثير حالة شديدة من الاستقطاب بمنعها نشر مقالات واراء تخالف سياساتها وتوجهاتها ، بل تحث قرائها باستمرار على انكار آراء الاخرين والتشدد تجاههم وتوجيه الاتهامات ضدهم ،فأصبحت هذه الصحافة محرضا رئيسيا في انتشار التشدد والتعصب ، فتجدهم يتشدقون بالمرأة وحقوقها وفي نفس الوقت يحرمونها من التعبير عن رأيها بحرمانها من نشر توجهاتها وقناعاتها في مقالات الرأي السياسي ، فلا تكاد تجد مقالا سياسيا لامرأة حملت هموم وطنها في مختلف المجالات .
هي صحافة تمجد قادتها فقط وتمنحهم القدسية والعصمة الزائفة، صحافة حزبية عبثية تخضع لمصالح شخصية لمتنفذين وأصحاب مقامات عليا ، صحافة تفتقد المهنية والموضوعية تذوب في اجراءات حزبها العنصرية ضد مصالح الناس ، صحافة تعزز التعصب وتبث الكراهية في مجتمع فلسطيني كان حتى وقت ليس ببعيد متنوع في أفكاره ومعتقداته السياسية والاجتماعية فيه المسلم والمسيحي ، الوطني والقومي واليساري يعيش حالة السلم الاجتماعي لم تعهده شعوب اخرى في منطقتنا العربية .
فهل حان الوقت لتأسيس مجلس أعلى للصحافة يملك قوة ونفوذا يستطيع فيه أن يوقف هذه التجاوزات والجرائم ، ويضع حدا لنشر الكراهية والحقد فيعاقب الصحيفة والكاتب المتجاوز والمخالف للعمل الصحفي المتنوع بأشكاله المختلفة نحو صحافة وطنية مسؤولة ووقف هذه المهزلة .