الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاعر بحجم أمّة بقلم:جميل السلحوت

تاريخ النشر : 2019-08-05
شاعر بحجم أمّة بقلم:جميل السلحوت
جميل السلحوت:

شاعر بحجم أمّة

خلال اليومين الماضيين قرأت تهنئة لموظف حصل على ترقيه، وُصف بها بأنّه "قائد بحجم القدس"، وقرأت تعقيبا على قصيدة "لشاعر" "ينصب الفاعل ويرفع المفعولا" بأنّه "شاعر بحجم الأمّة"! ورأيت على صفحات التّواصل الاجتماعيّ أوصافا لأشخاص أطلقوها على أنفسهم مثل "الأديب، الرّوائي، الشّاعر، النّاقد، الفيلسوف، المسرحيّ إلخ..." فضحكت من باب "شرّ البليّة ما يُضحك"، وترحّمت بخشوع على شعرائنا ومبدعينا الكبار مثل محمود درويش، سميح القاسم، الجواهري، السّيّاب، البيّاتي، الفيتوري، عبدالمعطي حجازي، الجواهري، فدوى طوقان، وغيرهم، وعلى نجيب محفوظ وحنا مينا، وإميل حبيبي، وعلى سعد الله ونّوس وغيرهم، وتمنّيت الصّحة والعافية لمبدعين حقيقيّين ما زالوا على قيد الحياة، ولم أشاهد أمام اسم أيّ منهم أنّه شاعر أو روائيّ، أو ناقد، أو مسرحي، أو قاصّ إلخ. وتذكّرت ما قاله الشّاعر الكونيّ محمود درويش في مقابلة تلفزيونيّة جاء فيها:" أخشى أنّ النّقاد يتعاطفون مع أغنياتي، لأنّني صاحب قضيّة فقط" وهذا يعني أنّه كان يخشى أن تكون قصائدة ليست على المستوى المطلوب!

فهل تفخيم الأشخاص عندنا ثقافة متوارثة؟ وهنا تذكّرت ما قاله أبو فراس الحمدانيّ:

نحن قوم لا توسّط بيننا ******* لنا الصدر دون العالمين أو القبر

لكنّ الحمدانيّ كان قائدا مقاتلا، أمضى في الأسر عشرين عاما، وهو ابن عمّ سيف الدّولة الحمدانيّ الذي كان أيضا قائدا فذّا ومحاربا شجاعا، مدحه المتنبّي كثيرا.

فإذا وُصف من يزعم أنّه شاعر بأنّه بحجم أمّة، ومعنى أمّة كما ورد في المعاجم:" جماعة من البشر تتوفّر فيها عناصر القوميّة، التاريخ – اللغة – العادات – الثقافة - الدّين – الجغرافية، والأمّة ترمز إلى النّواحي الثقافية والحضارية للمجموعة الإنسانيّة"، فكيف يمكن وصف شخص ما بأنّه يساوي أمّة بكاملها، وهل لدينا شاعر بحجم الأمّة العربيّة مثلا؟ وكيف يكون المرء شاعرا وهو لم يسمع بالخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض؟ ألهذا الحدّ تهون أمّتنا وثقافتنا علينا؟

وإذا ما وصف بعضنا إنسانا عاديّا "بأنّه قائد بحجم القدس" فماذا نقول لمن فتحوا القدس؟ ولمن حرّروها من احتلالات متعاقبة؟ وماذا يعرف من يتفوّهون بهكذا كلام عن القدس؟ وعن قداستها وتاريخها الحضاري والثّقافي والسّياسيّ؟

و"رحم الله امرأً عرف قدر نفسه ووضعها في مكانها الصّحيح".

5-8-2019
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف