الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذاكرة ضيقة على الفرح 5

تاريخ النشر : 2019-08-05
ذاكرة ضيقة على الفرح 5
سليم النفار

5

في أواسط أيار يتهيأ الفلاحون في بلاد الشام لحصاد القمح ، وعندما كنا أطفالاً نمرُّ على القرى والمناطق المجاورة لمدينة اللاذقية ، كنا نسعد بمتابعة تلك المشاهد الأخاذة ، في ذلك الكرنفال البشري الساحر ، فرغماً عن التعب الذي نراه على وجوههم ، فقد كانت قلوبهم تضجُّ فرحاً بذلك الموسم ، الكلّ منهمك نساء ورجال في موسم الخير ، وكنا ثلةٌ من الأطفال الأصدقاء في تلك الأيام ، غالباً ما نذهب عصر كلّ يومٍ الى آخر المخيم ، حيثُ كانت الحقول الصغيرة المزروعة أيضاً ، قمحاً وأشياء أخرى ، وحيث التلال أو الكثبان الرملية المُطلة على تلك الحقول ، و التي كانت تشكل حاجزاً وهمياً ، متعارفٌ عليه بين المخيم وحي التركمان اللصيق بمخيمنا .

 كنا نذهب ونتسابق في قطف " الحبلق " اللذيذ ، وكثيراً ما نتشاجر مع أبناء أصحاب الأراضي  هناك ، نضربهم ويضربوننا ونعود فرحين- رغماً عن كل ذلك - بثمار الحبلق أو بأشياء أخرى ستسألونني ما هي الأشياء الأخرى ؟

سأقول لكم ، فلا تستعجلوا ... في تلك الأيام وعلى تلك الكثبان المحيطة بالمخيم ، كان الهواء العليل وأشتال الخضار يُغرين بعض العوائل في الذهاب عصراً للاستراحة ، من عناء الأعمال المنزلية وسواها ، فيبسطون البُسط أو البطانيات والشراشف على الرمال هناك ، وغالباً كانت النساء وأولادهم هم الذين يذهبن الى هناك ، يتسامرون بالحكايات ، بهمومهم وآمالهم يروّحون عن أنفسهم ، ونحن كنا نسعد في ذلك البراح ، أن نرى بعض الفتيات الصغيرات ، من ذوات أعمارنا اللواتي لهنَّ وقعٌ ما في قلوبنا ، لم نكن نعرف ماذا نُسميهِ وقتها ، غير أننا كنا نحب اللقاء بهنَّ ولو لقاء العيون ، وربما نحظى بدردشاتٍ ، وغالباً ما يُتاح لنا اللعب معاً في تلك المساحة ، فأهلنا لم يكونوا  متزمتين في هذا السياق ، ولا سيما أننا أطفال ومؤدبين 

أيضاً ، ولكن هل الأدب حاجز يمنع الهوى ؟ 

 طبعاً – لا – وهكذا كانت تلك التلال جنتنا ، وحكاياتنا الأثيرة ، فماذا نُسمي ذلك ؟  ربما كان هو الحبُّ ، نعم إنّهُ كذلك ، ولكن : بنسخته الأولى الأكثر براءة وعفوية .

في تلك السنين وتحديداً في 15/5/1973 أي في أيار الذي حدثتكم عنه قبل قليل ، لم يكن الحصاد كما أشتهي أنا ، فعلى غفلةٍ من الزمان وفي صباح يوم الجمعة ، من ذات التاريخ جاء الخبر ، الذي قلب تفاصيل حياتي ، وأخرجني من عوالم الطفولة والفرح ، اللذين قبلاً بالكاد ألامسهما في تفصيلٍ هنا أو هناك ، وأمطر أيار الشامي يومها ، مطراً ساخناً مُغبرّاً وكأنهُ يعبر عن حزنهِ ، لرحيل بحارٍ عنيد أحبّ الشام وأهلها ، كما أحبَّ يافا وغزة ، نعم كان يوماً حزيناً ولقد بكته نساء المخيم بحرقةٍ ، وكان يوماً فارقاً في حياة أمي وحياتي ، لقد رحل الفدائي العنيد حاملاً طيَّ الجروحِ ، أحلامه الوارفة بلقاء الأهل والأصدقاء ولو على شاطئ غزة ، الذي شهد يفاعته وحلمه الأول بالعودة الى موجةٍ يافوية ، كان قد تعمَّدَ برذاذها ، نعم رحل الفدائي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف