ضعفٌ يُقَوينا
آخر ما شهدته من صراعاتٍ، كان صراعاً قد احتدم في سبيل حماية جسدي الصغير من مفترسٍ قررّ أن ينهشني بالكامل، ها أنا أُكافحُ وكمامة الأكسجين بكل ما أوتينا من قوّةٍ وشجاعة.
كنّا قد تُرِكنا على سريرٍ ذو غطاءٍ أزرق اللون أصبح وأمسي عليه، لم يَكُن هنالك تَغيرٌ سوى في كفاحي، و كمية الشعر المتساقط على وسادتي فأنظر إليها يومياً كي أحمل خصلات شعري فأراها تزداد يوماً بعد يوم، لأرى نفسي أشبه بطفل ولد حديثاً تظهر بضع شعيراتٍ في مقدمة رأسه الصغير.
من أعطى هذا السرطان اللعين إذناً كي يحتلَّ جسدي وينهشه كما يشاء، أليس الإعتداء على أملاك الآخرين ظلمٌ لا يمكن التغاضي عنه.
أيعقل ألا يكفيني هواء الله الذي أكرمني به سبحانه جلّ في عُلاه؟ ليُصبح الأكسجينُ الصناعيّ ملازماً لي أينما حللت، بربكم أخبروني في أي قوانين الطبيعةِ كُتِب هذا؟
كنت أنظر في مرآتي كل صباحٍ فأجدُ وجهي شاحباً أصفر اللون، فقد كان يذكرني بوجهي الجميل المفعم بالحيوية والنشاط.
لماذا أخبركم بهذا كُلهِ وها أنا أزداد قوة مع كلِّ وخزةٍ تغرز في ساعدي الذي امتلأ بالثقوب؟
كان الأطباء قد أخبروا والدي بأن أعضائي تزدادُ سوءاً، لكنّي كنتُ أبتسم ولم أفقد الأمل يوماً، فَ صبري و كفاحي لن يكونا عبثاً، فكيف لي أن أحزن وأنا أعلم بأن الله قد وعد الصابرين بالأجرِ العظيم.
لم نكن ورفاقي ننتظرُ شفقةً وبكاءً من أحد، أردنا رسائِلاً تملؤها القوة، كنّا ننسج أحلامنا الوردية بخيوط الأمل، لا زلنّا نردد عبارة النوم خاصتنا "لقد اجتزنا يوماً آخر بقوةٍ وسلام"، ثم نضحكُ سوياً ونخلد للنوم استعداداً لاجتياز يوماً آخر...
نحن من وُلِدنا رغماً عن الحياة، نحن من راهنوا على استمرارنا، نحن عنوانٌ للقوة والأمل، نحن من نحمل سيوفنا و نقاتل حفاظاً على أكبادنا، نحن من سنبكي فرحاً وانتصاراً بآخرِ جرعةِ كيماويٍّ ستدخلُ أجسادنا طاردةً سرطاناً علَّمنا كيف نصبر ونقف أمام عثراتنا التي لن نسمح لها بتدمير ما تبقى لنا من حياتنا.
آخر ما شهدته من صراعاتٍ، كان صراعاً قد احتدم في سبيل حماية جسدي الصغير من مفترسٍ قررّ أن ينهشني بالكامل، ها أنا أُكافحُ وكمامة الأكسجين بكل ما أوتينا من قوّةٍ وشجاعة.
كنّا قد تُرِكنا على سريرٍ ذو غطاءٍ أزرق اللون أصبح وأمسي عليه، لم يَكُن هنالك تَغيرٌ سوى في كفاحي، و كمية الشعر المتساقط على وسادتي فأنظر إليها يومياً كي أحمل خصلات شعري فأراها تزداد يوماً بعد يوم، لأرى نفسي أشبه بطفل ولد حديثاً تظهر بضع شعيراتٍ في مقدمة رأسه الصغير.
من أعطى هذا السرطان اللعين إذناً كي يحتلَّ جسدي وينهشه كما يشاء، أليس الإعتداء على أملاك الآخرين ظلمٌ لا يمكن التغاضي عنه.
أيعقل ألا يكفيني هواء الله الذي أكرمني به سبحانه جلّ في عُلاه؟ ليُصبح الأكسجينُ الصناعيّ ملازماً لي أينما حللت، بربكم أخبروني في أي قوانين الطبيعةِ كُتِب هذا؟
كنت أنظر في مرآتي كل صباحٍ فأجدُ وجهي شاحباً أصفر اللون، فقد كان يذكرني بوجهي الجميل المفعم بالحيوية والنشاط.
لماذا أخبركم بهذا كُلهِ وها أنا أزداد قوة مع كلِّ وخزةٍ تغرز في ساعدي الذي امتلأ بالثقوب؟
كان الأطباء قد أخبروا والدي بأن أعضائي تزدادُ سوءاً، لكنّي كنتُ أبتسم ولم أفقد الأمل يوماً، فَ صبري و كفاحي لن يكونا عبثاً، فكيف لي أن أحزن وأنا أعلم بأن الله قد وعد الصابرين بالأجرِ العظيم.
لم نكن ورفاقي ننتظرُ شفقةً وبكاءً من أحد، أردنا رسائِلاً تملؤها القوة، كنّا ننسج أحلامنا الوردية بخيوط الأمل، لا زلنّا نردد عبارة النوم خاصتنا "لقد اجتزنا يوماً آخر بقوةٍ وسلام"، ثم نضحكُ سوياً ونخلد للنوم استعداداً لاجتياز يوماً آخر...
نحن من وُلِدنا رغماً عن الحياة، نحن من راهنوا على استمرارنا، نحن عنوانٌ للقوة والأمل، نحن من نحمل سيوفنا و نقاتل حفاظاً على أكبادنا، نحن من سنبكي فرحاً وانتصاراً بآخرِ جرعةِ كيماويٍّ ستدخلُ أجسادنا طاردةً سرطاناً علَّمنا كيف نصبر ونقف أمام عثراتنا التي لن نسمح لها بتدمير ما تبقى لنا من حياتنا.