
ولدتُ في مدينةٍ ساحلية، كل وصفٍ للبحر المتلألئ تحت أشعة الشمس وانعكاسات القمر أحفظه عن ظهر قلب.. أعرفهُ معرفةً حقيقية.. ألمسهُ عند كل زيارةٍ للشاطئ الممتد على طول المنطقة.
كان الميناء المشهور فيها أحد المعالم التي تعرفني وأعرفها جيدًا..
أشاهد البواخر والسفن الكبيرة تتموهُ تدريجيًا مع خط الأفق أو تستلقي عنده..
أصواتها العالية وحركات النقل والشحن والسفر.. كلها أجواء مألوفة لفتاة بحر..
لكن الأمر الذي كنت أتوقف أمامه هي السفن البعيدة..
السفن التي تقف هناك فقط في منتصف السطح الأزرق.. لِم؟ ولِم ليست ترقد في الميناء كالبقية؟ لأيامٍ هكذا على حالها ملقاة هناك.. منبوذة؟ مهملة؟ خجولة؟
أم مطرودة وغير مرحب بها؟ من عليها؟ ما أشكال الذين يختبئون في حجراتها ذات النوافذ المستديرة؟ ما قصصهم..؟ متى آخر مرة استقرت أقدامهم على اليابسة التي نعرفها؟
وتدور في رأسي قصص البحارة، والقراصنة، وحورية البحر الصغيرة التي قدمت صوتها مقابل قدمين تسير بهما لحبيبها الأمير..
لطالما كنتُ طفلةً خيالية.. ومازلت.. طفلة وخيالية..
الآن على مقربةٍ من أواخر العشرينات التقيت بك.. كأن القدر يُغذي لي خيالي، يسد الفجوات التي حلمت بها، يبيح لي شرودي رغم انتقالي لمدينةٍ لا تعرف حياة الموج والبحر الذي اعتدته.. أليس رقيقًا من القدر أن يهبني رجل بحر؟..
عرفتُ بعدها إجابات كل الذي كنت أتساءل عنه.. عن السفر وغضب الموج.. عن السفن البعيدة ومن عليها وأشكالهم وقصصهم..
سحبتني معك للعمق.. وأنا أغرق برضا تام واستسلامٍ خالص..
وأفكر بين الحين والآخر وأنا أنظر بحبٍ شديد إلى عينيك السمراوتين بينما تسرد التفاصيل من غرفة القيادة إلى المرساة.. بأن طفلةً صغيرة في يوم من الأيام، ربما ستنظر إلى أفق البحر وتتساءل مثلي.. لِم باخرتك مستلقية هناك هي الأخرى؟..من فيها ومن عليها؟.. ولا أظنها ستعلم أبدًا، بأن قائدًا فيها يقترب
حذرًا بقدر المستطاع من اليابسة، لتظهر وترتفع أعمدة شبكة الاتصال.. ليُطَمئن محبوبته بأنه قد عبر المحيط بأمان، وبأنه في اشتياقٍ عميق لها.
كان الميناء المشهور فيها أحد المعالم التي تعرفني وأعرفها جيدًا..
أشاهد البواخر والسفن الكبيرة تتموهُ تدريجيًا مع خط الأفق أو تستلقي عنده..
أصواتها العالية وحركات النقل والشحن والسفر.. كلها أجواء مألوفة لفتاة بحر..
لكن الأمر الذي كنت أتوقف أمامه هي السفن البعيدة..
السفن التي تقف هناك فقط في منتصف السطح الأزرق.. لِم؟ ولِم ليست ترقد في الميناء كالبقية؟ لأيامٍ هكذا على حالها ملقاة هناك.. منبوذة؟ مهملة؟ خجولة؟
أم مطرودة وغير مرحب بها؟ من عليها؟ ما أشكال الذين يختبئون في حجراتها ذات النوافذ المستديرة؟ ما قصصهم..؟ متى آخر مرة استقرت أقدامهم على اليابسة التي نعرفها؟
وتدور في رأسي قصص البحارة، والقراصنة، وحورية البحر الصغيرة التي قدمت صوتها مقابل قدمين تسير بهما لحبيبها الأمير..
لطالما كنتُ طفلةً خيالية.. ومازلت.. طفلة وخيالية..
الآن على مقربةٍ من أواخر العشرينات التقيت بك.. كأن القدر يُغذي لي خيالي، يسد الفجوات التي حلمت بها، يبيح لي شرودي رغم انتقالي لمدينةٍ لا تعرف حياة الموج والبحر الذي اعتدته.. أليس رقيقًا من القدر أن يهبني رجل بحر؟..
عرفتُ بعدها إجابات كل الذي كنت أتساءل عنه.. عن السفر وغضب الموج.. عن السفن البعيدة ومن عليها وأشكالهم وقصصهم..
سحبتني معك للعمق.. وأنا أغرق برضا تام واستسلامٍ خالص..
وأفكر بين الحين والآخر وأنا أنظر بحبٍ شديد إلى عينيك السمراوتين بينما تسرد التفاصيل من غرفة القيادة إلى المرساة.. بأن طفلةً صغيرة في يوم من الأيام، ربما ستنظر إلى أفق البحر وتتساءل مثلي.. لِم باخرتك مستلقية هناك هي الأخرى؟..من فيها ومن عليها؟.. ولا أظنها ستعلم أبدًا، بأن قائدًا فيها يقترب
حذرًا بقدر المستطاع من اليابسة، لتظهر وترتفع أعمدة شبكة الاتصال.. ليُطَمئن محبوبته بأنه قد عبر المحيط بأمان، وبأنه في اشتياقٍ عميق لها.