الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أرواحنا فدا الوطن بقلم: رؤى محمد زيوت

تاريخ النشر : 2019-08-04
أرواحنا فدا الوطن
_____________

من بين آلآف الشبّان بهذا العالم الكبير ، ومن بين مئات الرجال ببلادي، وعشراتٌ من طلابِ الجامعة ، لم يُلفت إنتباهي ويسرق قلبي سوا ذلك الشاب المتواضع ، حيث كان يحمل حقيبةً على كتفه وبيده اليمنى قبعةُ بدلته العسكرية ، خطف نظراتي بزيّه الرجولي ، بهيبته الشامخة ، بجسده المنحوت صبراً ، حتى وجههُ الأبلق عشقته ، وأحببته بكل ما فيه من بين الجميع . 

      فبعد وابل من النظرات وقع بقلبي ووقعتُ بحبه ، يعاملني وكأنني وطنه ، يسهر على حمايتي لساعات ، ويضحي بنفسه لإسعادي ، يزأرُ بكل من يحاول الإقتراب مني وكأنهُ أسدٌ يرفض إحتلال عرينه ، يحارب وينتصر بكل مرةٍ . 

       زاد وضع البلادِ سوءاً ولم أعد اراه كثيراً ، أيامٌ متتاليةٌ من فتق الإشتياق على شرفة الإلهام بحضرته ، أعلم بأنهُ يبادلني السهر على حدود الوطن وأركان العزة ، تشرق وتغيب شمس بلادي كل يوم ، وهو يجابهُ الغفوة ، يرتدي بدلته التي تشعل جسدهُ بالحرارة ولكنها على قلبه كبرد السلام ، بالقيظ ، والسلاح الوبيل بيده ،    واقفٌ تحت الودق يرتجف برداً ، يلقى من النصب برضى كالصنديد ، يأبى الإنكسار. 

      رأيته بعد عدة أشهر، قال بأنه سيغيب أكثر هذه المرة ، دعوتُ له بالخير وأنا أخفي لوعتي بإبتسامة بأن يعود لي بصحة وعافية كما إعتدتُ قوامه ، ألبسني قبعته ، قّبل جبيني ، أخذ حقيبته وانطلق لخوض حربٍ تفدي البلاد ، وأنا في المنزل بجسدي ، لكن قلبي يخفق بصدره ، أرتجف خوفاً ، أسجدُ تارةً وأشهق من البكاء تارةً أخرى فقد حلمتُ في فجر غفوتي بأنه قبل التراب شهيداً . 

       تأكدتُ من الخبر بعد أن عانقت روحي السماء حُزنا ، ولكنني اليوم على يقين بأن الحياة تضحية ، فروحه هدية لتراب وطنه ، وعطر الثرى برائحة دمه ، وسقى به ياسمين الأمل ، فاستشهاده هو رمزُ الإستقلال بحد عينه ، ليستقل الوطن بعد وداعي ويرقد تحت التراب وللأبد بأمان ، 

      وها أنا كل يوم أنثر على أجداثه الياسمين المعطّر بدمه ، وأستنشق رائحة المسك به ، أبكي من شوقي له وابتسم لإنتصار بلادي بسببه، أقف الآن بعزم وإنتصار ، فأنا أرتدي قبعةَ الشهيد الملطخةِ بالعزّة ، أحتضن سلاحه ، وأقف بعزٍّ وشموخ ، ولمعة عيناي تترجم حجم حبي ، تتخالط دموعي بالحزن على فقده ، وفرحةِ حبٍّ وانتصار في آن واحد ، إستشهد لبلاده وما زال حياً بداخلي ، فها انا الآن أفتخر بك يا عزيزي الراحل ، ورحم الله ترابك الطاهر فلطالما رددت على مسمعي بأن وراء كل أسدٍ لبؤة  . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف