الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دعاة الجاهلية بقلم:أشرف صالح

تاريخ النشر : 2019-08-04
دعاة الجاهلية بقلم:أشرف صالح
دعاة الجاهلية..

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بال دعوى أهل الجاهلية , دعوها فإنها خبيثة" , صدق رسول الله .   

لا زال في مجتمعنا الفلسطيني دعاة لتشريع وتقنين أحكام عرفية وعشائرية تعود جذورها الى زمن الجاهلية , ويضعونها في قالب الإصلاح .

ليس المشكلة أن يقومون رجال الإصلاح بدورهم في الإصلاح بين الناس , فهذا ما نصت عليه الشريعة الإسلامية , وتكفلت في بعض جوانبة القوانين الوضعية , من خلال معاقبة المعتدي وإرجاع الحق لصاحبه , ولكن المشكلة في الطرق والوسائل المتبعة والتي تمتد جذورها الى زمن الجاهلية , وتتناقض مع أحكام الشريعة الإسلامية , وأحكام القوانين الوضعية أيضاً , كوننا دولة القانون والمؤسسات , وقد تنتقص هذه الوسائل من حقوق الكثيرين من ما ليس لهم ذنب في المشكلة أصلاً .

هي عادات وثقافات وأعراف عشائرية لا تقع مسئوليتها على جانب واحد , فالمجتمع بأكمله ورثها عن جدوده , ولكن مسئولية ضبط وتنظيم هذه العادات يتحمها المخولون بها وهم "رجال الإصلاح" , والجهة المشرفة بصفتها القانونية وهي "الحكومة" , وكل هؤلاء يبقون رهينة رأي وأهواء أصحاب الشأن وهم "أصحاب المشكلة" , فعادة وبعد أي مشكلة عشائرية يقوم الطرف المجني عليه بعملية إختيار لطريقة الحل المناسب له , وهذا الحل دائماً يخلط بين ثلاث طرق "القانون – الشريعة – حق العرب" , وكون الطرف المجني عليه مخول بإختيار طريقة الحل , فهذه مشكلة بحد ذاتها , لأنه من الممكن أن يختار حلاً يخالف الشريعة الإسلامية والقانون , ويتناسب مع حق العرب والذي هو بالغالب يقتص من ما ليس لهم ذنب في المشكلة , وذنبهم الوحيد أنهم أقارب الجاني .

فمثلاً.. إذا قام "أ" بقتل "ب" وبناء على ذلك قامت الشرطة بحبس القاتل , فهذا جيد , ومن ثم يتولى رجال الإصلاح التنسيق بين أهل القاتل والمقتول بحيث لا يعتدي أي طرف على الآخر وبتدخل ومتابعة الشرطة , فهذا جيد أيضاً , ولكن الغير جيد وهو دائما ينحسر في المدة الزمنية بين ساعة وقوع الحدث أو الجريمة , والجلسة النهائية للصلح "حق العرب" , وهي المطالب التي يطلبونها أهل المجني عليه من الجاهة خلال فترة قبل الصلح النهائي , وقد تمتد هذه الفترة لشهور أو لسنوات .

والمطالب كالتالي : ترحيل عائلة الجاني وتسكير بيوتهم , منع أقارب الجاني من التجول في الشوارع القريبة من بيوت أهل المجني عليه وأحياناً من البلد كلها , تسكير المحلات التجارية لعائلة الجاني , منع أهل الجاني من ممارسة العمل داخل البلدة... هذه المطالب والتي يطلبونها أهل المجني عليه ويوافقون عليها رجال الإصلاح والحكومة , هي تخالف الشريعة الإسلامية ونص القرآن الكريم , لأنها تعاقب أهل الجاني بفعل لا ذنب لهم به , بالإضافة الى أنها تعزز ثقافة الإنتقام الغير مبرر , والتي هي من جذور الجاهلية والتي كانت تتمثل في غزو القبائل العربية  لبعضها البعض , وإشعال حروب قبلية لسنوات طويلة , وقد يكون السبب مجرد شتيمة بين شخصين وتؤدي الى سفك وهدر دماء .  

قال الله تعالى : "ولا تزر وازرة وزر أخرى" صدق الله العظيم , هذه الآية الكريمة هي تحريم قاطع للعادات التي ذكرتها في السياق , وزد على ذلك كمية الظلم التي تقع على أهل الجاني كونهم لا ذنب لهم بفعل أبنهم , والمترتبة على الأحكام العشائرية , ومع أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه , فإن هذه الأعراف تحلل وتشرع الظلم وتضعه في قالب القوانين العشائرية , والسؤال : إذا كانت الشريعة الإسلامية مغيبة من حياتنا بسبب أهوائنا الشخصية وشهواتنا , فأين دور القانون من كل هذا؟!

قد يقول لي أهل القانون , أن القانون يساند مطالب أهل الجاني "الغير شرعية" خوفاً من تفاقم المشكلة نتيجة الإحتكاك , وعدم السيطرة عليها , فمن الأفضل أن يتم تهجير الناس وتسكير بيوتهم ومحلاتهم التجارية ومنعهم من العمل , بهدف حمايتهم من أهل المجني عليه , بالطبع هذا عذر أقبح من ذنب , فإذا لم يستطيع القانون حماية الناس ومصالحهم وممتلكاتهم , فلماذا إسمه قانون إذاً؟! .

السؤال الأهم : هل القانون الذي يستطيع قمع المظاهرات والمسيرات والحراك , غير قادر على حماية أهل الجاني من أهل المجني عليه؟ , هل القانون الذي قادر على حسم مناطق كاملة في حالة التمرد , وإعتقال المعارضين السياسيين والنشطاء , غير قادر على حماية أهل الجاني من أهل المجني عليه؟ , هل القانون الذي يستطيع تسكير مقرات لأحزاب سياسية , ووكالات أنباء وقنوات فضائية... إلخ , غير قادر على حماية أهل الجاني من أهل المجني عليه؟ .

أشك في أن القانون غير قادر على حماية أي شيئ , وخاصة في قطاع غزة , ولكن هذه الأعراف العشائرية المتوارثة والغير شرعية في وسائلها , قد تتفق مع السياسة بعيداً عن القانون , وتنسجم معها , وتقاسمها الغنائم .

كاتب صحفي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف