
في يوم الشباب العالمي فلسطين تبتعد عن تطبيق المبادئ الأممية في قضايا التنمية و الشباب
إياد عبد الجواد الدريملى
يحتفل العالم في 12 أغسطس من كل عام بيوم الشباب العالمي، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليمثِّل الشباب السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب اعتمدت خلاله المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب، ودعت الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والأفراد، والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلى دعم أنشطة، تقام على الصعيدين المحلي والدولي في يوم الشباب العالمي, وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، ويؤدي دوراً رئيساً في تنمية الشباب، ويركز على تدعيم القدرات الوطنية في ميدان الشباب, وأولى برنامج العمل الشبابي الأولوية لـ 15 بنداً منها: ( التشغيل، التعليم، الجوع والفقر، الصحة، البيئة، المخدرات، أنشطة شغل الفراغ، العولمة) كما يشار إلى أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التزمت بتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة، وأكدت أن "التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها بدون السلام والأمن". ويقضى الهدف 16 إلى ضمان اتخاذ قرارات مستجيبة وشاملة وتشاركية وتمثيلية على جميع المستويات, كما يشجع برنامج العمل لـ يوم الشباب العالمي، والذي يوفر إطاراً للسياسة العامة ومبادئ توجيهية عملية لتحسين حالة الشباب، "تشجيع المشاركة النشطة للشباب في صون السلم والأمن". والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
وكان جهاز الإحصاء الفلسطيني أصدر بهذه المناسبة جملة من المؤشرات التي توضح خطورة واقع الشباب في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص نجمل بعضها بأن نسبة الشباب من المجتمع نحو 28.3% (1.37 مليون فرد)، وهو ما يعادل تقريبًا ثلث عدد السكان, و أن قرابة رُبع الشباب الفلسطيني فقراء، بنسبة بلغت 29.2% وبلوغ نسبة بطالة الشباب في فلسطين (الضفة الغربية وغزة)، الى 41% خلال العام 2017 فيما صعدت نسبة بطالة شباب قطاع غزة، إلى 61.2 % في 2017، وبلغت نسبة البطالة في صفوف الشباب من خريجي الجامعات، بواقع 55.8% بين الخريجين من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى, كما ارتفعت نسبة الأسر التي يرأسها شباب خلال العشر سنوات الماضية وهو ما يزيد من واقع التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تقع على عاتق الشباب , وأظهرت البيانات ان أقل من 1% من الشباب الفلسطيني يعمل في مراكز صنع القرار, وان حوالي 24% في فلسطين لديهم الرغبة في الهجرة للخارج .
كل هذه البيانات تشير إلى استمرار اتساع الفجوة بين المبادئ والأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة للدول والحكومات والقوى السياسية للاهتمام بالشباب وخاصة تدعيم القدرات الوطنية في المجالات السابقة, مما اثرت سلباً على جيل الشباب الفلسطيني.
فكيف لنا أن نتفاخر بمجتمع فتى قائم على الشباب, ونحن نصنف هذه الشريحة من الفئات الهشة والمهمشة, في وقت تعالت مؤخراً أصوات تطالب بكوتة للشباب في الانتخابات القادمة كمؤشر على ان الشباب يخشون ضياع فرصهم في المشاركة السياسية في الترشح والانتخاب وعدم الاستجابة لمطالبهم (حملات الضغط) بخفض سن الترشح وتغير اللوائح والقوانين التي تضمن وصولهم مواقع صنع القرار لإحداث التغير.
أسباب كثيرة ولدت عند الشباب شعور بالإحباط لاعتقادهم بأنهم مسلوبي الحقوق مما دفع بعضهم للعزوف عن المشاركة في الحياة العامة والتفكير بالخلاص الفردي بالهجرة وتسرب الكفاءات والطاقات للخارج, بيد انهم لم يمارسوا العملية الديمقراطية في حياتهم سواء في الجامعات أو البلديات أو النقابات واختيار ممثليهم حتى داخل أطر الحركات السياسية التي ينتمون لها.
غالبية القوى السياسية تطالب الشباب بلعب دور في العملية الكفاحية لمواجهة المحتل باعتبارهم محرك أساسي, وخط دفاع اول للثوابت الوطنية, في وقت ينتاب الشباب الشعور بالإحباط وعدم الثقة لاستغلاهم تحت شعارات حزبية, دون استجابة لمتطلباتهم وحقوقهم الأساسية والوطنية, إلا أنهم استطاعوا تقديم نماذج إبداعية رائدة ومتعددة حصلت على جوائز عالمية وسط قصور الجهات الرسمية, كما لعب الشباب دوراً في تحريك العديد من الحراكات المطلبية الداخلية بشكل حضاري لإيصال رسالتهم لصانعي القرار محاولين طرق جدران الخزان, ناهيك عن إطلاق الاف المبادرات الشبابية التي قادها المتطوعون لخدمة مجتمعهم دون حاضنة تعنى وترعى افكارهم.
الشباب في فلسطين يتسم بمجموعة فريدة من الخصائص والسمات التي لا مثيل لها بالمقارنة مع أقرنائهم بالمنطقة فهم شباب ذكى متعلم مثقف قوى وشجاع وصبور مبدع متجدد مبتكر لماح مثابر متنوع مؤمن بعدالة قضيته فلم يكن يوماً خاملاً هامشيا سلبيا, بل يمتاز بتسلحه بإرادة قوية على الرغم من إحاطتهم ببيئة غاية في التعقيد تستوجب ان يعي الجميع ان المعالجات الانية والسياسات الامنية والاحتواء المؤقت وافراغ الطاقات من مضمونها واستمرار إجراءات التهميش والإقصاء والفشل السياسي وخطوات القفز في الهواء لم تعد تغني ولا تسمن من جوع
ما يثير الغرابة أن البناء الهيكلي للنظام السياسي الفلسطيني لازال يعانى من تشوهات إدارية لا يمكن له ان يدشن نواة صلبة بدون الاهتمام بالإنسان وتعزيز صموده علي أرضه وإشراكه في عمليات التنمية المستدامة وصناعة القرار( تشبيب المؤسسات ) بالشراكة الكاملة بين القطاع العام والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني ففي الآونة الأخيرة شهدت عمليات دمج وتغيرات لوزارة الشباب والرياضة في غزة عملاً بما اتخذته الوزارة السابقة في رام الله ليحل المجلس الاعلى للشباب والرياضة خلفاً لها دون أي تفسير واضح يفهم لخطواتها في إعادة الهيكلة ورسم السياسات والخطط في المؤسسات الوطنية دون مشاركة القطاعات المختلفة و شريحة الشباب في تقيم تجربة النموذجين مع استمرار الاخفاقات في التركيز على قطاع الرياضة دون قضايا الشباب تارة او بالعكس تارة اخري مع وجود ملاحظات على كلا المسارين والاختلاف الجذري بينهم في العصر الحديث
في وقت أن معظم الدول الصاعدة التي نجحت في إجراء مراجعات ومعالجات داخلية شاملة لخططها وبرامجها وهندرة مؤسساتها للاستفادة من الانحرافات والتشوهات في البنية المادية والاجتماعية فيها سعياً منها لإيجاد مكاناً لها في مصافى الدول التي صنعت نهضة تنموية شاملة في بيئة الأعمال المتسارعة والمتنوعة والتي اعتمدت معظمها على سواعد وأفكار الشباب كقوة كامنة وشريكة يعاد توجيه طاقاتها في عمليات البناء والنهضة وصنع التغير معتمدة على إجراء الإصلاحات الشاملة في قطاع التعليم والصحة وأنفقوا أموال طائلة لتشجيع الشباب على التعليم المهني والتقني و المعرفة والتكنولوجيا و البحث العلمي كأسلوب في حل مشاكل قضايا بلدانهم وتنميتها كما فعل ( مهاتير محمد في نهضة ماليزيا) وضخ دماء جديدة في القيادة العليا والوسطى مع التغير الجذري في طواقم التخطيط التقليدية كما فعل (سفاح الإدارة ) جاك ولتش مع اشراك المستويات الدنيا في بناء الخطط الاستراتيجية في تحديد الأولويات و رزمة الحلول البديلة والخلاقة للمشكلات ليعبروا عن إرادتهم لإكسابهم شعوراً بالشراكة في عمليات صنع واتخاذ القرار الجيد بهدف تحقيق التنمية المستدامة الشاملة للوصول لأفضل النتائج وتعظيم الصالح العام وليكونوا متضامنين بالمسؤولية عن تحقيق النجاحات
خلاصة القول: غالبية الأدبيات والدراسات والأبحاث المنشورة تفيد بان لا مناص امام الفلسطينيين لتغير وجهتهم في تحقيق أهدافهم التنموية واحداث النهضة والبناء و الخلاص من الاحتلال وأثاره إلا بالاعتماد على الإنسان الفلسطيني كمخزون استراتيجي يتطلب الاستثمار الجدى والحقيقي فيه ولكنه يحتاج لقيادة قوية حكيمة شابة مؤمنة بهم تأسس لمرحلة جديدة من الشراكة الحقيقية معهم في عملية انهاء الاحتلال واعادة بناء النظام السياسي على اسس ديمقراطية في كافة مناحي الحياة لإحداث التنمية والنهضة الشاملة وإلا سنصبح إمام أوضاع اكثر كارثية في واقع الشباب واتساع في حجم الفجوة بين ما هو مأمول وما هو معمول به والذى ستنعكس نتائجها علي السلم الأهلي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والقيمي وغياب الاستقرار وهو ما يخالف ما أقر من أهداف ومبادئ يوم الشاب العالمي.
[email protected]
إياد عبد الجواد الدريملى
يحتفل العالم في 12 أغسطس من كل عام بيوم الشباب العالمي، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليمثِّل الشباب السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب اعتمدت خلاله المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب، ودعت الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والأفراد، والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلى دعم أنشطة، تقام على الصعيدين المحلي والدولي في يوم الشباب العالمي, وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، ويؤدي دوراً رئيساً في تنمية الشباب، ويركز على تدعيم القدرات الوطنية في ميدان الشباب, وأولى برنامج العمل الشبابي الأولوية لـ 15 بنداً منها: ( التشغيل، التعليم، الجوع والفقر، الصحة، البيئة، المخدرات، أنشطة شغل الفراغ، العولمة) كما يشار إلى أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التزمت بتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة، وأكدت أن "التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها بدون السلام والأمن". ويقضى الهدف 16 إلى ضمان اتخاذ قرارات مستجيبة وشاملة وتشاركية وتمثيلية على جميع المستويات, كما يشجع برنامج العمل لـ يوم الشباب العالمي، والذي يوفر إطاراً للسياسة العامة ومبادئ توجيهية عملية لتحسين حالة الشباب، "تشجيع المشاركة النشطة للشباب في صون السلم والأمن". والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
وكان جهاز الإحصاء الفلسطيني أصدر بهذه المناسبة جملة من المؤشرات التي توضح خطورة واقع الشباب في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص نجمل بعضها بأن نسبة الشباب من المجتمع نحو 28.3% (1.37 مليون فرد)، وهو ما يعادل تقريبًا ثلث عدد السكان, و أن قرابة رُبع الشباب الفلسطيني فقراء، بنسبة بلغت 29.2% وبلوغ نسبة بطالة الشباب في فلسطين (الضفة الغربية وغزة)، الى 41% خلال العام 2017 فيما صعدت نسبة بطالة شباب قطاع غزة، إلى 61.2 % في 2017، وبلغت نسبة البطالة في صفوف الشباب من خريجي الجامعات، بواقع 55.8% بين الخريجين من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى, كما ارتفعت نسبة الأسر التي يرأسها شباب خلال العشر سنوات الماضية وهو ما يزيد من واقع التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تقع على عاتق الشباب , وأظهرت البيانات ان أقل من 1% من الشباب الفلسطيني يعمل في مراكز صنع القرار, وان حوالي 24% في فلسطين لديهم الرغبة في الهجرة للخارج .
كل هذه البيانات تشير إلى استمرار اتساع الفجوة بين المبادئ والأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة للدول والحكومات والقوى السياسية للاهتمام بالشباب وخاصة تدعيم القدرات الوطنية في المجالات السابقة, مما اثرت سلباً على جيل الشباب الفلسطيني.
فكيف لنا أن نتفاخر بمجتمع فتى قائم على الشباب, ونحن نصنف هذه الشريحة من الفئات الهشة والمهمشة, في وقت تعالت مؤخراً أصوات تطالب بكوتة للشباب في الانتخابات القادمة كمؤشر على ان الشباب يخشون ضياع فرصهم في المشاركة السياسية في الترشح والانتخاب وعدم الاستجابة لمطالبهم (حملات الضغط) بخفض سن الترشح وتغير اللوائح والقوانين التي تضمن وصولهم مواقع صنع القرار لإحداث التغير.
أسباب كثيرة ولدت عند الشباب شعور بالإحباط لاعتقادهم بأنهم مسلوبي الحقوق مما دفع بعضهم للعزوف عن المشاركة في الحياة العامة والتفكير بالخلاص الفردي بالهجرة وتسرب الكفاءات والطاقات للخارج, بيد انهم لم يمارسوا العملية الديمقراطية في حياتهم سواء في الجامعات أو البلديات أو النقابات واختيار ممثليهم حتى داخل أطر الحركات السياسية التي ينتمون لها.
غالبية القوى السياسية تطالب الشباب بلعب دور في العملية الكفاحية لمواجهة المحتل باعتبارهم محرك أساسي, وخط دفاع اول للثوابت الوطنية, في وقت ينتاب الشباب الشعور بالإحباط وعدم الثقة لاستغلاهم تحت شعارات حزبية, دون استجابة لمتطلباتهم وحقوقهم الأساسية والوطنية, إلا أنهم استطاعوا تقديم نماذج إبداعية رائدة ومتعددة حصلت على جوائز عالمية وسط قصور الجهات الرسمية, كما لعب الشباب دوراً في تحريك العديد من الحراكات المطلبية الداخلية بشكل حضاري لإيصال رسالتهم لصانعي القرار محاولين طرق جدران الخزان, ناهيك عن إطلاق الاف المبادرات الشبابية التي قادها المتطوعون لخدمة مجتمعهم دون حاضنة تعنى وترعى افكارهم.
الشباب في فلسطين يتسم بمجموعة فريدة من الخصائص والسمات التي لا مثيل لها بالمقارنة مع أقرنائهم بالمنطقة فهم شباب ذكى متعلم مثقف قوى وشجاع وصبور مبدع متجدد مبتكر لماح مثابر متنوع مؤمن بعدالة قضيته فلم يكن يوماً خاملاً هامشيا سلبيا, بل يمتاز بتسلحه بإرادة قوية على الرغم من إحاطتهم ببيئة غاية في التعقيد تستوجب ان يعي الجميع ان المعالجات الانية والسياسات الامنية والاحتواء المؤقت وافراغ الطاقات من مضمونها واستمرار إجراءات التهميش والإقصاء والفشل السياسي وخطوات القفز في الهواء لم تعد تغني ولا تسمن من جوع
ما يثير الغرابة أن البناء الهيكلي للنظام السياسي الفلسطيني لازال يعانى من تشوهات إدارية لا يمكن له ان يدشن نواة صلبة بدون الاهتمام بالإنسان وتعزيز صموده علي أرضه وإشراكه في عمليات التنمية المستدامة وصناعة القرار( تشبيب المؤسسات ) بالشراكة الكاملة بين القطاع العام والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني ففي الآونة الأخيرة شهدت عمليات دمج وتغيرات لوزارة الشباب والرياضة في غزة عملاً بما اتخذته الوزارة السابقة في رام الله ليحل المجلس الاعلى للشباب والرياضة خلفاً لها دون أي تفسير واضح يفهم لخطواتها في إعادة الهيكلة ورسم السياسات والخطط في المؤسسات الوطنية دون مشاركة القطاعات المختلفة و شريحة الشباب في تقيم تجربة النموذجين مع استمرار الاخفاقات في التركيز على قطاع الرياضة دون قضايا الشباب تارة او بالعكس تارة اخري مع وجود ملاحظات على كلا المسارين والاختلاف الجذري بينهم في العصر الحديث
في وقت أن معظم الدول الصاعدة التي نجحت في إجراء مراجعات ومعالجات داخلية شاملة لخططها وبرامجها وهندرة مؤسساتها للاستفادة من الانحرافات والتشوهات في البنية المادية والاجتماعية فيها سعياً منها لإيجاد مكاناً لها في مصافى الدول التي صنعت نهضة تنموية شاملة في بيئة الأعمال المتسارعة والمتنوعة والتي اعتمدت معظمها على سواعد وأفكار الشباب كقوة كامنة وشريكة يعاد توجيه طاقاتها في عمليات البناء والنهضة وصنع التغير معتمدة على إجراء الإصلاحات الشاملة في قطاع التعليم والصحة وأنفقوا أموال طائلة لتشجيع الشباب على التعليم المهني والتقني و المعرفة والتكنولوجيا و البحث العلمي كأسلوب في حل مشاكل قضايا بلدانهم وتنميتها كما فعل ( مهاتير محمد في نهضة ماليزيا) وضخ دماء جديدة في القيادة العليا والوسطى مع التغير الجذري في طواقم التخطيط التقليدية كما فعل (سفاح الإدارة ) جاك ولتش مع اشراك المستويات الدنيا في بناء الخطط الاستراتيجية في تحديد الأولويات و رزمة الحلول البديلة والخلاقة للمشكلات ليعبروا عن إرادتهم لإكسابهم شعوراً بالشراكة في عمليات صنع واتخاذ القرار الجيد بهدف تحقيق التنمية المستدامة الشاملة للوصول لأفضل النتائج وتعظيم الصالح العام وليكونوا متضامنين بالمسؤولية عن تحقيق النجاحات
خلاصة القول: غالبية الأدبيات والدراسات والأبحاث المنشورة تفيد بان لا مناص امام الفلسطينيين لتغير وجهتهم في تحقيق أهدافهم التنموية واحداث النهضة والبناء و الخلاص من الاحتلال وأثاره إلا بالاعتماد على الإنسان الفلسطيني كمخزون استراتيجي يتطلب الاستثمار الجدى والحقيقي فيه ولكنه يحتاج لقيادة قوية حكيمة شابة مؤمنة بهم تأسس لمرحلة جديدة من الشراكة الحقيقية معهم في عملية انهاء الاحتلال واعادة بناء النظام السياسي على اسس ديمقراطية في كافة مناحي الحياة لإحداث التنمية والنهضة الشاملة وإلا سنصبح إمام أوضاع اكثر كارثية في واقع الشباب واتساع في حجم الفجوة بين ما هو مأمول وما هو معمول به والذى ستنعكس نتائجها علي السلم الأهلي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والقيمي وغياب الاستقرار وهو ما يخالف ما أقر من أهداف ومبادئ يوم الشاب العالمي.
[email protected]