الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البيبلومانيا بقلم:د.محمد فتحي عبد العال

تاريخ النشر : 2019-08-04
البيبلومانيا بقلم:د.محمد فتحي عبد العال
البيبلوثيرابي ...صيحة العصرحينما تشاهد كتابا ثم يدفعك عنوانه أو محتواه أو الاعلان عنه الي اقتناءه فهذا أمر طبيعي .الا أن شريحة من الناس قد يتجاوز لديهم هذا الامر الي حد الهوس بالكتب فلديه شراهة اقتناء مجموعة ضخمة من الكتب بنية قراءتها عند توافر الوقت وهو ما لا يحدث في غالب الاحيان فالاستحواذ لديهم في حد ذاته يخلق حالة من النشوة كما تولد لديهم روح الاقتناء بلوغا للانهاية ...-وقد يصل جنون الكتب لديهم  حد التعرف علي الكتب عبر ملامسة ورقه وهناك من يسرق الكتب دون أدني شعور بالذنب وهناك من يصنع حساءا من الاوراق المغلية وهذا هو داء العباقرة ومرض المثقفين الذين يعتبرون رصيدهم في الحياة ليس مالا بل ما جمعوه من كتب وهو ما يعرف بالانجليزية بالبيبليومانيا (Bibliomania) وباليابانيه تسوندوكو(tsundoku) وتنقسم التسمية اليابانية الي (دوكو)وتعني القراءة و(تسن) وتعني مراكمة الاشياء -وقد ظهر لاول مرة في الكتابات اليابانية في القرن التاسع عشر بشكل ساخر لوصف مدرسا كان يقتني من الكتب الكثير لكنه لم يكن يقرأها ..وبحسب علماء الطب النفسي هو نوع من أنواع الوسواس القهري (OCD).ومن أشهر من أصيب بهذا الداء من المثقفين :الشاعر اليوناني يوربيديس في القرن الخامس قبل الميلاد والمحدث الفقيه ابن الملقن والذي أصيب بالذهول ومات كمدا حينما احترقت مكتبته وفيها كتابه الاثير جمع الجوامع ...اما السير توماس فيليبس فقد وصل عدد الكتب والمخطوطات لديه علي ما يزيد عن المائة ألف...وعلي غرار قول أبو نواس :(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء ) فكما أن الكتب أحيانا تكون داءا ففي أحيان أخري تكون هي الدواء بما يعرف بالبيبلوثيرابي (bibliotherapy) أو التداوي بالكتب -وقد ظهر هذا المصطلح لاول مرة عام ١٩٢٠ في رواية  (المكتبة المسكونة ) لكريستوفر مورلي حيث كان بطلها (ميفلن) ممارسا للتداوي بالقراءة ..وعبر الحضارات المختلفة فاليونانيين القدماء وضعوا لافتات علي المكتبات لاخبار روادها أنهم علي موعد مع شفاء الروح  وكان العلاج بالقرآن الكريم خير مثال في الحضارة الاسلامية ومن التجارب في العصر الحديث كانت تجربة (بينجامين راش) في استخدام القراءة في علاج المرضي عام ١٨٠٢ وتلاها (كاتلين جونز ) وهي أمينة مكتبة مستشفي ماكلين في ويفرلي ماساشوستس والتي قامت ببرامج ناجحة في علاج المرضي المصابين عقليا عبر القراءة عام ١٩٠٤..وفي كتاب مثير للباحثتين ( إلا برثود) و(سوزان الدركن ) من جامعة كامبريدج استغرق ربع قرن من البحث والكتابة  حمل أسم (العلاج بالرواية من الهجر إلي فقدان الشهية ٧٥١ كتابا لعلاج كل ما تشكو منه) في طبعته الامريكية فيما كان اسمه في طبعته الانجليزية  (العلاج بالرواية :العلاج الأدبي من الألف إلي الياء)عام ٢٠١٣ -وقد تضمن الكتاب قائمة طويلة من الروايات وكل رواية بإمكانها علاج مرض من خلال قراءتها ومنامثلة هذة الروايات والامراض التي تعالجها :إن كنت مصابا بالسمنة ؛ فعليك بقراءة رواية «الصرخة الآتية من بعيد» لـ ريتشارد شريدان.أما علاج الاشتياق واللهفة الشديدة ففي مطالعة «الحرير» لـ ليساندرو باريكو. بينما يقبع العلاج من الغضب الشديد في رواية «اصرخ يا بلدي الحبيب» لستيورات باتون.أما  آلام الأسنان؛ ففي رواية «آنا كارنينا» لتولستوي الشفاء منها .أما مشاكل  الأرق فينصح المصابين بقراءة «اللاطمأنينة» لـ فيرناندو بيسواويمكن التغلب على مشكلة الفوبيا ( الخوف)  برواية «مئة عام من العزلة» لـ ماركيز، ولكبح جماح التكبر والخيلاء يمكن الاعتماد على رواية «ذهب مع الريح» لمارغريت ميتشل ..وفي رائعة (البؤساء) لفيكتور هوغو يوجد العلاج الفعال من الانفلونزا الحادة !!!!لقد أصبح العلاج بالكتب العصا السحرية في السنوات الاخيرة فالكتب الجيدة ليس محلها ان تبقي مكتظة  علي أرفف متوازية بل أن نبحث في جنبات صفحاتها عن أنفسنا فالقراءة تنمي لدينا مهارات عدة  وتثقل خبراتنا بأرث القدماء وتجارب المعاصرين وخيال المفكرين مما يمكننا من قراءة حياتنا والتخطيط لمستقبلنا بشكل أفضل فضلا عن أنها تبعث في الانسان قدرة علي التحليل و الفهم لعواطف ومشاعر وسلوكيات الاخرين كما أن القراءة هي الوسيلة الفعالة للخروج من دائرة التوتر التي تقف كسبب خلف كل مرض فليس هناك ما يعدل تمضية الوقت مع خير جليس في الزمان . 

د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف