الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مستقبل الشرق الأوسط بقلم: سائد حامد ابوعيطة

تاريخ النشر : 2019-08-03
مستقبل الشرق الأوسط  بقلم: سائد حامد ابوعيطة
بقلم سائد حامد حسن ابوعيطة

مستقبل الشرق الأوسط و طرح إسرائيل كبديل قوي لسد الفراغ السياسي الأمريكي في المنطقة .

هل تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن سياستها في الشرق الأوسط ؟؟؟

و للإجابة على هذا التساؤل يجب تحليل بعض الأحداث على المستوي العالمي و الشرق أوسطي على حداً سواء .


لابد هنا أن نُشِير الى الأسباب الحقيقة في تراجع مستوى العمل السياسي الأمريكي و تخلى الإدارة الأمريكية عن بعض سياساتها تجاه الشرق الأوسط .

إن التراجع الإقتصادي الأمريكي الذي أصبح في السنوات الأخيرة واضحاً بنسبة تقل عن سابقاتها من مجموع الناتج المحلي العالمي أمام قوة الصين الإقتصادية التي تزداد نسبة إنتاجها الإقتصادي بسرعة كبيرة ، أصبح يُشكل تحدياً كبيراً يُثير
قلق و مخاوف الأمريكيين .

كما أن من أسباب التراجع الأمريكي في الشرق الإنشغال الأمريكي بالصِدامات مع الصين في بحر الصين الجنوبي و التحالفات السياسية الصينية الجديدة .

أيضاً انشغال الأمريكيين بخطر كوريا الشمالية و الذي أجبر الرئيس Trump عقد لقاءات مباشرة مع الزعيم الكوري Kim Jong-un الذي بدوره يلوح بتجاربه الصاروخية النووية و البالستية و يملك برنامج نووي متكامل ، يعرض من خلاله
القوة العسكرية من ناحية و رسائل للتهديد من ناحية اُخرى ، مما أجبر Trump على إتباع سياسة التفاوض بعقد لقاء تاريخي للمصالحة مع كوريا الشمالية في 12 يونيو من عام 2018 ،
و يعتبر ذلك تحول تاريخياً في العلاقات مع كوريا الشمالية بزيارة أول رئيس أمريكي لكوريا الشمالية منذ توقيع الهدنة عام 1953 م .

و لا يعني بالضرورة أن هذا تنازل أمريكي ، و لكنها السياسة بكل الأحوال تتطلب الليونة للحصول على المكاسب .

كذلك القوة الروسية في الصناعات العسكرية ، فقد طرحت روسيا نفسها كمنافس قوي في السوق العالمية للأسلحة ، و كذلك تدخلاتها الجديدة في سوريا ، و علاقاتها مع تركيا و إيران و تحالفاتها الجديدة ، يظهر ذلك بوضوح من خلال الدعم الروسي
للسياسة الإيرانية في سوريا و اليمن و مناطق اخري .

أيضاً لابد من الإشارة الى أن الحجم الضخم للتكاليف المادية لتنفيذ السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط و الذي يقابله تراجع إقتصادي أمريكي كان سبباً هاماً لتخلي الإدارة الأمريكية عن تنفيذ بعض سياساتها و تدخلاتها في الشرق المتوسط .

فالأموال التي يدفعها الأمريكيين في الشرق للقواعد الأمريكية و الأساطيل البحرية و المطارات العسكرية و الضربات الجوية ... الخ ، أصبحت ذات تكلفة عالية تجعل الأمريكيين يفكرون في تخفيف حجم النفقات لتنفيذ تلك السياسات ،في ظل التراجع الإقتصادي الأمريكي ، و يظهر ذلك أيضا واضحاً في وقف إمدادات الوقود الأمريكي لطائرات التحالف العربي لقصف الحوثيين في اليمن .

كل هذه التحولات تثبت مدى حجم المخاوف الأمريكية ، و يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى سياسات جديدة في الشرق تجعلها تفكر بالإنسحاب من اللعبة السياسية في الشرق الأوسط ، لتهتم بقضايا جديدة في العالم قد تهدد الأمن القومي الأمريكي بشكل مباشر .

قضايا عالمية هي الأخطر على مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ، أمام سياسات جديدة تفرض نفسها على العالم لدول ( كالصين ، روسيا ، كوريا الشمالية ، اليابان ، ) ، أصبحت ذات شأن داخل المنظومة العالمية على المستوى السياسي والإقتصادي و العسكري .

و بالتالي كان لابد من توريث الشأن السياسي الأمريكي في الشرق الأوسط لإسرائيل كحل لسد الفراغ السياسي في المنطقة و التعويض عن الإنشغال الأمريكي بالقضايا العالمية الجديدة ، و هو الأقرب للعمل السياسي بالوكالة أو النيابة عن الامريكيين ، و هو كما يبدو بمثابة موافقة غير علنية يتبناها البيت الأبيض
لتتولى إسرائيل المهام السياسية الجديدة .

فراغ سياسي ناتج عن مجموع التحولات السياسية ، تستغله إسرائيل جيداً ، و تطرح نفسها بديلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ، وفق مبدأ جديد هو التوريث السياسي ، ( قيادة العمل السياسي بالنيابة ) ، لسد الفجوة السياسية بعد تخلى الأمريكيين عن معظم سياساتهم في الشرق ،
و يظهر ذلك مؤخراً في السياسة الإسرائيلية التي تبناها رئيس الوزراء نتنياهو و التي تبدأ بجولات التطبيع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي بتمثيل رسمي حكومي أو تمثيل غير حكومي ، في مجالات عدة :
( الرياضة ، الثقافة ، التكنولوجيا ، التبادل المعلوماتي ، و التعاون في مختلف المجالات خصوصا التعاون الأمني ضد الإرهاب )
و الزيارات للبحرين و عُمان و المشاركات الرياضية في قطر و أعلان إسرائيل بشكل شبه رسمي عن عقد تحالفات خليجية و عربية جديدة .
لقد هرول العرب و الخليج الى التطبيع لسد الفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة الأمريكية ، و الذي كان واضحاً بتخلي الولايات المتحدة عن التدخل الفعلي في سوريا و تحديد لحجم الضربة الجوية في داخل الأراضي السورية ، و عدم توجيه ضربة
لإيران بسب إسقاط الطائرة الأمريكية من طراز“MQ-4C” مؤخراً بإختلاق Trump الأعذار بوقف الضربة الجوية بعد الإعلان عن القيام بها .

أيضاً عدم التدخل الأمريكي بما يجري على الجبهة اليمنية و هو لا يتعدى حدود الإدانة بوصفه بالوضع الإنساني الكارثي ،
و يظهر ذلك واضحاً بتصويت الكونغرس على وقف مشاركة القوات الأمريكية في الأعمال العدائية بحرب اليمن في 4 أبريل/نيسان 2019 و فوّض الأمريكيين غيرهم لقيادة الحرب في اليمن كحرب بالوكالة تخوضها السعودية و دول خليجية اُخرى ،
أثبت فعلياً التغيرات في سياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة .

إن إيران هي العدو الأول للأمريكيين أو إنها المنافس في الشرق الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية إن صح التعبير ، فهي تثير المخاوف و القلق للأمريكيين مهددة بضرب مصالحهم في المنطقة من جهة ، و تثير المخاوف و القلق لدول الخليج و دول
عربيه من جهة اخري ، و ظهر ذلك في التدخلات الإيرانية في المنطقة الذي وصل الى معارك إيرانية بالوكالة في سوريا أو في اليمن أو في العراق ، وما يحدث مؤخراً في مياه خليج فارس و المياه الدولية و الإقليمية من صدامات دوليه مع إيران باحتجاز سفن و إسقاط طائرات و تهديدات إعلامية متبادلة من جميع
الأطراف الدولية و أطراف المصالح المشتركة من دول الخليج العربي و المتحالفة بدورها مع الولايات المتحدة الأمريكية .

ان سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المتقلبة مؤخراً أثارت المخاوف الخليجية في المنطقة من الشبح الفارسي الإيراني كما سببت أزمات جديدة و ظهر ذلك بتصريحات Trump ( المال مقابل الأمن ) ، ( الابتزاز السياسي ) و الذي كان مرفوضا من دول عربية و دول خليجية كالسعودية و قطر و الإمارات ، و
تحت الضغط الأمريكي و التخلي عن العرب و الخليج هرولت دول المنطقة الى التطبيع مع اسرائيل و إقامة التحالفات مع إسرائيل كبديل و خيار أوحد وفقاً للقول القائل ( مكرهاً أخاك لا بطل ) .

إن السياسة المزدوجة الجديدة للأمريكيين بين الترغيب و الترهيب إستطاعت تقريب المصالح و وجهات النظر بين الإسرائيليين و العرب ضد عدو واحد مشترك يهدد أمن
المنطقة و بحسب رؤية جميع الاطراف .

و كل ما سبق من تحولات في السياسات العامة في الشرق الأوسط جعل الأمريكيين يبحثون عن بديلاً لتنفيذ سياستهم في الشرق بأقل تكلفة و أقل خسائر ، و الشريك الدائم و البديل الوحيد هو إسرائيل و التي بدورها دعمت سياسة التطبيع الجديدة
مع العرب و طرحت نفسها المدافع الوحيد للمخاوف العربية من إيران شبح الخليج العربي ، و من خلال إستغلال الفلسطينيين كان لا بد أن تمرر إسرائيل سياستها الجديدة في الشرق باستخدامهم كجسر للعبور ، و بدعم صفقه القرن و التسويق لها عربيا ، و التي بدورها تقدم الإغراءات المالية للعرب ، و رغم الرفض العربي الشكلي للصفقة إلا أن العرب قد شاركوا فيها سواء بالتمثيل بمستوى عالي أو مستوى منخفض .

كل ذلك على حساب الفلسطينيين ...

إن إسرائيل تربط بين سياستها الداخلية تجاه الفلسطينيين مع سياستها الخارجية تجاه العرب و العالم بما يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية و بطريقة أو بأخرى سوف يتم تنفيذ الأهداف المرجوة لإسرائيل .

ونستطيع تحليل ذلك بكسب إسرائيل الود العربي ، و التحالف مع العرب ضد عدوهم الحقيقي إيران ، و بنفس الوقت تُغيّر مسار القضية الفلسطينية ، و هي الأهم على الساحة الدولية و العربية .

إن التحالفات الإسرائيلية مع دول المنطقة ما زالت تسير على قدم و ساق دون توقف، و لكن القضية الفلسطينية ما زالت تشكل إحراجاً كبيرا للعرب في تعاملهم مع التحولات والتغيرات السياسة في الشرق الأوسط ..


مقال تحليلي شائك يميل الى الصواب أكثر من الخطأ و يمكن أن تحدث المفاجآت وفقا للتغيُرات و التحولات في السياسات الإقليمية و الدولية ، أو ما يجرى على الساحة الدولية من مستجدات ، بحسب وجهة نظري الخاصة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف