الأخبار
برنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيل
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نينا والذّئاب البشريّة (4)بقلم:مصباح(فوزي)رشيد

تاريخ النشر : 2019-08-03
نينا والذّئاب البشريّة (4)بقلم:مصباح(فوزي)رشيد
مصباح(فوزي)رشيد

***

غلبني الشعور بالوحدة ، فابتعدت قليلا عن باب العمارة وألقيت ظهري على الحائط ، أستعيد أنفاسي وما تبقّى لي من رباطة جأش ، ورحت أشغل نفسي بالمكان ومن في الرّصيف والطّريق ، بعدما تناءت التي كانت أُنسَا لي وبقيت وحدي بلا رفيق . 

انتظرت طويلا ، علّني أحصل على  إشارة من البنت أو يُؤذن لي بالدّخول ، حتّى نفذ الصّبر منّي ولم يعد بإمكاني تقبّل ما أنا فيه ، فلم أتمالك نفسي ، ورجعت إلى العمارة وقرعت الباب بشدّة ، فانفرج الباب قليلا و بدا لي شبح رجل ، ليس هو بالشيخ الكبير ولا بالشاب الصّغير، تأكّدت من خلال ملامح وجهه ، ومظهره المحترم الذي يدلّ على أن الرّجل مدلّل يعيش في بحبوحة ، وازداد يقيني حين طلب منّي دون تردّد أن أتبعه ، ولم يسألني حتّى  عن اسمي ولا عن سبب حضوري وقرع الباب بتلك الشدّة . أنّه "هو"، صاحبنا الذي قدمنا من أجله .

تبدو العمارة للنّاظر إليها من الخارج أنّها قابلة للسّكن ، وهي في الدّاخل لا تتوفّر على أدنى الشروط ،  الفنيّة والصحيّة . وأمّا عن السّلالم الخشبية المؤدّية إلى أعلى البناية فحدّث ولاحرج ، جد مهترئة ولم تعد  تتحمل المزيد ؛ كيف لشخص مثل " سي منير الشّهم " ، بتلك المواصفات التي ذكرتها ( نينا) ، أن يسكن في عمارة قديمة معرّضة للسّقوط ؟؟. خطر على بالي المثل الشّائع لدينا : " يا لَمْزَوَّقْ من بَرَّة واشْ حَوَالَكْ من داخل " .

لم نذهب إلى يمين أو شمال ولم صعد إلى أعلى ، فقد كان الرّجل حريصا على أن لا التفت إلى أيّة جهة ، وأدخلني في قبو ، أين وجدت نفسي في مكان شبه خالٍ إلاّ من البنت الحسناء ( نينا ) أو بعض المعدّات وآلات الألمنيوم ، تبيّن لي فيما بعد أنّ لصاحبنا علاقة بتجارة الألمنيوم ؛ أكاد أجزم للتو أن صديقنا  " القوّاد المحترف " ، يمارس تجارة " الرّقيق الأبيض " . 

هذا ما استخلصته على الأقل في تلك اللّحظة .   

تظاهرتْ ( نينا ) كأنّها لأوّل مرّة تحدّثه عنّي : "  أعرّفك بصديقي رشيد .. رشيد هذا هو سي منير اللّي قلتلك عليه " . 

رحبّ بي في بداية الأمر ، ثمّ أدخل يده في جيبه الدّاخلي وأخرج بطاقة زيارة تحمل الاسم والعنوان و نوعية الحرفة " نجارة الألومنيوم " ورقم الهاتف وقال لي بالفرنسيّة : " إذا كنت بحاجة إلى أي شيء ، فلا تتردّد في الاتصال بي على الرّقم المذكور " . 

أخذتها منه شاكرا أيّاه على حفاوة الاستقبال ، وعدت إلى مكاني أنتظر ما سيسفر عنه اللّقاء .

أمثال هؤلاء "  الكلاب " تجدهم في كل مكان ، وسطاء في بيع وشراء  الجنس بين الشريكين ؛ بائعات هوى الجنس و" المستذئبين " من الذين يشغلون مناصب حسّاسة في الدّولة ، وكل من يسير على خطاهم من إداريين وأساتذة يفتقدون إلى الأخلاق والضّمير... معظمهم  يستغلّون مناصبهم الحسّاسة ويمارسون أنواع التحرّش والإرهاصات لأجل تلبية غرائزهم الحيوانيّة . 

في المقابل يحصل هؤلاء " الكلاب " الوسطاء ، من أمثال " سي منير " وغيره ، من اسيادهم المستذئبين على خدمات و مشاريع ، حقيقيّة وأخرى وهمية ، يجنون منها أرباحا خياليّة . 

كم من عفيفة بنت أصول صعدت إلى الجامعة لتزاول تعليمها العالي طمعا في مستقبل أفضل ، أسقطوها دون إرادتها في شباك الهوى وممارسة الجنس  . 

ما ذنب ( نينا ) العفيفة الحسناء وأمثالها من الطالبات اللاّتي يعانين من أنواع التحرّش والإغراءات في صمت ، من قبل مسؤولين كبار ، وإداريين في مختلف القطاعات، و أساتذة ومعلّمين ... عبثوا بعذريّتهن وشرفهن وهن في عمر الزّهور . وأخريات خرجن يبحثن عن لقمة العيش فغدين في مستنقع الرّذيلة . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف