الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جيشي العائلي الصغير بقلم:م.باسل قس نصر الله

تاريخ النشر : 2019-08-03
جيشي العائلي الصغير بقلم المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي سورية

كل عائلة هي جيش في حد ذاته. ومجموع كل العوائل الصغيرة تشكل العائلة الكبيرة سورية.

أعود في ذاكرتي إلى يوم تأسيس جيشي الصغير، ويمر شريط الذكريات، كيف كنتم صغارا وتنفذون قرار أمكم - وأنا أنفذ معكم - وهي بمثابة قائدكم الأعلى.

كان الصباح وقت قاسي لكم، فصوت أمكم يعلو لكي تستيقظوا استعدادا للذهاب الى المدرسة.

كنتم تتسربون إلى الحمام فتغسلون أوجهكم والصوت يتابعكم بالأوامر ... "أغسل وجهك منيح" ... "أترك أختك لا تعذبها" ... "بسرعة ... لا تمشوا على بيض" إلى آخر الاسطوانة التي تلاحقكم بها.

وتأتي مرحلة اللباس التي تشرف عليها أمكم شخصيا، فمن البنطال إلى الكنزة التي يجب أن يخلع الرأس معها إلى الأحذية المصبوغة ورباطها إلى إلى إلى ... المهم، أن تكونوا أقمارا مرتبين بحقائبكم المدرسية الملونة ... وكنتم تذهبون كالعصافير الملونة الصغار بعد أن تخضعوا للتفتيش الأخير والانتباه إلى تمشيط الشعر.

وعند العودة تبدأ رحلة أخرى من تغسيل الايدي إلى الغذاء والدرس والصوت الملعلع... "اكتب جدول الضرب" ... "سمعيني واقرأي على مهل" ... "وين دفتر الوظائف" ... "ليش علامتك تسعة وليست عشرة؟ ياحيف تعبي".

وتمر الأيام حتى يأتي الصيف بعطلته، فكانت المسابح والسفر بالقطار إلى اللاذقية واللعب، وكنا نحن نقرر وانتم تنفذون.

اليوم كبرتم وأصبحتم تخططون للرحلات وتقولون وتجتمعون وكلام أمكم أصبح من نوع آخر ..."الله يحميكم" ... "حبيباتي" وغيرها.

أكتب ذلك الكلام وكل عائلة في سورية مارسته بشكل أو بآخر حتى كبر جيشها العائلي.

كل أم مارست ما مارسته زوجتي.

كل عائلة كانت تتابع أبناءها في صغرهم ومدرستهم وعطلهم.

كل عائلة فيها صور للأولاد بمراحل عمرية متنوعة.

كل هذه الصور تصنع مزهرية الوطن.

وكل الأبناء يشكلون الورود والزهور في هذه الجمهورية.

هل كان هؤلاء الاولاد يعرفون أن ضحكاتهم سيسرقها الزمن الأسود القادم على سورية؟

الكثير منهم سيتذكرون طفولتهم وشقاوتهم وضحكتهم.

سيتذكرون الوان الطباشير على الواح صفوفهم.

أصبحتم تعرفون أن الوطن هو أم أيضا.

كم رسمتم خارطة سورية بالوان الفراشات، وحدودها بقلوبكم الصغيرة.

هذه ال "سورية" التي يريد كل واحد أن يقضمها ... ذهبتم صغارا إلى المدارس لتتعلموا خريطتها الواحدة التي تجمعكم.

كلكم ينتمي إلى جيش عائلي صغير.

وكل الجيوش العائلية تشكل جيشنا الكبير.

ويجب أن نعرف أن الخريطة التي رسمناها بجيشونا العائلية الصغيرة ... سنحميها بجيشنا الكبير.

ولولا جيشنا الكبير لما كانت جيوشنا العائلية، ولا كانت أحلامكم، ولا مراجيحكم ولا طبشور مدارسكم.

اللهم اشهد اني بلغت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف