الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"ابن الجنّ" وقصص أخرى قصيرة جدّا بقلم: حسن سالمي

تاريخ النشر : 2019-08-03
"ابن الجنّ" وقصص أخرى قصيرة جدّا بقلم: حسن سالمي
     "ابن الجنّ " وقصص أخرى قصيرة جدّا

                            بقلم: حسن سالمي  

الزّوال

    السّراب يبني عرشه على الرّمل. والأرض شهباء عارية من الظلّ. كنّا -والجحيم يأكل الصّحراء-داخل خيمتنا الوحيدة نفترش الأديم، وقد اشتدّت علينا ريح سموم...

    بغتة نفرت إلينا ظبية منهكة، وقد تخلّت عن حذرها الغريزيّ. بجرمها الضّئيل وقفت بيننا تمسحنا بنظرات حزينة. همّ أحدنا بالانقضاض عليها، لكنّ أبي أوقفه بإشارة منه. اتّجهت وسط ذهولنا إلى القِربة المعلقّة وتشمّمت ما تحتها من ثرى، فلمّا قرّبنا إليها الماء نفرت إلى الخارج. بعد حين، عادت ومعها جديان كادا أن يحرضا عطشا... مساءً، كانت رائحة الشِّواء تطبق الآفاق...  

يمــــــامة  

    هكذا دأب الصّحراء، لا يبرد فيها الجحيم إلاّ إذا هزّها العجاج. من فرطه رقصت الواحة بما فيها فأسقطت بلحا وثمارا. ومن كلّ مكان تحرّكت ذرّات الرّمل في الفضاء، فالتقت على أمر قد قُدِر... كنت أعارك الرّيح، فما من جرفة تراب أروم بها سدّ الثّلامات في السّواقي إلاّ وأذرتها هبَاءً منثورًا، لقد فاض الماء ومسحاة واحدة لا تكفي لردّه...

    رقصت نخلة فسقط عشّ به أربعة فراخ فاغرة الأفواه. صررتها إليّ... فجأة دوّى على صدري انفجار مكتوم. في اللّحظة الموالية رأيتها تغالب الرّيح في كرِّها عليّ، فما إن بلغتني حتّى خفقت بجناحيها أمام وجهي وأصدرت زُواءً ملتاعا... تذكّرت أميّ فبكيت. 

ابن الجِنّ 

    مستحيل أن يكون من أمّة القطط. لا ندري من أين يأتي ولا إلى أين يذهب. كلّما ظهر إلّا وأذاقنا مرارة الهزيمة وخلّف فينا مزيدا من الغيظ. أسود، رشيق، لا تعجزه الشّواهق ولا الحواجز. يبرز مرّة واحدة كلّ ليلة، يتصفّح وجوهنا بعينه الواحدة في تحدّ سافر، يجمد كصنم، تخطئه أنعلتنا، لا يبالي بصراخنا. فجأة يقفز فيختطف خرنقا ويفرّ في طرفة عين...

تظاهرنا عليه بالحيل، فما أصبنا منه شيئا...

    ذات ليلة أفقنا على مواء ملأ الحوش. حينها كنّا نرقد على الرّمل تحت السّماء.. قريبا من أفرشتنا وجدناه يعارك حنشا غليظا، يناور ويلتفّ، وسريعا ما يسدّد ضربته القاتلة...


الأحقاف    

    حسبنا الربّيع سكن هذه الصّحراء فأحياها بعد موت. وخُيّل إلينا أنّ الأرض الجدباء الحزيزة ستخرج أثقالها فيعمّ الرّخاء. لكن ها هي السّنون تمرّ وأنا وجملي نشقّ هذه الفيافي بحثا عن الواحة المزعومة فلا نجدها. كلّما رأينا سوادا يممّنا نحوه حتّى إذا بلغناه وجدنا الخيبة عنده.. نفذ الزّاد أو كاد، وقذف بنا التّيه والتّجوال إلى الرّبع الخالي. إنّه عالم الأحقاف...

الجوع كافر، ونفسي تراودني بذبح الجمل. هو الآخر رأيته يأكل من حوِيَّــــتِه*، وقد باتت نظرته إليّ غريبة مريبة تنذر بالقتل...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الحويّة: شداد الجمل، تقابلها البردعة عند الحمار.

السّاكتون

    إذا أقبلت ليالي الصّيف، فررنا من حرّ بيوتنا إلى خارجها. ندسّ أرجلنا في الرّمل ونركب مراكب الكلام إلى الشّرق والغرب. ولا بدّ أن ترتفع ضحكة هنا وصرخة هناك، أو تنشب معركة ما بين طفلين فيتّسع مداها إلى الكبار.

    هبّ النّسيم عليلا وهم يتّكئون على أذرعهم في التّراب. من أحجار قريبة نفرت إليهم تشقّ الرّمل سريعة نشيطة. غرست شوكتها في الأوّل، كتم صرخته وتركها تمرّ إلى الذي يليه. لدغت الثّاني فكتم صرخته و...

بعد ساعة، كان السُّم يجري في دماء الجميع...
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف