
نحن نحيا بحياة تنقصها حياة حين يرحلون
بقلم جنان زيدان
هؤلاء من سرق الموت منهم أحبائهم يدركون جيداً معنى العيش في حياة ناقصة. تختلف التجارب بين شخص وآخر وتختلف طريقة التعامل مع الخسارة، لكن الموت وحده لا يختلف، يبقى مؤلمًا يبقى موجعاً حتى لو توقعنّاه. فمن يخطفه الموت منّا لن يعود هذه حقيقة، لكن الحقيقة الأمرّ ان من يشارك في حفلة الوداع يرحل ولا يعود كما كان من قبل.
عندما يموت شخص ما غالبا ما نستخدم كلمة "خطفه الموت منّا" او "سرقه الموت منّا". وكأننا نتهّم الموت بعمل ليس من حقه، فمحبتنا وتعلّقنا الشديد بالشخص يعطينا إحساس بتملّكه مما يدفعنا إلى عدم تقبّل الخسارة. عندما ننجرف مع العاطفة نرفض فكرة رحيلهم وعندما نعود الى صوابنا ونتقبّل الفكرة الموجعة نقول" الموت حق والإنسان من التراب الى التراب يعود."
بين تقبّل خسارتهم ورفض الواقع الأليم من بعدهم هناك رحلة تبدأ ولا تنتهي. هناك رحلة تبدأ بضياع الروح داخل الجسد وكأنها تنازع وتتخبط بداخلنا للّحاق بهم، وعندما يتجسّد وجع أرواحنا بصمت طويل تكون أجسادنا قد أرهقها الرحيل ، كل شيء متعب حتى انفاسنا تخرج وكأنها لا تريد العودة من جديد.
تلك الأماكن التي تحولت الى فراغ موحش من بعدهم ، لا شيء يُعيد الدفء إليها احتلّها الجليد. اصواتهم التي كانت تضخّ الغبطة والسعادة الى قلوبنا تتحول الى صمت يهزّ الوجدان ، حاضرون هم، لكن لا نقوى على لمسهم، نشعر بهم في خبايا الروح ولا نقوى على احتضانهم، ذلك الصمت المدوي الذي يعجّ بصراخ ...الوحدة ودموع الفقد إن حكى لأبكى الحجر
تستمر الحياة، نعم تستمر ونستعيد ابتسامتنا ونعود الى حياتنا المعتادة ولو ناقصة لكن نعود. لكن يبقى جزء منّا مفقود، جزء لا نريد ان نبحث عنه لأننا لن نجده وان وجدناه فلن نعود. الإيمان هو الخطوة الأولى والوحيدة التي توصلنا الى نقطة القوة لتقبّل فكرة رحيلهم ثم بعد ذلك التصالح من أنفسنا ومع فكرة الموت وعدم الخوف منه هو الخطوة الثانية للاستمرار في الحياة بعد ان يسرقهم الموت.
تستمر الحياة ويستمرّون معنا في الخيال اينما ذهبنا، نبتسم ان ذكرناهم والله يعلم ما خلف تلك الابتسامة من اوجاع لكن علينا التحلّي بالقوة والصبر على فراقهم.
الموت حق، لكن حين يمرّ على من نحب يخطفهم ويسرق سعادتنا، يسرق اجمل ايام تشاركناها معهم
برمشة عين يرمي بِنَا من أعالي السعادة الى حضيض الحزن . نستمرّ في الحياة مع ندب كبير وموجع لا شيء يخفيه.
أحياناً اتساءل من منّا الأناني نحن؟ ام هو؟
حتى الآن لم اجد اجابة سوى إنّا الى الله راجعون
نحن نحيا بحياة تنقصها حياة حين يرحلون، وحين يحملونهم بعيدا عنّا الى مثواهم الأخير تلك الروح تموت ألف مرّة وقطعة من قلوبنا ترحل الى الأبد... تغيب
بقلم جنان زيدان
هؤلاء من سرق الموت منهم أحبائهم يدركون جيداً معنى العيش في حياة ناقصة. تختلف التجارب بين شخص وآخر وتختلف طريقة التعامل مع الخسارة، لكن الموت وحده لا يختلف، يبقى مؤلمًا يبقى موجعاً حتى لو توقعنّاه. فمن يخطفه الموت منّا لن يعود هذه حقيقة، لكن الحقيقة الأمرّ ان من يشارك في حفلة الوداع يرحل ولا يعود كما كان من قبل.
عندما يموت شخص ما غالبا ما نستخدم كلمة "خطفه الموت منّا" او "سرقه الموت منّا". وكأننا نتهّم الموت بعمل ليس من حقه، فمحبتنا وتعلّقنا الشديد بالشخص يعطينا إحساس بتملّكه مما يدفعنا إلى عدم تقبّل الخسارة. عندما ننجرف مع العاطفة نرفض فكرة رحيلهم وعندما نعود الى صوابنا ونتقبّل الفكرة الموجعة نقول" الموت حق والإنسان من التراب الى التراب يعود."
بين تقبّل خسارتهم ورفض الواقع الأليم من بعدهم هناك رحلة تبدأ ولا تنتهي. هناك رحلة تبدأ بضياع الروح داخل الجسد وكأنها تنازع وتتخبط بداخلنا للّحاق بهم، وعندما يتجسّد وجع أرواحنا بصمت طويل تكون أجسادنا قد أرهقها الرحيل ، كل شيء متعب حتى انفاسنا تخرج وكأنها لا تريد العودة من جديد.
تلك الأماكن التي تحولت الى فراغ موحش من بعدهم ، لا شيء يُعيد الدفء إليها احتلّها الجليد. اصواتهم التي كانت تضخّ الغبطة والسعادة الى قلوبنا تتحول الى صمت يهزّ الوجدان ، حاضرون هم، لكن لا نقوى على لمسهم، نشعر بهم في خبايا الروح ولا نقوى على احتضانهم، ذلك الصمت المدوي الذي يعجّ بصراخ ...الوحدة ودموع الفقد إن حكى لأبكى الحجر
تستمر الحياة، نعم تستمر ونستعيد ابتسامتنا ونعود الى حياتنا المعتادة ولو ناقصة لكن نعود. لكن يبقى جزء منّا مفقود، جزء لا نريد ان نبحث عنه لأننا لن نجده وان وجدناه فلن نعود. الإيمان هو الخطوة الأولى والوحيدة التي توصلنا الى نقطة القوة لتقبّل فكرة رحيلهم ثم بعد ذلك التصالح من أنفسنا ومع فكرة الموت وعدم الخوف منه هو الخطوة الثانية للاستمرار في الحياة بعد ان يسرقهم الموت.
تستمر الحياة ويستمرّون معنا في الخيال اينما ذهبنا، نبتسم ان ذكرناهم والله يعلم ما خلف تلك الابتسامة من اوجاع لكن علينا التحلّي بالقوة والصبر على فراقهم.
الموت حق، لكن حين يمرّ على من نحب يخطفهم ويسرق سعادتنا، يسرق اجمل ايام تشاركناها معهم
برمشة عين يرمي بِنَا من أعالي السعادة الى حضيض الحزن . نستمرّ في الحياة مع ندب كبير وموجع لا شيء يخفيه.
أحياناً اتساءل من منّا الأناني نحن؟ ام هو؟
حتى الآن لم اجد اجابة سوى إنّا الى الله راجعون
نحن نحيا بحياة تنقصها حياة حين يرحلون، وحين يحملونهم بعيدا عنّا الى مثواهم الأخير تلك الروح تموت ألف مرّة وقطعة من قلوبنا ترحل الى الأبد... تغيب