
عصابات حاكمة
محمد مشهور
عادةً ما كنت اتساءل: ما الذي تسعى إليه كل هذه القوى الظلامية التي تحكمنا؟
لكن الجواب عن هذا السؤال يبدو الآن جليّاً لي جُلوّ الشمس؛ إن ما تسعى إليهلاالقوى الظلامية، هو تحويل كل هذه الموارد البشرية، وخاصةً الشباب منها - والذين ما زالت العزيمة تفيض في نفوسهم - إلى كتلة من الضعف يسيطر عليها البؤس والجهل والقنوط، لكي يتسنى لهذه القوى أن تتحكم في إرادة الشعوب وحرية الإنسان.
لكنني رغماً عن هذا الجواب المرير والقاسي على النفس، وبعد معايشتي لشريحة كبيرة من شباب اليمن الحُر، قوي الإرادة، والمملوء بالعزيمة العنيدة، أدركت، بل وآمنت بكل ما تحمله روحي من يقين غير مشوبٍ بِشَك، أننا سننفض عنا كل هذا
العجز والظلام، وستعي الأجيال القادمة أننا جيلٌ حوصر بكل عوامل اليأس والفشل، من ظلم وفقر وجوع وظلام وسلالية وعنصرية وتجهيل، ولكنه رغماً عن ذلك انتفض ساعياً لتحقيق ذاته نحو كل مرافئ الجمال. تعلم، وأحب، وكافح، وعمل على تنقية روحه من كل شوائب العصر وغبار الأيام القاسية، لكي يرسم ملامح غده الباسمة بيده حاملاً شعلة الأمل في روحه، غير عابئ بما تتشدّق به أفواه العصابات المقيتة والسُلاليّات البغيضة من وعيد وتخويف وتجهيلٍ وتجويع.
"أراعوا الندى وأخافوا الرحيق،
فأصبحتِ الأرضُ زنزانةً
والأماني رفيق!
وحين اصطفى الموتُ حُلمَ البلادِ،
وخيّمَ ليلُ التعصُّبِ والطائفيةِ
هبّ الرَّدى،
ثم أورقَ خوفٌ كثيف الملامح،
في كَفّهِ من غُبارِ الزمانِ
بقايا عُصورٍ
وفي رأسه ظلُّ كهفٍ سحيق!"
محمد مشهور
عادةً ما كنت اتساءل: ما الذي تسعى إليه كل هذه القوى الظلامية التي تحكمنا؟
لكن الجواب عن هذا السؤال يبدو الآن جليّاً لي جُلوّ الشمس؛ إن ما تسعى إليهلاالقوى الظلامية، هو تحويل كل هذه الموارد البشرية، وخاصةً الشباب منها - والذين ما زالت العزيمة تفيض في نفوسهم - إلى كتلة من الضعف يسيطر عليها البؤس والجهل والقنوط، لكي يتسنى لهذه القوى أن تتحكم في إرادة الشعوب وحرية الإنسان.
لكنني رغماً عن هذا الجواب المرير والقاسي على النفس، وبعد معايشتي لشريحة كبيرة من شباب اليمن الحُر، قوي الإرادة، والمملوء بالعزيمة العنيدة، أدركت، بل وآمنت بكل ما تحمله روحي من يقين غير مشوبٍ بِشَك، أننا سننفض عنا كل هذا
العجز والظلام، وستعي الأجيال القادمة أننا جيلٌ حوصر بكل عوامل اليأس والفشل، من ظلم وفقر وجوع وظلام وسلالية وعنصرية وتجهيل، ولكنه رغماً عن ذلك انتفض ساعياً لتحقيق ذاته نحو كل مرافئ الجمال. تعلم، وأحب، وكافح، وعمل على تنقية روحه من كل شوائب العصر وغبار الأيام القاسية، لكي يرسم ملامح غده الباسمة بيده حاملاً شعلة الأمل في روحه، غير عابئ بما تتشدّق به أفواه العصابات المقيتة والسُلاليّات البغيضة من وعيد وتخويف وتجهيلٍ وتجويع.
"أراعوا الندى وأخافوا الرحيق،
فأصبحتِ الأرضُ زنزانةً
والأماني رفيق!
وحين اصطفى الموتُ حُلمَ البلادِ،
وخيّمَ ليلُ التعصُّبِ والطائفيةِ
هبّ الرَّدى،
ثم أورقَ خوفٌ كثيف الملامح،
في كَفّهِ من غُبارِ الزمانِ
بقايا عُصورٍ
وفي رأسه ظلُّ كهفٍ سحيق!"