الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العلاقة بين الأدب والسينما بقلم:محمد نصار

تاريخ النشر : 2019-08-01
العلاقة بين الأدب والسينما  بقلم:محمد نصار
                        " العلاقة بين الأدب والسينما "

قبل يومين استضافني ملتقى الفيلم الفلسطيني في ندوة حول علاقة الأدب بالسينما، كان اللقاء مميزا بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بهذا الشأن، وتم خلال اللقاء، عرض محطات سريعة منذ نشأة السينما كفن غربي حديث وعلاقته بالأدب، خصوصا الرواية والمسرح وإن عرجت قليلا على الشعر لأوجه الشبه في الصورة والخيال والموسيقى وكيف تدرجت العلاقة التي بدت عدائية في أولها، خصوصا مع المسرح الذي كان يرى نجومه أنه أرقى وأعلى شأنا من هذا الفن الدخيل، ثم كيف تغير الأمر بعد مضي عقدين من الزمن تقريبا، حيث بدأ التحول في العلاقة التي وصلت فيما بعد إلى التعاون المشترك وربما سيطرة السينما بشكل واضح وكيف أن بعض الأعمال المسرحية، قد تم تحويلها إلى أفلام سينمائية ناجحة مثل "أغنية تحت المطر" وهاملت التي مثلت فيها الممثلة سارة برنارد بدور هاملت.

أما الرواية فكانت منذ البدايات على توافق تام مع السينما، حيث كانت أفضل الأعمال السينمائية العالمية والعربية، هي تلك التي اعتمدت في نهجها على روايات، بدءا من الاخوة الأعداء " الأخوة كارامازوف" لديستوفسكي ، مرورا ب "ذهب مع الريح " عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة مارغريت ميشيل ولوليتا للروسي نابكوف، ثم عربيا أغلب روايات نجيب محفوظ من الثلاثية وحتى زقاق المدق التي اعترض بشدة عليها كفيلم، حتى انه قال غاضبا ليست روايتي وفيلم الكيت كات المأخوذ عن رواية مالك الحزين لصنع الله ابراهيم ، ثم فلسطينيا أعمال غسان كنفاني ، رجال في الشمس وعائد إلى حيفا، ثم رواية إلياس خوري باب الشمس والخبز الحافي للمغربي محمد شكري.

بطبيعة الحال لم يقم العمل السينمائي بالتعامل الحرفي مع الرواية، كما هي في النص، وانما كان له دور في تحوير بعض الأشياء خدمة لأغراض فنية وربما ربحية أحيانا، باعتبار أن السينما صناعة وفن وبالتالي رأس مال موظف يسعى إلى الربح وهو ما عقب عليه نجيب محفوظ بالشكل الحاد الذي أشرت إليه آنفا وفي لقاء آخر قال إنه يتفهم حاجة السينما لإجراء بعض التغيرات ولكن مع الحفاظ على روح العمل وهو ذات الأمر، الذي جعل كاتبا كبيرا مثل محمد شكري  يصر وبتعنت، على أن يكتب شخصيا سيناريو روايته الخبز الحافي وأن تنفذ بذات الدقة التي أراد وحصل ما أراده بالفعل.

وقد حصل في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس، أن قام المخرج المصري توفيق صالح بتغير نهاية الفيلم، ففي الرواية يصرخ أبو الخيرزان قائلا: لماذا لم تدقوا جدران الخزان، أما في الفيلم فقد جعلهم يدقون جدران الخزان ولكن لم يسمعهم أحد.

إلا أن هذه العلاقة التي ترعرعت منذ البدايات بين السينما والادب وتحديدا الرواية ما قدر لها أن تعيش طويلا، فمنذ أن بدأت السينما الأمريكية في العمل على أفلام الأكشن والخيال العلمي، بكل ما لديها من إمكانات وتأثير ، حتى بدأ هذا النمط في الانتشار وخلق ساحة جماهيرية عريضة، شجعت كبار المنتجين إلى السعي نحو الربح السريع، بعيدا عن تعقيدات العمل على الرواية، بما تحتاجه من إمكانات تنفيذية أكبر وفي نفس الوقت بدأ اعتماد الفكرة، أي أن تكتب فكرة حول موضوع ما ومن ثم تحويلها إلى سيناريو ، أو في افضل الحالات أخذ فكرة عن رواية ما والبناء عليها بدلا من أخذ الرواية كاملة.

أما فلسطينيا فقليلة هي الأعمال التي اعتمدت على روايات مكتوبة، منها ما ذكرت لغسان كنفاني وباب الشمس لإلياس خوري اللبناني الجنسية الفلسطيني الهوى ونزيف القلب لكاتب هذه السطور عن روايته صرخات، مع أن لدينا العديد من الأفلام الجميلة والتي فازت بجوائز عالمية مثل " عرس الجليل"، "يد إلهية" وغيرها من الأعمال.

هل شكلت السينما رافعة للأدب والعكس؟

نعم فلقد استطاعت السينما المساهمة بشكل لافت، في نشر العديد من الأعمال الروائية العالمية والعربية على نحو واسع، بحكم قدرتها الفائقة في الوصول إلى أوسع شريعة مجتمعية، وتقديم الأعمال لها بأقل جهد ممكن، بدءا بالمتعلم والمثقف مرورا بالأمي الذي لا يجيد القراءة وفي نفس الوقت قدمت الرواية للسينما أعمالا روائية، ساهمت بشكل كبير في انجاح أعمالها ووصولها إلى اكبر شريحة ممكنة. 

أين الخلل في تدهور العلاقة بين الأدب والسينما؟

سؤال كبير لا أعتقد أن بإمكاني الإجابة عليه، لكني أطرح بعض النقاط التي قد يكون لها علاقة بالأمر، أولها العولمة الحاصلة وهذا الانفتاح التكنولوجي والمعرفي المهول وما ترك من أثر ثقافي على المجتمعات كافة.

السعي نحو الربح السريع وبالتالي العمل على ما قل الجهد والتكلفة فيه وكثر ربحه.

غياب الثقافة في مجتمعاتنا العربية بأهمية السينما، ما عدا القليل منها وهو ما خلق حالة من الركود أو الغياب، كما هو حاصل عندنا وبالتالي خلق جيلا بعيدا كل البعد عن هذه الثقافة من أصله.

ظهور النزعة الدينية بشكل لافت ونظرتها الرافضة لكل هذا الأمر جملة وتفصيلا، سواء للآداب أو السينما.

على كل حال ما قلته في الندوة هو جزء مما ورد هنا، لذلك رأيت أن أنشر الكلمة على هذا الشاكلة راجيا أن تكون الفائدة أعم وأوسع.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف