الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يائِسٌ أيَنتظِر بقلم: رنين خالد القاسم

تاريخ النشر : 2019-08-01
ما زلت أنتظر حدوث أمر ما ، أمر يتناول جرعات المستحيل بإستمرار ، ما زلت أنتظر حدوث أمر مروع كـ شخص يترجم حزني من ردة فعلي الشرسة أحياناً ، كـ شخص يترجم آحزاني المرتسمة داخل عيناي ، كم تمنيت حدوث هذا الأمر وكم طال إنتظاري وكم تمنيت لو أن ذاك الشخص يكون أحدٌ من عائلتي ،

أجل عائلتي ، التي لطالما تمنيت أن أشعر بدفئ وآمان العائلة معهم ، لكن كلا ، لم ولن أشعر بذلك ، تلك العائلة هي ذاتها التي تحاول جاهدة لـ تحطيم آمالي وأحلامي ، هي من تحاول بإستمرار تعكير صفو مزاجي ، تلك العائلة التي غرست أنيابها داخل قلبي وأحدثت فوضى الندوب داخلي ، تلك التي حرمتني الإقلاع عالياً في سماء خيالي ، هي العائلة التي جعلتني أشعر بإستمرار بقلقٍ دائم ،

أجل عائلتي أيها الأحمق ، عائلتي التي لا تنظر إلى داخلي كم هو مشوه ، لا تنظر إلى صحتي كم هي متهالكة ، هي ذاتها عائلتي التي تظن أن آلمي يحتاج إلى قرص من البنادول ، أو حبةٌ مِن الريابال ، هم يظنون أن مسحوق الريڤانين اللعين سوف يجعلني أهدئ ويجعل جميع أوجاعي تزول ،
"يما مش قادرة كليتي بتوجعني ، (روحي إشربي مي كتير شو أعملك) ، يما مش متحملة وجع بطني ورجلي ومفاصلي حاسة حالي بنهد (روحي هي في ريابال على الخزانة بعلبة الأدوية خدي حبتين إذا لقيتي) ، يما قلبي بوجعني بضل تيجيني نوبات والله مش نغزات يما ( شو أعملك معيش أحكمك) يما حاسة حالي بدي أعيط (روحي عيطي بغرفتك بعيد عني) ،

بعيداً عن جميع السيناريوهات المفبركة من أجل التمثيل والكتابة ، هذه هي حياتي مع أمي يا سادة ، هل تظنون أنني شارفت على الثامنة عشر من عمري هكذا دون أية تيارات كآبة ، دون حزنٍ يعوم حولي؟؟ ، لقد أحدثت تلك السنين داخلي فوضى الحواس ، لقد تآكلت حتى هُدمت ، لم تمد لي يدٌ واحدة حتى تنتشلني من هذا الخراب كله ، بقيت هكذا وحدي وسأبقى هكذا دائماً ،

آلم أقل لكِ سابقاً أيتها اللعينة التي تسمى أنا ، ألم أقل لكِ أنك سوف تبقي هكذا ، لن تجدي من يدخل إلى بحر السوداوية خاصتك لـ يبحر بكِ إلى بحر المرجان الجميل ذات الأمآل الكثيرة ،

لا بأس سوف أنتظر من يبحر بي ، سوف أنتظره بفارغ الصبر ، ألا يحق لي أن أحلم؟؟ ، ألا يحق لي أن أغوص بإحلامي الجميلة ،" رُبّ حُلمٍ خير مِن ألفِ واقعٍ مرير حمقائي ".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف