الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل لي بعناق بقلم: حنين سويبقي

تاريخ النشر : 2019-08-01
حنين سويبقي _"هل لي بعناق؟".

_"نعم؛ لكن بعدما أنهي كتابي أولا"

ساندًا رأسه على كتفيها، متأملًا بها منذ ساعات، يشاهد ملامحها التي تتغير عند كل صفحة من الكتاب التي تحمله في يدها، وعيناها الشاحبتان من كثرة السهر والحرمان من النوم بسبب هذا الكتاب المغفل.

تكرر كل سطر عشرات المرات، وتحلل كل كلمة وتفسر معناها، تقرأ كتابها وتقلب صفحاته بكل حنية كأنه ابنها الذي مضت على ولادته أسبوع.

_كفاكي قراءة من هذا الكتاب أشعر وكأنك عاشقة جديدة مهووسة ببطل الرواية.

هزت رأسها بلطف وقالت:

_لقد وقعت في حبه، انتهى الأمر.

أنزل رأسه كأنه جندي عاد من الحرب مهزوما، خائفا من حب زوجته لبطل الرواية؛ ليس بمتخلف لا يحب القراءة؛ لكنه بعاشق مجنون لها، يغار من حبها لأبطال الروايات أكثر منه.

حرك رأسه على كتفيها كأنه ولد صغير، يريد جذب انتباهها، لكنها لا تأبه به.

وأخيرا؛ لقد أنهت الرواية الملعونة، نظرت إليه نظرة عتاب مليئة بالحب، واضعة رأسها على رأسه هامسة له، أنت بطل روايتي لا تخف.

هز رأسه متمتما ها قد أنهت روايتها السخيفة، وتريد إغوائي بكلماتها اللطيفة.

أخذت الكتاب بين يديها قائلة:

_هاهو مولودنا الأول.

ابتسم ابتسامة حيرة:

_مولودنا الجديد؟

حركت رأسها كطفلة صغيرة سُألت: هل ترغبين بالحصول على دمية.

كانت قد جمعت كل الرسائل التي كان يكتبها قبل زواجهما، وردها على كل رسالة في كتاب لتخلد تلك اللحظات.

لم يصدق ما سمعته أذناه؛ فقد كان قلبه مشتعل بنيران الغيرة من بطل الرواية وأخبرته بذلك.

أمسك بآخر ورقة من الكتاب، وكتب:

-" أظن أنني بالغت كثيرا في غيرتي، فأغار من نفسي عليها، أحبها بشدة."

#حنين_سويبقي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف