الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا مسلمة بقلم: آيه مصطفى الغرايبه

تاريخ النشر : 2019-08-01
"أنا مسلمه محجبه ولن أتخلى عن هذا المبدأ"

هذا ما قلتهُ في المحكمه بعدما حكم القاضي عليَّ بسجن بتهمةٍ تكاد لا تذكر

مرحباً، أسمي هند، أعيشُ في أمريكا، من العراق ،

جئتُ إلى هنا بعد الدمار الشامل الذي سببتهُ الحربُ  لبلادي كحالِ أي بلد.

 عندما تركتُ بلادي متوجهةٍ إلى بلادِ الغرب مرتديةٍ نقابي على عبائتي السوداء قال لي أحدهم :

هل أنتِ بشعه إلى هذا الحد؟

نظرتُ إليه بستغراب وأجبته: ماذا

_لما ترتدي ذلكَ الخفاش الاسود على وجهك،

أخلعيه واستمتعي بالحياه.

لم أعرهُ أي أنتباه، وكأني لم أسمعه لكنها كانت المره الاولى التي أتعرض بها للعنصريه ولم تكن الأخيره.

رفضتُ لأكثرمن وظيفه لنفس السبب، ولكن وأخيرا قبلتُ في واحده.

كنتُ سعيده، كنت أظن أن مشكلتي قد حلت بعثوري على تلك الوضيفه.

أكتشفت فيما بعد أن مشكلتي قد بدأت، 

الأستهزاء والسخريه أقل كلمه كنتُ اسمعها هيا:

أنظر الى القناع الذي تضعه

لا تقتربي مني أخافُ من الاوجه المغطاه

يا باتمان

أنهيتُ عملي،وأسرعتُ بالذهاب إلي بيتي لعلي أجد بعضاً من الهدوء من ضجيج ذلك الشارع.

كان الطريق خالي نوعا ما، كنت سعيده، لا أحب أن أرى أحد. 

لكن سرعان ما التم حولي مجموعه من المراهقين ، وبدأ كل منهم بالاستهزاء.

قال أحدهم:

كنتُ أبحثُ عن قطعةٍ ملابس باللون الأسود في البارحه لكني لم أجد، الأن عرفت؛هذه المرأه استهلكت جميع اللون الأسود في السوق.

وبدأ بالضحك ، حاولتُ أن أخرجَ من الدائره التي وجدتُ نفسي محاطةً بها ،لكني لم أستطع .

لم يهمني ما يقولون من كلام سخيف على ملابسي، ولكني خفت على نفسي منهم.

ألا أن قاطع تفكيري أحدهم وهو يقول:

دعونا نزين ذلك اللون بلون ابيض واصفر،

وبدأ برمي البيض عليّ.

تجمتُ مكاني كنت خائفه ومرعوبه و متفاجأه بنفس الوقت.

أنتهى ذلك اليوم المرعب، لم أفعل شيء، سوى أني ذهبتُ ألى البيت، بدلت ثيابي وجلستُ على سريري أبكي ربما هذه المره الاولى التي ابكي فيها هكذا.

أتخذتُ قراري حزمتُ حقائبي، وأتجهتُ إلي النمسا، يقال أنها بلد الحريه ،ومن أكثر الدول التي تدعم حريات المرأه،

لعلي أجدُ ما يحويني، وأجد مساحتي الخاصه هناك.

وبلفعل وصلتُ الى النمسا،

 لم أجد أي صعوبه في إيجاد عمل


عشتُ ما يقارب الثلاث شهور في نعيمٍ حقيقي بالمقارنه مع الولايات الامريكيه، 

لكن جاء اليوم الذي غير حياتي، و قلبها راسا على عقب عندما أستيقضتُ على قرار حضر المنقبات من العمل، والشوارع ،والاماكن العامه،وأي منقبه يتم رصدها سوف تحال إلى القضاء.

وبالفعل أخذتني الشرطه عندما خرجت من منزلي..

وقفت أمام القاضي وقلت له:

"أنا مسلمه منقبه ولن أتخلى عن هذا المبدأ"

أسشاط القاضي غضبعاً وأحالوني إلى زنزانةٍ أنفراديه

بقيت فيها مده لا أعلم ليلي من نهاري.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف