الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مطر بقلم:ريم نصار

تاريخ النشر : 2019-08-01
في السادِسِ عشرْ مِن آذارْ وبالتحديدِ عِندَ السابعةِ إلاّخمسُ دقائقِ وبِأدقِ تفصيلٍ تحتَ وقعِ سُقوطِ المطَرِ الذيْ يحرّكُ في داخِلي هوَسَ الكتابةِ

لا أعلمُ إن كانتِ التفاصيلُ تغيّر مجرَى حياتِنا ف حبةُ المطرِ الواحدةِ تسقطُ من مئاتِ الأميالِ وعندَ استقرارِها وسكُونِ حركَتِها تكُونُ قدْ تجَمَعَت مع حبيباتٍ أخرى بأحجامٍ متفاوتةٍ

وكذلكَ التّراكُماتِ على إختِلافِ وقعِها لابدّ في يومٍ أن تشَكّل لحظاتٍ منَ التّعاسةِ كفيلةً بتشويهِ صفْو مزاجِكْ لذلكَ لنحرِصَ على أن نمسَحَ كلّ قطرةٍ بعنايةٍ وفيرةٍ

قد تكونُ السّماءُ إبتَهجَت بالرعدِ لتَتخلَصَ مِنْ حمولَتِها المفرِطةِ والثقلِ الكائنِ على ظهرِها رغمَ أن صوتَهُ زالَ مفزعاً لنسبةٍ لا بأسَ بها منّا

لماذا لا أكونُ الحبةَ المسْتقرةَ مِنَ المطرِ التي لا تؤذِي ولا تدبّ على قميصِ أحدِهِم وتشْعِرهْ بالبرودةِ أو ولربما سقَطَت على إحدَى أوجُهِ الرّواياتِ لِتُسببَ عيباً فيْ هامشِ إحدى صفحاتِها أو تلكَ الحبةِ التّي أفسدتْ ملوّنَ الشّفاهِ لسيدةٍ في أواسطِ الأربعيناتِ أو لرُبمَا أستقَرَت وسطَ تجاعيدِ وجهٍ كهلٍ يبيعُ الخبزَة لِ يُعيلَ خمسَ أفرادٍ

وها قَد أعلنَت حباتُ البَرَدِ إرتطامَها لتختلطَ مع أنسجةِ الترابِ وبلازما الشتاءِ لتشكِل خليطاً منَ الرّائحةِ التّي أدمِنُها ليست الوحدةُ بالشيءِ المزعجِ والخليةُ الخبيثَةُ

ولأن المطَر والبَرَدَ مِن ضلعٍ واحدٍ فلا بدّ أنْ يكونا زوجانِ لطيفانْ في أزقةِ الحاراتِ الباليةِ وفي السطوحِ العتيقةِ التي تكسوها ويعجُّ فيها الدفئُ والبساطَةُ وكأننا لانشعُرُ بهِمْ كما لو كانُو بشراً متطَفلينْ

فدرسٌ لكَ ألاّ تتخِذَ إلاّ من يحملُ عنكَ هماً فوقَ همّك الذّي يواسيكَ قبلَ أن يفكّر بكبريائِهْ فعليكَ أيضاً بالرِّضا ،فهل تعلَمْ ما هوَ الرّضا الصّريحُ والمتقَنُ !!

كأبٍ يرويْ قصّةَ قبْلِ النومِ لطفلِهِ المتوفيْ منذُ سبعةَ أعوامٍ وثلاثةَ شهُورٍ ،أو كالصّديق الذي لا زالَ يجهزُ لصديقهِ المُرثى عليهِ موكبَ التخرجِ لتخصصِ علمِ النّفسِ

والرّضا الأصعَبْ أن تفقِد الأمورَ جميعَها ولا زلتَ تمشيْ في الصبرِ وتتجرَعُ الفقْد وفي يدكَ قلمٌ يخطُّ وفي رأسكَ عقلٌ يسنِدُكْ فليمسّحِ اللهُ عنْ قلوبِنَا ويعِطينَا لمَن نستحق

#reem nasser
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف