الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أحببتك للمرة الألف بقلم:رفيقه سقا

تاريخ النشر : 2019-08-01
منذ ذاكَ اليوم الّذي اتخذتكَ نديماً في كونٍ أسميتهُ أنتَ، وسرتُ في دربِ هواكَ وحدي، لم أكترث لمرشدٍ ولا لمنادٍ، كنتُ تائهةً لا تريدُ سوى البقاءَ معكَ وإن كانَ درباً مجهولاً فقد شيّدتَ منارتي عندَ كل مفترق، ومضيتُ معكَ متيمةً تهتدي بكَ بدراً لظلمتها...

ضاقَ الكونُ الفسيحُ وخفتَ سناهُ، فانقطعَ النورُ رويداً رويداً وبتُ وحدي لا أعرفُ سبيلاً للرّجوعِ ولا أجدُ مرشداً لإكمال الطّريق، تركتني في صحراءِ الخذلان دون ماءٍ يروي قلبي الصّادي...

يا سيّدي أنا تلكَ الّتي كسرتْ أقفالَ قلبها بمطرقةِ حبّكَ وأسكنتكَ لحدَ فؤادها...
أنا تلكَ الّتي انتزعت أحداقَ عينيها وزرعتكَ مكانهم، ففقأتَهم بالعصيان والنكران...
أنا تلكَ الّتي تمسّكتْ بكَ بأصابعِ روحها فتهشّموا وهم ينعقدونَ بكَ وأنتَ تتسرّب من بينهم...

ما لي أراكَ الآن على أطلالي؟؟
ما لي أرى مكاتيبَ العودةِ تلقى على أعتابي!! ما لي أراكَ غارقاً في بحرِ صبابتي و يداكَ تطالبُ نجدتي!!!
ما لي أسمعُ أنينكَ وأنتَ تهذي هذيانَ المحمومِ تطلبُ قربي!!!
صدقني لم أعدْ أفقهُ قراءةَ حروفكَ ولا حتى ترجمتها، واللّه لقد بترتُ أصابعي إصبعاً إصبعاً كي لا يراودها شعور الرأفةِ فتنتشلكَ مجدداً، وكسرتُ عقاقيرَ الشّفاءِ وترياقَ الوصالِ ورسمتُ طريقي بإرادتي...

المعذرة يا سيّدي فإنّكَ بعد أن أضعتني لن تجدني فكفاكَ هرولةً وراءَ العدمِ، لتصحو من أحلامِ يقظتكَ فأنا لم أعدْ أحيا في كونكَ هاجرتُ منهُ بأطمار روحي وبحقائب أحشائي، إلى كون لا يستدلُّ إليهِ ضالٌّ مثلكَ....

رفيقه سقا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف