منكوبون قبل أن يولدوا......
هذا ليس قدر كتب عليه، بل هو حال استسلم له لأسباب شتى، هذا الاستسلام مرفوض ،بغيض ومقيت، مهما كانت تلك الأسباب حادة وعنيفه، لابد للإنسان أن ينتزع حريته من أعتى القوى المتسلطة عليه ،مثلما انتزع حريته من أساطيل وجيوش القوى الاستعمارية الكبرى،أما أن يفقد أهله حياتهم أمام أبواب المشافي، ويحرم أبناء بلده من التعليم وكافة الخدمات والاحتياجات الضرورية لحياتهم ويبقى مكتوب اليدين فهذا ليس من الغيرة والمروءة والثقافه والفن والإنسانية في شئ، خصوصا والمواطن يشاهد كيف تهدر الملايين من خيرات الوطن لإشباع غرائز وأهواء مصاصي دماء الشعوب، من أبناء البلد.الأمة العربية أمة منكوبه منذ عام 48 من القرن الماضي وإلى اليوم ،وفي كل يوم يمر ،تتشظى ماسيها ونكباتها أكثر، بشكل فظيع ومروع،وبالتالي المواطن العربي منكوب حتى قبل أن يولد، أمة دولها تتلاشى ،ومواردها تهدر ،وقواها وقدراتها تستنزف ،ومعها تهدر كرامة مواطنيها وأوطانهم،ترى أين ذهب أحفاد سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وعمر المختار وصلاح الدين؟ وأين أين أحفاد بلقيس والخنساء؟ أين ذهبت القيم العربية الكربمه؟ كيف وصل الحال بالعربي أن يشاهد شقيقه العربي يضام دون أن يزلزل الأرض تحت أقدام من مس كبريائه الذي عرف به وجرح كرامته ، كيف قبل بهذا الحال الذي تمضي فيه المرأة العربية كل حياتها خلف قضبان سجون ومعتقلات أعداء الأمة ،تلك المعتقلات والسجون المرعبة التي لا يتحملها الرجال فكيف بالنساء واطفالهن. في كل بيت عربي حريق يستعر، وفي كل مدينة عربية وساحة وشارع، ومن لا يتألم لهذا الحال بكل تأكيد هو فاقد لأهم سمات الإنسان فيه، وهو عار على أمته وبلده وعائلته مهما خلع عليه من عناوين وصفات، لاحظوا صاحب اغتصاب فلسطين ظهور موجات تتبعها موجات من الفنانين وإعداد لاتحصى من ألطامحين الى الشهرة مقابل التخلي عن مواقفهم الأصيلة التي تكسب المجد والشهرة والنجوميه الحق لهم،وحصل مثل ذلك حين تكرر اجتياح بيروت وبغداد ودمشق ،وكأن الحال العربي هو في أزهى أيامه ، وكان العرب هم من انتصروا على أعدائهم وليس العكس ، بينما نجد الفنان الغربي على الأقل يؤجل موعد حفلته حين يتعرض بلده وشعبه لحدث مغجع لا يقارن بنسبة بسيطه مما يحصل في عالمنا العربي، وإلى أن يحل علينا الزمن الذي يكون فيه المرء المناسب في المكان المتاسب، وكل من يحمل عنوانا في أمتنا يستحقه بكل جدارة واستحقاق، لتغيير واقعنا الأليم والمخجل هذا نحو الافضل،ستبقى الأوضاع في أمتنا تسير نحو الأسوء ، وسيبقى المواطن العربي منكوب حتى قبل ان يولد،اذ العنايه والاهتمام به تبدأ قبل ولادته ،وهذا حال لايقبل به المواطن العربي الكريم، ....عبد حامد