المملكة العربية السعودية البلدة الواقعة في الجنوب الغربي من قارة آسيا التي تشكل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية والتي تبلغ مساحتها ما يزيد عن مليوني كيلو متر مربع والبالغ عدد سكانها ما يقارب عشرين مليون نسمة . هذه البلدة التي ينضوي تحت جناحيها ما يوازي عشرة ملاين عامل أجنبي من جنسيات وديانات متعددة ومختلفة وفدوا إليها سعيا في طلب الرزق والذين لهم مساهمات في بناء المملكة لا ينكرها أهلها . ومن ضمنهم أبناء فلسطين البالغ عددهم حوالي (250,000) مئتي وخمسون ألف نسمة وهم حملة الوثائق المصرية أو من حملة جوازات السلطة الفلسطينية .والذين يعتبرون من فلسطيني الشتات والذين وجدوا من المملكة الحضن الدافء . والدليل على ذلك ما إختص به الفلسطينيون في المملكة من حسن الرعاية من المسؤلين التي هي أشبه بالرعاية الأبوية إبتداء من المؤسس الأول للملكة الملك عبد العزيز آل سعود حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان . إن ما يحظى به الفلسطينيون في المملكة واضح للعيان ولا أحسب بلدا يحتضن الفلسطينين يجد فيه الفلسطينيون من حسن الرعاية والمعاملة ما يلقاه الفلسطينيون المقيمون في المملكة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي . دافعي في ذلك القول المأثور " من لا يشكر الناس لا يشكر الله". والتي تلقى هذه الرعاية من الفلسطينين وتقديرهم لها أنهم اكثر الجاليات إنضباطا وحرصا على احترام العادات والتقاليد السعودية بما فيه المحافظة على الأنظمة المعمول بها في المملكة والتقيد بها . وقد أوضحت الأحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية السعودية أن الفلسطينين أقل الجاليات في إرتكاب المخالفات والجرائم على إختلاف أنواعها إضافة إلى الدور الفعال الذي قام به الفلسطينيون في مختلف المجالات سواء مجالات إقتصادية أو مهنية أو بنكية أو تعليمية أو عمرانية وحتى في مجال النفط حيث يذكر أن أول وزير للنفط في المملكة وهو معالي الشيخ (عبد الله الطريقي) يرحمه الله - طلب من مجلس الوزراء السعودي منح الفلسطينين العاملين في حقل البترول الجنسية السعودية لما لمسه منهم من نشاط وجدية في العمل وقد كان له ما أراد حيث منحت الجنسية لأفراد منهم أذكر البعض مثل ( حرزالله والناظر وشما) وغيرهم غاب عني حال كتابة هذه السطور بقية الأسماء . إن مآثر المملكة ويدها البيضاء في دعم القضية الفلسطينية لا يمكن حصرها في هذه المقالة والتي من مآثرها يتجلى الدور الذي لعبته في حرب فلسطين عام 1948م . حيث كان لها دورا في الدفاع عن الأرض الفلسطينية فعلى أرض فلسطين كان أول الشهداء من المملكة ( المري) وآخرهم ( أحمد عطية الزهراني) إن الفلسطينين لم ينسوا هؤلاء الشهداء فالنصب االتذكاري المقام لهم في غزة شاهد على ذلك . أما الدعم المالي والمعنوي فإن الحديث عته يطول . وما كان يتمناه الملك فيصل - رحمه الله - من الصلاة في المسجد الأقصى ما زال في ذاكرة الأنسان الفلسطيني والتي كانت هذه الأمنية من أسباب إستشهاده. وهذه قصة لها حديث آخر . إن أبناء فلسطين على مختلف أطيافهم سواء داخل المملكة أو خارجها يقدرون الدور الذي تلعبه المملكة من أجل نصرة قضيتهم والتي تعتبرها المملكة قضيتها الأولى وأبناء فلسطين في المملكة دائما تلهج ألسنتهم بالشكر والثناء على حسن ضيافة المملكة لهم وحسن المساعدة لهم هذه المساعدة التي تملاء عين الشمس في مختلف الأصعدة التعليمية والصحية والأقامة الآمنة والتسهيلات في العمل والذي يتطلع الفلسطينيون ويأملون من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده مراعاة لظروفهم تخفيض رسوم الأقامة لأن الفلسطيني في هذه البلاد لديه إحساس بأنه واحد من أبناء المملكة . كيف لا وثلثي الفلسطينين المقيمين في المملكة من مواليد هذه البلاد .إن أبناء فلسطين في المملكة وخارجها يتطلعون إلى اليوم الذي تنقشع فيه سحب الأحتلال عن سماء فلسطين وتعود فلسطين من بحرها إلى نهرها محررة من رجس الأحتلال الأسرائيلي لترد الجميل إلى هذا البلد المعطاء ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا وما ذلك على الله بعزيز.
الستشار القانوني / محمود مصطفى أبو شرخ
الستشار القانوني / محمود مصطفى أبو شرخ