الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاث سنوات تكفي بقلم:خالد صادق

تاريخ النشر : 2019-07-31
ثلاث سنوات تكفي بقلم:خالد صادق
ثلاث سنوات تكفي
خالد صادق
لأنه الجيش الذي لا يقهر, ولأنه الأكثر أخلاقية في العالم, ولأنه القوة الرابعة العسكرية على مستوى العالم, فقد اهتز هذا الكيان المسخ المسمى "إسرائيل" من حجر الطفل الفلسطيني محمد ربيع عليان ابن الثلاث سنوات, وابن بلدة العيسوية شرق القدس المحتلة, الذي ألقاه باتجاه دورية عسكرية صهيونية, شرطة الاحتلال أرسلت بلاغ استدعاء للطفل محمد للتحقيق معه, وعندما آثار هذا الفعل حالة من السخرية والتهكم في أوساط الفلسطينيين, وبدأت الصحافة العالمية تتنبه له, قررت الشرطة الصهيونية استدعاء والده, والتحقيق معه من ثم أخلت سبيله مع التهديد باعتقال طفله محمد في حال كرر جريمته "إلقاء الحجارة", والد الطفل قال متهكما شعرت ان ابني هو المطلوب رقم واحد "دولة الاحتلال" وقد حذرني المحقق من لعب ابني في الشارع, والمشاركة في إلقاء الحجارة تجاه دوريات الاحتلال, رغم ان ابني في الأصل ما فهم شو اللي صار.

هل تصدق ان ثلاث سنوات تكفي "إسرائيل" لكي يتم استدعاء طفل للتحقيق معه, طيب كيف كان الطفل بده يفهم للمحقق "الجحش" أكرمكم الله اللي قاعد أمامه, وكيف كان ممكن يجيب عن السؤال وهو لساته ما بيجيد التحدث, ومخارج الحروف عنده لا زالت غير سليمة, وهل كان المحقق سيستخدم أسلوب التعذيب مثلا لإجبار محمد على الاعتراف بإلقاء الحجارة, وأي نوع من التعذيب سيستخدمه, التعذيب الجسدي, أم النفسي, أم العزل الانفرادي والشبح والحرمان من النوم, طيب محمد بينام في حضن أمه على أنشودة فرقة اليرموك اللي مطلعها " يا محمد يا زر الورد ياللي دوبك خمس سنين احكيلي كيف خوفت الجيش قصدي جيش المحتلين", طيب إحنا أولادنا لما بيسافروا على المعابر أو الحواجز العسكرية, بمجرد ما بيشوف جيش بيرفع أصبعه على هيئة مسدس وبيصير يطخ عليهم, هذه ثقافة لدى أطفالنا ما بيتخلوا عنها لا بحبس ولا باستدعاء بس مين يفهم.

محمد ابن الثلاث سنوات ممنوع يلعب في الشارع علشان ما يطخ على الجيش, وشرطة الاحتلال هددت والد الطفل محمد بتحويل طفله إلى "الشؤون الاجتماعية" في بلدية الاحتلال إذا كرر ضرب الحجارة, وهذا يأتي في إطار حملة الاعتقالات المسعورة التي يشنها الجيش الصهيوني على سكان بلدة العيسوية, والتي طالت 120 مقدسيا خلال الأيام الأخيرة, محمد خرج في معية أهالي العيسوية للتواجد أمام مركز شرطة شارع صلاح الدين، بعد استدعائه مع والده للتحقيق، بحجة, وقد بدت عليه علامات الخوف والبكاء وتمسك بأفراد أسرته خوفا من اعتقاله, وكان عدد كبير من عناصر الشرطة الصهيونية يتمركزون في المنطقة للتصدى للفلسطينيين الذين جاؤوا برفقة محمد بدعوة من لجنة المتابعة في البلدة, والتي دعت وسائل الإعلام المختلفة لتعرية الاحتلال وفضحه لملاحقته أطفال المدينة القصر, والكشف عن جبنه واختراقه لكل القوانين الإنسانية والدولية.

بلدة العيسوية تتعرض منذ أكثر من أربعين يومًا لانتهاكات واعتداءات إسرائيلية متواصلة, يتخللها مداهمات واعتقالات، وعمليات تنكيل بالشبان في شوارع البلدة، بالإضافة إلى نصب الحواجز العسكرية، وتوزيع أوامر الهدم على السكان، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال على المواطنين المقدسيين, والتي تهدف إلى تهجيرهم من مناطق سكناهم, وتهويد القدس وطمس كل معالمها العربية والإسلامية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف