الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تشوهت مُخيلتي بقلم : رنين خالد محمد القاسم

تاريخ النشر : 2019-07-31
بدا الأمر وكأن آحدهم قد مزق قلبي وبدأ بـِ سكب عُصارة الليمون فـِ داخله ،
إنتشلني آيها الموت من هُنا ،
إجعل السرطان اللعين يآخد حيزاً مِن جسدي ويمزق داخلي يوماً بعد يوم ،  لا تنظر إلي هَكَذَا ، آنا آعي تماماً ما آقول ، لم يعد الأمر يشكل فارقاً لدي،  لذلك ، خُذ ما تبقى مِن آشلائي آيها الموت ، لم تعد لـِ الرُّوح روحاً لأستمر فـِ العَيْش ،  العَيْش؟.. هل هي كلمةً تنبض بالحياة ؟.. يا للهول ، آنا ميتة منذ وقتٍ طويل ، لم يعد لتلك الكلمة مكان ، حتى على طرفِ لساني ،
حسناً حسناً ، لنعود إلى آدراجنا في الحديث ،
يقولون عنك رحمة آيها الموت، هل آنت كذلك ، لقد آخذت مِني آغلى ما آملك مِن آناس ، آنا لا آراك رحمةً آبداً ،
لكن ، لإجرب حظي وآذهب معك الليلة ، لا يجب علي آن آحكم عليك مِن كلام الجميع ومِن الظاهر الذي آراه ،
يجب آن اتعمقك ، يجب آنا آدخل في ظلمتك لأرى هل مِن نورٍ مخفي داخلك ، لربما هذا النور هو "الرحمة" ،
آنا لا آرى النور في هذه الحياة مُنذ سنين ، جميع الأشياء مِن حولي ظلمةٌ عاكِفةٌ ، وهذا يروق لـي آيها الأحمق ،
تباً لقد نعتُك بـالأحمق للتو ، آعتذر ، لعل وعسى تريني الجانب الجميل مِنك إن قدمتُ لك آسفي ،
حسناً ، الأن ، آنا مستعدة ، لأترك تلك اللعنة التي تسمى بالحياة ، وآذهب معك آيها الموت ، إني آمد لك يدي ، هيا إسحب تلك الروح التي تحييني مِن الداخل ، ثوانٍ معدودة ، سأفتح فمي لـِتخرج ، ها هي تقترب ، إنني آشعر بهآ تخرج ، لا آستطيع الصراخ ، لا آستطيع القول لِمن حولي بِماذا آشعر عند خروجها ، لا يهم سيأتي يوم ويجربون الأمر بأنفسهم ،
لقد خرجت ، تخشب جسدي ، آصبح مِثل الجليد في منطقة مهجورة ، إنهم يُغسلونني ، ها آنا الأن آشعر بالدفئ قليلاً مع ذلك الغطاء الأبيض الذي إلتف على جسدي مِن قبل آيدي إمرأة لا آعرفها ، ترى جسدي لأول مرة ،
إنهم يصلون علي ، ما آجمل هذا الشيء ، لطالما ظننت آن الموت سوء يصابُ به المرء ،
ها هم الأن ينقلونني إلى المِقبرة ، التراب يغطيني شيئاً فشيئاً يا للهول ، هذا جُزءٌ مخيف ، لا آستطيع العودة الأن ، لا آستطيع الإختباء داخل حُضن أُمي ، وضعو الشاهد ، إنهم يذهبون ، إلى آين ، توقفوا ، لم آعد آريد رفقة الموت ، خذوني معكم ، لا تتركوني ، لا زلت في الثامنة عشر مِن عُمري ، لا يجب آن آبقى وحدي ، ولدت وحدي وكنت دائماً وحدي ، لا تتركوني الأن أيضاً وحدي ، ما بكم إنني آناجيكم ، لماذا لا تسمعون آنيني ، لا تتركوني ،
~~~~~~~~~~~~
يا للهول هل هذا فقط مِن وحْي آحلامي وعقلي الباطني ، رُبما الوحدة لم تسبب لي عُقدة في داخلي فقط بل
إنتقلت هذه العُقدة إلى عقلي ، لم آعد آفكر سوى بِـ تلك الحالة التي آنا عليها الأن ، وحيدة دائماً،
وآصبح وحيدة آكثر يوماً بعد يوم ، لم ولن آجد مَن ينتشلني مِن هذا الشعور الفظ سوى الموت ،
سأبقى داخِل تلك الدائرة السوداوية إلى آن تلتهمُني ، وآرقد بـِسلام ".
#آنـيـن ".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف