الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في المجموعة الشعرية "نغمات العشق الأخير" بقلم: الهادي عرجون

تاريخ النشر : 2019-07-31
قراءة في المجموعة الشعرية  "نغمات العشق الأخير"
بقلم: الهادي عرجون

    من شفتين عازفتين يأتي العزف منفردا بنغمات لها سمفونية اللقاء بالحياة...، نفخت من روحها ما استوى من طين الكلمات لتحتضن الورقة و ترقص تحت رناتها نبضات قلب يعزف " نغمات العشق الأخير" هو ما اختارته الشاعرة نجوى بن احمد عنوانا لمجموعتها الشعرية الصادرة عن دار ابن بطوطة للنشر و التوزيع بعمان الأردن سنة 2019 و التي ضمت بين جوانحهاعدد من القصائد النثرية في 67 صفحة من الحجم المتوسط، عزفت فيها الشاعرة نبضها و نغمات حنينها لترسم بقلمها و روحها نغمات على أوتار القلب تحفر في شرايين القارئ أغنية تكتمل معها الحياة.

     لتختار ما تساقط من نثرها المعجون بطين محبتها ليكون المخاض و يولد من رحم الكلمات شِعرها المتشكل من عهن السحاب لتنسج بـ:"نول" كلماتهابساط الذكرىو الحزن و الحلم ليورق الحب حمائم تستحم في ساحل الحلم.

فالشاعرة التيتعبت عواطفها و تبحث عن راحة نفسية تقودها إلى مكان ترتاح فيه عواطفها من مطارات الحنين محملة بزخم الذكريات، تلك الذكريات التي دعتها للحلم والحياة:

" تدعوني أمواج الذكريات إلى أناشيد حب بدوب

إلى زمن يختبئ فيه العاشق من عيون وشاة حاقدين

تدعوني ذاكرتي الثقيلة ... بحمولة عشق أخضر...

كيف اركب زفيف الريح ... أعاند زمن الذبول

و أبحث عن مكان آمن... ترتاح فيه عواطفي

من مطارات الحنين... يتحول كل شيء ...

حينما يتسلل صفو أحلامي سحابة صيف..."(ص12).

و هي تبحث عن ذكرى ماض جميل، فنصها يحمل الكثير من الذكرى و الحلم حيث نلاحظ تكرر لفظ (الذكرى) بكل مترادفاتها(12 مرة)في عدة مواضع دلت على الحب والحنين لتراقص الريح و تفتح أفكارها المتناثرة، و لم تجد إلا الشعر لترسم ذكرياتها وأحلامها و أحزانها خاصة و أن الشاعرة إختارت معجم ( الحزن ) تكرر اللفظة 12 مرة دون اعتبار الألفاظ الدالة على الحزن:

" ... مطيع هو الشعر

يرسم حزني كذا فرحي...

و أنت حين تنساني ...

أصب هواك للشمس...

عسى تلقاك ذكراي في ركن له عينان ترمقك...

و موال فلا تنسى... و صبر الأحلام الثقيلة..."(ص21).

هذه الأحلام التي تفتح أجنحة الفراش و تنطلق لتحمل أحلامها الكبرى و هي تنتظر سحابة الحلم علها تمطر عشقا و حلما غارقا في الأشياء لتبحث عن الإنعتاق و يولد الحلم في ذهن الشاعرة و في واقعها، ذلك ( الحلم ) الذي تكرر أكثر من 33 مرة و قد طغى تقريبا في كامل قصائد المجموعة لتولد الشاعرة و يولد حلمها بالحياة و يبقى الأمل:

" أكتب الأحلام التي تحرسها نجمة ثائرة

يا أنت ألم أكن لك ركنا مضيئا ذات حب...

..............................................

نمضي لنبني صرحا من أمل...

تورق الأحلام فيه و القبل...

و تزهر الأمنيات..."(ص46).

و لكن هذا الحلم و هذه الأمنية التي ترجو أن تتحقق تعاندها ثم تستدرك لتتواطأ مع نفسيتها لتفتح أبواب فكرتها و تنطلق في التعبير عن أحاسيسها أحاسيس المرأة فيها لا أحاسيس الشاعرة التي مازالت تنسج حرير حبها و حنانها و شغفها لتكون أمًا:

"أجول في ثناياها... حسب تجوالها...

و أحلمبانجاب طفل... ضوء أحمر...

أنتظر أقوالها... مالها... و مالي

تحيرني أشيائي ارتاب في تحليلها...

شارة خضراء...استفهام...نقطة...

سهم يجول بخاطري...

عيناي متجهتين نحو الهدف... مالها أفكاري"(ص61).

لتردف قولها بعد ذلكو تكشفحزنها و قلقها تبحث عن راحة في الحلم في اللا واقع تقنع نفسها أنها تعيش حياة غير التي تعيشها لتمنح القارئ عند قراءة نصوصها حق الانتشاء و الحيرة و الحزن في آن و هي تبحث عن بريق من سعادة ترتق بها شرخ حزنها و تتركه يبحث عن الخلاص:

"فمالي و مال جبالهم... مصندقة أفعالها...

أتسلل ذات هفوة ...لأرمي أحزاني...

أكبلها في ركن مغمض العينين...

أظلم الضوء... أحكم تكبيلها...

مالها دنياي... مسننة أنيابها...

تقظم الفرح مني...

و تنشر حولي عللها... و أتوه و أمضي..." (ص62).

هذا التمرد النفسي و الشعريالذي تعيشه حتم على نصوص الشاعرة نجوى بن احمد أن تكون نصوص وجدانية إنسانية اعتمدت فيها على مطية الحلم و الذكرى لتجعل من ذاكرتها روحا تطاردها و حلما تمسك بتلابيبه علها تظفر بحلمها المفقود.

كما يمكن اعتبار تكرار جملة من الألفاظ ( الذكرى– الحلم – الحزن ...)، كما أسلفنا الذكر و الذي وشحت به زخرف نصوصها يمكن بحال من الأحوال اعتبارها نفسا لا شعوريا أخذ من روح الشاعرة و حالتها النفسية و غايات ساهمت بدورها في تشكل الصورة، و لكن مع كل هذا هو تعبير عن روح القارئ الذي يجد بعضا من أنفاسه في هذه النصوص.

و في الختام يمكن القول أنآهات و نغمات حزن الشاعرة نجوى بن احمد تلامس الواقع و تطل علينا من عتمة ذكرياتها إلى حلم التألق و السفر فوق الغيوم لترحل عبر الأمنيات من نورها و نبيذ حزنهاو تلهب زفير الكلمات و تكشف ذاتها و واقعها بسرد حالات وجدانية تلامس الواقع و تعبر عن واقع مجتمعي انطلاقا من سيرة و أحاسيس خاصة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف