الـغـذاء الـمُـسـاء .
- في طريق عـودة سي صالح إلى بيته .صادف زميلَه أحمد يحمل نفس حمولته . كيس بداخله أربع خبزات غير أنّ كيس أحمد أضيف له كتاب ذو حجم متوسّط. صافحه وابتسامته العريضة صوب الحمولة تنْبِئ بطارئ ما . وما هو إلاّ إختبار مكتسبات أو إضـافات جديدة لها في حالة إصابتها ببعض الإلتهابات ( العجز) .
- . كعادته المسلّية المتمثّلة في المزاح المباح .خطف الكيس ورفعه بكلتا يديه متظاهرا بالعجز عن حمله والوُشوكِ بالسّقوط به . ممّا دفع بأحمد إلى التّساؤل عـن وهْـمِ الثّقل و هو من رِطلَيْن أقـلّ . أجابه . أصبت بطرح الإنشغال والّذي كـتِـفي منه مال و العرقَ سال . حمدًا على أنّه لم يكن سائلا و إلاّ على ساعدي بعد يدي سال . طارحا السّؤال . هل يستوي الواحد و الإثـنان ؟ فردّ .نعم . فـقال :متى ؟
أجاب . لمّا يستوي الأعمى و البصير . و الحفيف بالخرير. وعُمْر الصّغير بالكبير.
قوتُك يا صاحبي .. قوتُك.
- أجاب . ما به ؟ وزن قُوتِك فاق وزنَ قُوتي و ذاتي. ضحك أحمد ممّا أُوحِي إليه من مبالغة منافـية لادغـة . فـردّ عليه .
- متى تقلّص بصرُك ؟ أجاب .لمّا ضاقت بصيرتُك . أصبتَ: سؤال يستحقّ الإشادة لِما فيه من إفادة لمنِ ابْتغى للجهـل إبادة إن وُجّهَ
لنفسك بنفسك .يا هذا . قوتك قُوتان ظاهران للإنس و الجان . فردّ : بهتان يا صديقَ الماضي و الآن.
لنواصل السّير قبل أن يحلّ الهذيان بعدما نال من دمي الغليان .
أثناء السّير . عاد به إلى حقّ المصير . فـنصحه بتغيير الحديث و الإنشغال بما يريح البال و يُـغْـني عـن حقارة السّـؤال .
-
- حسنا . سأدلي بما خفى ولو كان لسانك على عِـلمٍ. ما نفى.بالتّالي شفى. قُوتك قُوتان .كلاهما قُـوَّتـان عظيمتان مَـنّ بهما خالق الثّقَـلان العـليّ الرّحمان. الأوّل. من أجل البقاء.يسعى إليه الكلّ (الخبز) و الثّاني يعزف عنه الجلّ .رغم تفادي الشّقاء ( الكتاب). قوت العقل أيّها الصّديق
العتيق .
. أشهد أنّك اتّخذته شقيقا عشيقا و ما فرّق بينكما ضيق . سمَوْتَ به سُمُـوَّ اللّبيب الأنيق . و ما حملك إيّاه . إلاّ عُـربون وفاء يعـترف به العدوّ قبل الصّديق .
. هـزّ أحمد رأسه متمتما . لائما وواعدا بالسّوء عـقله . لقد أفنيتُ طفولتي و شبابي بتغذيتك و لمّا هـرِمتُ خذلتَني . عقوبتي لك . حرمانُك من القوت الثّاني لمدّة أسبوع قابلة للتّمديد .
- تدخّل صالح ليُصلح و يصالح .لا . لا . أرجوك لا . لئن نفّذت الحُكم . ودّعـتَ الحكمة و أنت حليم حكيم. أنت الخاسـر والجهل الـرّابح . و سيصبح عقلك ضحيّة و أنا الجاني المجّاني. ما سـعـيتُ يوما للخـسرانِ .
.
- تنهّد أحمد و الحسرة تعصر فؤاده عصرا .. صدقتَ . صدقتَ . يا ويلتنا على ما فـرّطنا في جنـب الكتاب. مفتاحّ الأبواب. الجلـل المصاب.
ليت العناية بالثّاني تساوت أو قاربت بالأوّل لتعيش أمّتنا بعيدة عن ذلّ التّسوّل . السّهم الّذي العدوّ عليه يعوّل . .- شعاره المثير . أنت الأخير و هو الأوّل . أنت العاجز و هو المُموّل باسم قانون الفقر الّذي خـوّل فحوّل.
-أضاف صالح : لو كان الرُّقَي من صنف البشر. لكنت أوّلَ مَن منه فرّ . لست جديرا بملاقاته .كونه فاضل حرّ و أنا فرع من أصل الكسل المُرّ .
- لقد بلغ النّفاق ذروتَه بنا . نبكي و نرثي حالنا صباحا و مساء دون حـياء . متسائلين عـن هـمّ غـيابه و وسيلة جنيه بعـتبة كلّ باب . ( إنّه الكتاب .. إنّه الكتاب )
بن حليمة امحمد
البلد / سعيدة (الجزائر) يوم 10 مارس 2019م
- في طريق عـودة سي صالح إلى بيته .صادف زميلَه أحمد يحمل نفس حمولته . كيس بداخله أربع خبزات غير أنّ كيس أحمد أضيف له كتاب ذو حجم متوسّط. صافحه وابتسامته العريضة صوب الحمولة تنْبِئ بطارئ ما . وما هو إلاّ إختبار مكتسبات أو إضـافات جديدة لها في حالة إصابتها ببعض الإلتهابات ( العجز) .
- . كعادته المسلّية المتمثّلة في المزاح المباح .خطف الكيس ورفعه بكلتا يديه متظاهرا بالعجز عن حمله والوُشوكِ بالسّقوط به . ممّا دفع بأحمد إلى التّساؤل عـن وهْـمِ الثّقل و هو من رِطلَيْن أقـلّ . أجابه . أصبت بطرح الإنشغال والّذي كـتِـفي منه مال و العرقَ سال . حمدًا على أنّه لم يكن سائلا و إلاّ على ساعدي بعد يدي سال . طارحا السّؤال . هل يستوي الواحد و الإثـنان ؟ فردّ .نعم . فـقال :متى ؟
أجاب . لمّا يستوي الأعمى و البصير . و الحفيف بالخرير. وعُمْر الصّغير بالكبير.
قوتُك يا صاحبي .. قوتُك.
- أجاب . ما به ؟ وزن قُوتِك فاق وزنَ قُوتي و ذاتي. ضحك أحمد ممّا أُوحِي إليه من مبالغة منافـية لادغـة . فـردّ عليه .
- متى تقلّص بصرُك ؟ أجاب .لمّا ضاقت بصيرتُك . أصبتَ: سؤال يستحقّ الإشادة لِما فيه من إفادة لمنِ ابْتغى للجهـل إبادة إن وُجّهَ
لنفسك بنفسك .يا هذا . قوتك قُوتان ظاهران للإنس و الجان . فردّ : بهتان يا صديقَ الماضي و الآن.
لنواصل السّير قبل أن يحلّ الهذيان بعدما نال من دمي الغليان .
أثناء السّير . عاد به إلى حقّ المصير . فـنصحه بتغيير الحديث و الإنشغال بما يريح البال و يُـغْـني عـن حقارة السّـؤال .
-
- حسنا . سأدلي بما خفى ولو كان لسانك على عِـلمٍ. ما نفى.بالتّالي شفى. قُوتك قُوتان .كلاهما قُـوَّتـان عظيمتان مَـنّ بهما خالق الثّقَـلان العـليّ الرّحمان. الأوّل. من أجل البقاء.يسعى إليه الكلّ (الخبز) و الثّاني يعزف عنه الجلّ .رغم تفادي الشّقاء ( الكتاب). قوت العقل أيّها الصّديق
العتيق .
. أشهد أنّك اتّخذته شقيقا عشيقا و ما فرّق بينكما ضيق . سمَوْتَ به سُمُـوَّ اللّبيب الأنيق . و ما حملك إيّاه . إلاّ عُـربون وفاء يعـترف به العدوّ قبل الصّديق .
. هـزّ أحمد رأسه متمتما . لائما وواعدا بالسّوء عـقله . لقد أفنيتُ طفولتي و شبابي بتغذيتك و لمّا هـرِمتُ خذلتَني . عقوبتي لك . حرمانُك من القوت الثّاني لمدّة أسبوع قابلة للتّمديد .
- تدخّل صالح ليُصلح و يصالح .لا . لا . أرجوك لا . لئن نفّذت الحُكم . ودّعـتَ الحكمة و أنت حليم حكيم. أنت الخاسـر والجهل الـرّابح . و سيصبح عقلك ضحيّة و أنا الجاني المجّاني. ما سـعـيتُ يوما للخـسرانِ .
.
- تنهّد أحمد و الحسرة تعصر فؤاده عصرا .. صدقتَ . صدقتَ . يا ويلتنا على ما فـرّطنا في جنـب الكتاب. مفتاحّ الأبواب. الجلـل المصاب.
ليت العناية بالثّاني تساوت أو قاربت بالأوّل لتعيش أمّتنا بعيدة عن ذلّ التّسوّل . السّهم الّذي العدوّ عليه يعوّل . .- شعاره المثير . أنت الأخير و هو الأوّل . أنت العاجز و هو المُموّل باسم قانون الفقر الّذي خـوّل فحوّل.
-أضاف صالح : لو كان الرُّقَي من صنف البشر. لكنت أوّلَ مَن منه فرّ . لست جديرا بملاقاته .كونه فاضل حرّ و أنا فرع من أصل الكسل المُرّ .
- لقد بلغ النّفاق ذروتَه بنا . نبكي و نرثي حالنا صباحا و مساء دون حـياء . متسائلين عـن هـمّ غـيابه و وسيلة جنيه بعـتبة كلّ باب . ( إنّه الكتاب .. إنّه الكتاب )
بن حليمة امحمد
البلد / سعيدة (الجزائر) يوم 10 مارس 2019م