الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشاهد بقلم : إقبال شاهين

تاريخ النشر : 2019-07-31
التاريخ أرقام ،أحداثه حيث أنت الآن معادة ،أعوام مَضت مِثلها مِثل سابقتها منذ عقود تتبدل الأشخاص ولكن الأحداث ثابتة....
الأبطال طُغاه بنظرها ،هي من ،هي مرآه الفضيلة ،هم يقولون ذلك...
أبطالها خليفة الشيطان بأرضنا ،ومن نحن، كثيروا الشكوى قليلوا الحيلة ، نَتذمر لنُقتل ونُصفق لنَعيش...
إنتشر الفسادُ في البر والبحر ...
لا تتظاهر وكأنك قُذفت في أرض الظلام ..يَتم حَرقك لتنير لهم...
بل صِفها وأعترف إرتَضيت أن تُساق كالنعام...

(١)
مشهد مكرر
...شقراء فاتنة تَصل وَسط الحشود آن ذاك تهتف مرة وتعود إلى هودجها المُكيف عقب إستدارة عدسات التصوير عنها ،تحادثهم ، إلى أين تتوقعون أن تذهب ثورتكم ،يُجيبون دون تفكير إلىٰ الخلاص وعلَ أن من أجابوا هم فقط من نالوا ذلك ،الخلاص ،يوم تلو الأخر كانو يتحررون من الدنيا لقد توقعوا وصَدقت توقعاتهم،أما الباقين فهم أمثالها بإختلاف الهودج ،هناك من أعجبته الفكرة وهناك من درس توابع المشروع الثوري آن ذاك وتوقع أنه سيرتقي فصعد على رؤوسهم إلىٰ أن أخمدها ولم تَقم مرة ثانية...

الدولة باقية والحكام زائلون ،بالطبع لن تقوىٰ على إنكار ذلك وإلا أُزلت ،لكن ما مصير جنود الطاولة ،تارة يتقدمون ويُحملون علىٰ الأكتاف وأخرىٰ يُدكون ويُلعنون ،أليسوا شعباً هم أيضاً ،أليس تِعداد السكان يشملهم أم أنهم آلات حديدية بلا رأي أو شعور....

(٢)
مشهد محذوف...
ليَسقط هذا وذاك ومن يتبعهم، تلك هي الشعارات ومن خالفها فقد إرتَد ، ثورات كانت أم إنقلابات وخيانة في لعبة أراد أطرافها جميعاً الفوز ....
بالهامش بيت في إحدى العشوائيات سَيهدم لاحقاً ،لا تهتم في اللاحق القريب سيموتون جميعا ،لكن الآن به من سَيخرج لترديد تلك الهتافات من أجل وجبات مجانية ورصيد لا يُذكر من المال لكنه كثير بالنسبة له عقب غضبه على شقيقه جُندي النظام كما لقبه وهو ليس بحال أفضل منه كثيراً ،هو فقط يؤدي واجبه يُصلي وهو لا يَعلم إن كان سيقيم فرضاً آخر فوق هذه الأرض أم أنها السجدات الأخيرة، يخرجان ولكل طريقه ليقفان بالند، أخ ضد أخيه وجار قبل عدة أشهر كان يلعب دورة مع جاره والآن كل منهم ينتظر لحظة قتل الأخر ، دفعه أو أضعف الإيمان قذفه بأبشع الصفات بل إنه قد ينعت أهله الذي يتضح عقبها أنهم أحد الأقرباء، هناك حق لكل فرد أن يعترض ويُنصت له ،لكنك تعلم أنهم سيمارسون حقهم المفروض بتكميمك ،وأنت ماذا تفعل..؟إن سُلب حقك تُحاسب ذاك المسكين الذي لا عِلم له بذَنب قَتله إلا أنه ظل واقفاً لتأدية الخدمة، رفقاً ،لا حق لهم لا يوجد مثل هذه الكلمة في قاموس الكثيرين منهم .....

(٣)
مشهد متكرر...
نفس البكاء ،بنفس الدعاء أب،أم ،زوجة ،أبناء
يَخرج ولا يعود ،وأخر يعود بِقَطع وثالث تعود ثيابه فقط ، الفريقان قد يخسران ..دماء من كل إتجاه وكل طرف يُلقي اللوم على الأخر...
المَشاهد لم تَعد جذابة، لم تَعد تُمهد لمستقبل أفضل، بل لم تعد تؤثر بحامل جهاز التحكم ، فقط تَطعن المَنازل في أركانها ،طعنات سَيظل الجرح ينزف جرائها إلى الأبد...

(4)
مشهد ساخر..
إنتقام أهوج وعَقبه بفترة لن تطول إعتذار سخيف، حادثة لا داعي لذِكرها فقد تبادرت إلى ذهنك الأن..
ثائر مُتعلم جاهل بالعلم ،"تعلموا العلم وعلموه"، لم تكن أبداً بمعنى أن تتعلم العلم وتسخر من فاقديه ،مهما تقدمت معرفتك بأشياء قد تُعد للكثيرين تافهة لا يَحق لك أن تسخر من فقير بالعلم بها ،بل فقير الحال والجسد ،فقير البسمة ظَن أنك تحنو عليه وتَرسمها لم يدرك أنك تجعله بطلاً لمسرحية ساخرة تحمل عنوان الإنتقام ...
في بلدٍ تَبعد الأميال عن هذه البقعة هناك طفلٌ لن يخرج ثانياً إلا وقد طأطأ رأسه خجلاً من السخرية بأبيه مسكين الحال لأن أحدهم ظَن أنها فكاهه سَتُعلى من شأنه...

مشهد بلا نهاية...
الشقراء مرة أخرى لكنها اليوم تعاتب بسخرية الجندي الظالم، الشقراء التي لا يحتمل حامل حقيبتها أن يقف لمدة ساعة دون أن يأخذ إستراحة مطولة تسخر من ضئيل الجسد الذي لم يعد يَذكر في أي يوم هو جراء التعب فقط لأنه يحمي ما وُكِل بحمايته من أماكن حَملت تراث أزمان وَلَّت...
...............
بأرضٍ أخرى تسأل مجدداً لم تَرون أنهم إرهاب لعلهم على صواب وأنتم الآثمين، لا يجيب ....
ما يتوقعه أن يتم تفجير مكان قريب الأن، بعث الكثيرين لتهجير الأهالي منه هو يفكر أن يحميهم وهم يصرخون لأنه يطردهم على حد قولهم ،نؤجل الحديث أيتها السيدة...
يتركها ويتحرك أمتار قليلة ليتم تفجيره تاركاً طفلاً بالكاد رزق به عقب سنين عِجاف، لا يتبقى منه سوى بقايا ملابس متناثرة ،ليصل إلى علم أهله عقب ساعة من الزمن أنه قد أستشهد لكن لا نستطيع التَحصل على جثته ...
قلت لك سابقاً لا حق للكثيرين منهم ،إكرام الميت دَفنه حتى تلك لم ينلها ...
لازالت المشاهد تتكرر ،جوع ،قتل،خطف وإلى آخر المشاهد التي لا تنتهي فيلم طال تصوير أحداثه وأخالها لن تنتهي قريبا....
رُبما عدسات التصوير لم تعد تقوىٰ على الملاحقة بدقة، لكن المنازل التي تأن جراء الفقد يوماً بعد يوم شاهدة على الكثير ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف