خطوة واحدة ليست كافية 1 بقلم : براءة نصر

فوق تلك الصخرة في أعلى التلة جالس ، يفكر بما حدث أمس ، لم يكن لِيعتقد بأن قطار حياته سيتعطل عند تلك المحطة ... أهذا ما كنت أحلم به ، أهذا هو ما كنت أخطط له منذ أعوام ، إنتهى كل شيئ وانحرق ، ولم يبقى منه سوى الرماد بل إنتفض ...
إرتشف جزء من كأس مائه الذي لم يبقى منه سوى القليل الذي بدى وأنه يريد إكماله إلا أن أحدهم أخذه منه وشربه كاملاً ...
- ماذا فعلت أمجنون أنت !؟
-كلا !
-أم ماذا ؟؟
-إجلس فقطْ أريد التحدث معك !!
وعندما جلس بِجانبه أخرج من حقيبته التي وضعها بجانبه قبل قليل زجاجة ماء صَغيرة كافية لِسداد ظَمئ أحدهم وقدمها له ...
-وما هذا ؟؟
-زجاجة أخرى ! قد سمعت ما قلت لتو و أدهشني قولك ! لما ييأس الناس منْ كرم خالقهم ؟ ولما يقيدون مصيرهم عند أول حادث في حياتهم ! .
-لأن الحياة فرصة لمن يصلها أولاً .
-بل الحياة فرص لمن يحسن إستغلالها ...
-يكفي هذا الهراء سئمت منه !!
-ألم تسأم قبل قليل أيضا ولكن جاءك ما هو أفضل !!
أنزل رأسه وأخذ يفكر وهو يتمتم " ولكن لم يبقى شيئ "
-صحيح لم يبقى شيئ مما سبق ولكن هناك الكثير والكثير مما هو قادم ، حَياتك عبارة عن قطار لابد وأنه سيمر بالعديد من المحطات ، سيسير تارة ويتعطل تارة أخرى ، ولكنه سيعود ليسير لن يبقى مُعطل أبدياً ، ولكن بيدك ستكون مدة التعطيل ومتى ستجعل قطارك يسير مرة أخرى ...
- ولكن ضاع الكثير !!
-وسيأتي الكثير أيضاً .
- حارب من أجل أن يكون لقطارك المحطة الأفضل ، والأن لك القرار ...
ذهب الرجل وكأنه سحابة جاءت لتظل أحدهم وذهبت تاركة ظلها يحلق فوقه ...
يتبع ...